فلسطين

الجمعة 25 أكتوبر 2024 8:54 صباحًا - بتوقيت القدس

"خطة الجنرالات".. انتقام واستئصال بالنار لإعادة الاستيطان

رام الله -خاص بـ"القدس" دوت كوم

د. دلال عريقات: إسرائيل تهدف لإخلاء الأرض من السكان لضمها إلى المشروع الكولونيالي الاستيطاني 

خليل شاهين: الحرب تدفع باتجاه تحقيق مخطط إسرائيلي طويل الأمد للهندسة الديموغرافية في غزة

سليمان بشارات: إسرائيل تسعى لتقويض الهوية الأصلية للقطاع وخلق نموذج جديد للوجود الفلسطيني فيه

د. عبد المجيد سويلم: حكومة الاحتلال تحاول اقتطاع جزء كبير من القطاع لابتزاز العالم في أي تسوية مقبلة

نهاد أبو غوش: الخطة قد تنجح إذا استمر الصمت الدولي.. وما يقف حائلاً أمامها الصمود على الأرض 

 

في ضوء التطورات الميدانية المتسارعة في قطاع غزة، خاصة مع تنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلي ما تسمى "خطة الجنرالات" في شمال القطاع، تبرز تساؤلات عدة حول مستقبل القطاع في ظل ما يجري تنفيذه من خطط تهدف إلى استئصال المناطق الشمالية، وتوسيع ممر نتساريم جنوب مدينة غزة، وسط خشية من عودة الاستيطان والسيطرة على ثروات غزة. 


ويرى كتاب ومحللون سياسيون في وأساتذة جامعات، في أحاديث منفصلة مع "ے"، أن تلك الخطة وما تتجاوزه من أهداف تأتي متزامنة مع دعوات متزايدة لإعادة الاستيطان في بعض المناطق المحاذية للقطاع، ما يضع مصير غزة أمام تحديات جديدة، ويثير مخاوف متزايدة من تغييرات جذرية في الخريطة الجغرافية والديموغرافية والسياسية للقطاع.


ويشيرون إلى أن هذه العمليات العسكرية تهدف أيضاً إلى تقليص عدد سكان غزة عبر التهجير القسري أو الطوعي، مستغلةً في ذلك حجم الدمار الذي تُلحقه بالبنية التحتية والمساكن. 


ويلفتون الى أن عمليات التدمير هذه ليست عشوائية، بل تأتي ضمن مخطط طويل الأمد لإعادة تشكيل التركيبة السكانية للقطاع، بما يسهم في تسهيل السيطرة الإسرائيلية على مناطق محددة، وتحويل غزة إلى منطقة ذات كثافة سكانية أقل.


إلى جانب هذه الأهداف الديموغرافية، تسعى إسرائيل بحسب الكتاب والمحللين وأستاذة الجامعات، إلى تعزيز هيمنتها الاقتصادية من خلال السيطرة على ثروات غزة، ولا سيما موارد الغاز المكتشفة حديثاً في سواحلها، ضمن خطة أوسع للسيطرة على موارد الغاز في شرق البحر المتوسط، بما يعزز مكانة إسرائيل كمصدر رئيسي للطاقة في المنطقة، ويفتح الباب أمام مشاريع استيطانية قديمة جديدة في القطاع.


ويوضحون أن إسرائيل تسعى لإعادة فرض إدارتها على أجزاء من غزة، أو إنشاء مناطق حكم محلية تحت إشراف إسرائيلي مباشر أو غير مباشر، لكنهم يرون أن كل ما تُخطط له إسرائيل قد تصطدم بصمود المقاومة، وتنامي المواقف الإقليمية والدولية المعارضة لهذه المخططات، لكن يبقى مستقبل غزة مرهونًا بالتوازنات السياسية والعسكرية في المنطقة.

 

 

استئصال المقاومة كان ذريعة للتهجير والاستيطان

 

تؤكد د. دلال عريقات، أستاذة الدبلوماسية وحل الصراع في الجامعة العربية الأمريكية، السياسات الإسرائيلية تجاه قطاع غزة بعد مرور عام على جريمة الإبادة الجماعية، تثبت للعالم أن إسرائيل لا ينصب استهدافها على حركة حماس فقط، بل على مشروع استيطاني كولونيالي شامل يهدف إلى ضم ما تبقى من الأرض الفلسطينية.


وتشير عريقات إلى أن الاستراتيجية التي تتبعها حكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو، وبما تم تسريبه في الثالث عشر من أكتوبر، يكشف عن خطة عسكرية واستخبارية إسرائيلية تسعى إلى تهجير سكان غزة، سواء طوعاً أو قسراً، إلى سيناء، بهدف إخلاء الأرض من السكان تمهيداً لضمها إلى المشروع الاستيطاني الإسرائيلي. 


وتوضح عريقات أن هذه الخطة ليست جديدة، بل هي جزء من استكمال المشروع الكولونيالي الذي طالما سعت إليه إسرائيل، حيث ترى عريقات أن نتنياهو وحكومته المتطرفة يسعون إلى تحقيق هذه الاستراتيجية بكل الوسائل الممكنة.


وتعتقد عريقات أن المرحلة المقبلة قد تشهد مزيداً من الاستيطان أو إدارة مدنية إسرائيلية لحكم غزة، مشيرة إلى أن الهدف الأكبر لإسرائيل ليس القضاء على حماس، بل السيطرة على الأرض وتهجير سكانها. 


وتلفت عريقات إلى أن كل ما يتم من ممارسات الإبادة والتجويع والحصار، إضافة إلى تفادي أي محاكمة دولية أو عقاب على هذه الجرائم، يصب في هذا الهدف الاستراتيجي. 

 

العمل على فصل غزة عن الضفة تماماً

 

وتحذر عريقات من أن إسرائيل تعمل على فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية تماماً، ما يمثل تهديداً مباشراً لحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وكذلك إمكانية إقامة دولة منفصلة في غزة بمعزل عن الضفة الغربية.


وتعتبر عريقات ذلك خطراً كبيراً على وحدة الأرض الفلسطينية، مشيرة إلى أن هناك سيناريوهات لإقامة حكم بإشراف دولي أو إقليمي في غزة، الأمر الذي سيعزز من سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية، ويضعف من إمكانية إقامة دولة فلسطينية متكاملة تجمع بين الضفة الغربية وقطاع غزة.


من جانب آخر، توضح عريقات أن استئصال المقاومة كان الذريعة الرئيسية التي استندت إليها إسرائيل في بداية الحرب على غزة، إلا أن الأوضاع تطورت إلى جريمة إبادة شاملة تستهدف الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه. 

وتشير عريقات إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تستخدم كل أنواع القوة والعتاد العسكري، بما في ذلك الصواريخ لتدمير كل ما هو إنساني في غزة.


كما تعتقد عريقات أن الكثير من التحليلات التي ربطت هجوم السابع من أكتوبر بمحاولة عرقلة اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية لم تكن موفقة.


وتوضح عريقات أن الهجوم قد أجل هذه الاتفاقيات، لكنه لم يمنعها نهائياً، وأنه من المحتمل أن تعود إلى الواجهة في أي وقت، خاصة إذا ما تم تقديم وقف نزيف الدم الفلسطيني في قطاع غزة كثمن لهذه الاتفاقيات.

 

تقليص مساحة القطاع وتقليل عدد سكانه

 

يوضح الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين أن الحرب على قطاع غزة من منظور الاستراتيجيات العسكرية والسياسية الإسرائيلية، يمكن تفسيرها بالإشارة إلى تصريحات رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي في أكتوبر 2023، بعد أيام من اندلاع الحرب. 


وبحسب شاهين، فإن هنغبي أشار إلى عدم اليقين حول نتيجة الحرب على قطاع غزة، لكنه أكد هدفين أساسيين: تقليص مساحة قطاع غزة، وتقليل عدد سكانه. 


ويرى شاهين أن هذه التصريحات، بالرغم من عدم إعلانها رسمياً، تسلط الضوء على الأهداف الإسرائيلية الحقيقية، التي تتجاوز القضاء على قدرات حركة حماس العسكرية والحكم في غزة واستعادة المحتجزين الإسرائيليين، إلى ما يمكن وصفه بـ "الهندسة الديموغرافية" للقطاع.


ويشير شاهين إلى أن هذه الهندسة تتم عبر عمليات التدمير الواسعة للبنى التحتية والمساكن والمؤسسات في غزة، ما يؤدي إلى تهجير السكان من مناطقهم. 


ووفق شاهين، فإنه تتضح نوايا إسرائيل من خلال فرض السيطرة العسكرية على أجزاء من قطاع غزة، بما في ذلك محور نتساريم في الوسط ومحور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، إضافة إلى الشريط الحدودي من شمال إلى جنوب القطاع، وهو ما قد يصل إلى السيطرة على نحو ربع مساحة غزة.


تلك العمليات العسكرية، وفقاً لوجهة نظر الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين، تهدف إلى دفع سكان غزة إما إلى النزوح القسري أو الهجرة الطوعية مستقبلاً، نظراً لأن القطاع، بسبب الحرب، بات منطقة غير قابلة للسكن وتفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة.


ويعتقد شاهين أن الحرب على قطاع غزة تدفع باتجاه تحقيق مخطط طويل الأمد للهندسة الديموغرافية في غزة، عبر تقليص عدد السكان وتحويل القطاع إلى منطقة ذات كثافة سكانية أقل.


ويستشهد شاهين بتوسيع ممر نتساريم ومحور فيلادلفيا كمؤشرات على نوايا إسرائيل للبقاء في القطاع لفترة طويلة. 

 

مخطط أكبر من "خطة الجنرالات" لتفريغ شمال غزة

 

ويشير شاهين إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية الجارية في شمال غزة تتجاوز "خطة الجنرالات" التي اقترحها الجنرال إيغال أيلاند، التي كانت تهدف إلى تهجير السكان من شمال غزة نحو الجنوب، كما يعكس حجم الدمار في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون وغيرها مدى خطورة ما يحدث، حيث يتم تدمير مراكز الإيواء وإحراقها لتكريس منع السكان من العودة إلى تلك المناطق.


ويرى شاهين أن هذه الإجراءات جزء من مخطط أكبر لتفريغ شمال غزة، حيث يتم تنفيذ العمليات العسكرية الإسرائيلية دون توضيح واضح للهدف النهائي، لكنه يشير إلى أن إسرائيل ربما تنفذ مزيجاً من الخطط العسكرية المتداولة، بما في ذلك أفكار وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت المتعلقة بإنشاء مناطق جيوب في شمال القطاع لإدخال المساعدات وتوزيعها بطريقة من شأنها تقسيم السكان وإدارة هذه المناطق عبر أفراد أو عصابات محلية.


ويعتبر شاهين أن هناك توجهاً متزايداً داخل الحكومة الإسرائيلية لإعادة الاستيطان إلى قطاع غزة، خاصة بعد تصريحات وزراء مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير اللذين عقدا مؤتمراً تحضيرياً للاستيطان في القطاع. 


ويرى شاهين أن نتنياهو، بالرغم من تركه المجال مفتوحاً للتفسيرات المختلفة، يمهد الطريق لاحتلال قطاع غزة جزئياً واستمرار العمليات العسكرية التي قد تؤدي في النهاية إلى إعادة الاستيطان في بعض مناطق القطاع، خاصة الشمال.


ويحذر شاهين من أن السيناريو الأسوأ قد يتحقق إذا استمر الاحتلال العسكري الإسرائيلي لغزة، سواء عبر إدارة مباشرة أو عبر إنشاء إدارات محلية شبيهة بروابط القرى أو الإدارة المدنية في الضفة الغربية. 


ويشير شاهين إلى أن هذا المخطط كما حذر منه قيادات في جيش الاحتلال سيورط إسرائيل في إدارة غزة بشكل مباشر، ما سيزيد من الأعباء دون تحقيق الأهداف المعلنة مثل القضاء على حركة حماس أو استعادة المحتجزين الإسرائيليين.

 

الصمود في مواجهة مخططات الاحتلال والاستيطان

 

ويلفت شاهين إلى أن المقاومة الفلسطينية والمواقف الإقليمية والدولية قد تعرقل هذه المخططات، مؤكداً أهمية صمود أهالي غزة في مواجهة محاولات التهجير القسري، كما أن الفصائل الفلسطينية حال التوصل إلى رؤية توافقية وشاملة لإنشاء هياكل حكم تشاركية في غزة ترتبط بالضفة الغربية، ستعزز الدعم الإقليمي والدولي للفلسطينيين.


ويتوقع شاهين أن استمرار الاحتلال العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة قد يفتح الباب أمام استيطان جديد في القطاع، لكن شاهين في المقابل يشير إلى أن مواقف الأطراف الإقليمية والدولية، وخاصة الإدارة الأمريكية، قد تلعب دوراً في منع تحقيق هذا المخطط، إضافة إلى صمود المقاومة اللبنانية في الجبهة الشمالية، التي قد تؤثر على مسار الحرب في غزة، وبالتالي فإن مخططات الاحتلال ليست قدراً.

 

الأهداف الإسرائيلية

 

يشير الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات إلى الأهداف الرئيسية التي تسعى إسرائيل لتحقيقها من عملياتها العسكرية في شمال قطاع غزة، وهي خلق نموذج جديد للوجود الفلسطيني في القطاع عبر إقامة حي سكني وفق الرؤية الإسرائيلية يمكن السيطرة عليه من خلال مرجعية محلية.


ويعتقد بشارات أن نجاح هذا النموذج سيعزز قدرة إسرائيل على تطبيقه على كامل قطاع غزة، ما يسمح لها بتحقيق أهدافها في الحرب، حيث إن الهدف الأساسي، وفقاً لهذا التصور، هو إعادة تشكيل الواقع الديموغرافي والجغرافي والسياسي والإداري للقطاع، بما يتناسب مع ما تسميه إسرائيل "اليوم التالي للحرب".

 

التعاقد مع شركات أمنية أمريكية لتنفيذ الخطة

 

ويلفت بشارات إلى وجود خطة عسكرية إسرائيلية تستند إلى تصور الجنرالات الإسرائيليين، والتي تتحدث عن التعاقد مع شركات أمنية أمريكية للمساهمة في تنفيذ هذه الخطة، والتي تتضمن إعادة توزيع السكان الفلسطينيين من أماكنهم المعتادة، بهدف محو الهوية السكانية وارتباط المواطنين بأراضيهم، وهذا من شأنه تقويض الهوية الأصلية للقطاع. 


ويلفت بشارات إلى أنه إذا نجحت الخطة في إحداث هذا التغيير السكاني، فستقوم إسرائيل بإعادة إعمار المناطق المتضررة بطرق هندسية ومعمارية جديدة، تمنح المناطق هوية جغرافية جديدة مختلفة تماماً عن سابق عهدها.

ويشير بشارات إلى أن هذا المخطط الإسرائيلي يتخيل قطاع غزة على هيئة كنتونات منفصلة جغرافياً، لكل منها مرجعية إدارية مختلفة، مثل مختار أو رئيس مجلس محلي، ما يؤدي إلى تدمير التماسك البنيوي والإداري للمجتمع الفلسطيني في القطاع. 


ويرى بشارات أن هذا السيناريو مشابه للتجزئة الجغرافية والديموغرافية التي تعيشها الضفة الغربية، حيث أدى الفصل بين المحافظات إلى ضعف الكيان السياسي الفلسطيني وتحويل كل محافظة إلى وحدة منفصلة بهمومها الخاصة.


ويعتقد بشارات أن هذه التجزئة الديموغرافية تعززها خطة الاستيطان الإسرائيلي في قطاع غزة، التي تستهدف تفكيك البنية الجغرافية والسكانية للقطاع، فيما تبرر إسرائيل وجودها العسكري في هذه المناطق بذريعة توفير الأمن للمستوطنين، وفي حال عدم تطبيق هذا المخطط مباشرة من قبل إسرائيل، قد تقبل إسرائيل بوجود دولي يساهم في السيطرة على بعض المناطق العازلة وتنفيذ مشاريع الاستيطان، مع إبقاء إسرائيل كمرجعية رئيسية في كافة النواحي السياسية والإدارية والأمنية.

 

السيطرة على ثروات القطاع

 

ويؤكد بشارات أن الهدف الظاهري للعملية العسكرية الإسرائيلية هو استئصال المقاومة، لكن هناك أهداف أخرى تتعلق بإعادة تشكيل البنية السكانية والجغرافية لغزة، فضلاً عن السيطرة على البعد الاقتصادي للقطاع، بما في ذلك موارد الغاز الفلسطيني المكتشفة حديثًا في سواحل غزة. 


ويشير بشارات إلى أن نجاح هذا المخطط سيسمح لإسرائيل بالسيطرة على ثروات الغاز في شرق المتوسط، من سواحل غزة إلى سواحل لبنان، ما يعزز موقعها كمصدر رئيسي للغاز الطبيعي في المنطقة.

 

ثلاثة سيناريوهات للمستقبل

 

أما في ما يتعلق بالسيناريوهات المستقبلية، فيرى بشارات أن الوضع الحالي غير مستقر نتيجة استمرار الحرب وعدم وضوح المشهد السياسي الأمريكي في ظل الانتخابات المقبلة، وإضافة إلى ذلك لا يزال احتمال اندلاع مواجهة مع إيران، وكذلك الجبهة الشمالية أو عبر تصعيد أوسع، قائماً. 


ويضع بشارات ثلاثة سيناريوهات رئيسية للمستقبل: استمرار الصراع الحالي في المنطقة، او تدخل الإدارة الأمريكية بعد الانتخابات لفرض وقف الحرب والاتجاه نحو مسار سياسي، أو انفلات الأوضاع ودخول المنطقة في حرب إقليمية شاملة تشارك فيها إيران وحزب الله.


ويشير بشارات إلى أن نجاح أي من هذه السيناريوهات يعتمد بشكل كبير على قدرة المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة بشكل عام على إحداث صدمة في التصور الإسرائيلي وإجبارها على التراجع عن مخططاتها.

 

 إسرائيل تحاول اقتطاع جزء من غزة لابتزاز العالم

 

يعتقد الكاتب والمحلل السياسي د. عبد المجيد سويلم أن ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة من عمليات عسكرية وإبادة يهدف إلى اقتطاع جزء كبير من القطاع، وربما أكثر من ذلك، في محاولة منها لابتزاز المجتمع الدولي في أي تسوية مقبلة. 


ويبيّن سويلم أن إسرائيل تسعى من خلال هذه العمليات العسكرية والتحركات في الميدان إلى فرض شروطها على العالم، مشيراً إلى أن ما يجري سيؤدي إلى تهجير قسري للسكان من القطاع نتيجة الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها غزة، بما في ذلك هدم المنازل والسيطرة على الأراضي، بما يدفع السكان للهجرة.


ويرى سويلم أن إسرائيل قد تستخدم قضية إعادة الإعمار كأداة للابتزاز بعد أن دمرت كل ما يتعلق بالحياة في غزة، مؤكداً أن السيطرة على عملية إعادة الإعمار ستكون ضمن وسائل الضغط الإسرائيلية. 


ويشير سويلم إلى أنه في حال اضطرت إسرائيل للانسحاب من غزة، فإنها ستحاول فرض شروط تضمن استمرار تحكمها بالقطاع، بغض النظر عن الأسماء أو الألقاب او الأدوات التي قد تُستخدم لصياغة شروطها، سواء أكانت "الجنرالات" أم غيرها.

 

إسرائيل تعاني من الهزيمة

 

ويلفت سويلم إلى أن إسرائيل تعاني من الهزيمة، وأن الحديث عن كونها "قدراً" غير صحيح، إذ إن إسرائيل تحاول الآن المناورة كي لا تعترف بالهزيمة، لكنها ستواجه مزيداً من الأزمات، وقد تُجبر في النهاية على الخروج من غزة دون أي قيد أو شرط.


ووفق سويلم، فإنه منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر وحتى اليوم، تحاول إسرائيل جاهدةً تحقيق أي انتصار يُخرجها من الأزمة التي تعيشها، ومع ذلك فإن جميع محاولات قتل وتجويع سكان غزة لم تحقق هدفها المتمثل في استئصال المقاومة، بل على العكس، فإن عدد المقاومين في قطاع غزة اليوم أكبر مما كان عليه في بداية الحرب، مؤكدًا أن المقاومة لم تُستأصل، بل ازدادت قوة.

 

"اليوم التالي للحرب" سيكون صعباً ومعقداً

 

وفي ما يتعلق بمستقبل القطاع بعد الحرب، يؤكد سويلم أن اليوم التالي للحرب في غزة سيكون صعباً ومعقداً، لكنه سيكون أكثر صعوبة وتعقيداً بالنسبة لإسرائيل، حيث سيتضح أن جيش الاحتلال قد هُزم بالفعل. 


ويدعو سويلم إلى الابتعاد عن الدعاية الإسرائيلية التي تروج لهزيمة الفلسطينيين، مؤكداً أن إسرائيل في وضع صعب جداً.


ويؤكد سويلم أن مستقبل غزة بعد الحرب سيكون فلسطينيًا بامتياز، وأن إرادة الشعب الفلسطيني الذي قدم تضحيات كبيرة من أجل الحرية لا يمكن كسرها. 


ويشدد سويلم على أن أي دولة، سواء من داخل الإقليم أو خارجه، تقف ضد إرادة الشعب الفلسطيني، ستدفع ثمنًا كبيرًا وتخسر الكثير على المدى البعيد.

 

مستقبل غزة يحسمه صمود الفلسطينيين

 

يشير الكاتب والمحلل السياسي نهاد أبو غوش إلى أن ما يُسمى "خطة الجنرالات" الإسرائيلية يجري تنفيذها في شمال قطاع غزة، بالرغم من أنها لم تُعلن رسمياً كونها تندرج ضمن تصنيف جرائم الحرب، ومع ذلك يتم تنفيذها عملياً على أرض الواقع دون أي إعلان رسمي من إسرائيل. 


ويرى أبو غوش أن الهدف الأساسي لهذه الخطة هو تهجير سكان شمال غزة واقتطاع أراضٍ فلسطينية، وذلك في محاولة لإيلام الفلسطينيين وإجبارهم على دفع ثمنٍ باهظ مقابل ما جرى في السابع من أكتوبر.


ويلفت أبو غوش إلى أن هذه الخطة قد تنجح في حال استمر الصمت الدولي وتجاهل العالم لما يجري، لكن ما يقف حائلاً أمام تحقيقها هو صمود المواطنين والمقاومة الفلسطينية على الأرض. 


وعلى الرغم من هذا الصمود البطولي، يطرح أبو غوش تساؤلاً حول قدرة هذا الصمود على الاستمرار في ظل حجم الجرائم الإسرائيلية المتزايدة. 


وبشأن الاستيطان الإسرائيلي في قطاع غزة، يرى أبو غوش أن هذا المشروع يتلقى دعمًا رسميًا، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرك تمامًا أن هذه الإجراءات تُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. ورغم ذلك، يعوّل نتنياهو على مرور الزمن وعلى تقبل العالم للأمر الواقع مع الوقت، حيث يأمل أن يتكيف المجتمع الدولي مع هذه التحركات بمرور الزمن.


ويلفت أبو غوش إلى أن إسرائيل تدرك أن الجرائم تؤجج المقاومة بدلاً من إخمادها، لذا يتم استهداف المدنيين بشكل متعمد في هذه العمليات العسكرية، في أهداف تتعدى استئصال المقاومة التي من المستحيل تحقيقه كهدف يمكن تحقيقه، وإسرائيل تعلم جيدًا أن سياساتها تُشعل المقاومة بشكل أكبر.


ويعتقد أبو غوش أن مستقبل غزة لن يُحسم بالرغبات الإسرائيلية، بل سيُحسم المستقبل على أرض الواقع من خلال صمود الفلسطينيين والمقاومة.


ويؤكد أبو غوش أن مستقبل غزة سيكون فلسطينيًا، ولكن هذا يتطلب تعزيز صمود المواطنين والمقاومة، واستقطاب دعم دولي حقيقي للفلسطينيين.


ويُشير أبو غوش إلى أن إسرائيل ليست قدرًا حتميًا على الفلسطينيين، وأن إرادة الشعب الفلسطيني كفيلة بإفشال المخططات الإسرائيلية

دلالات

شارك برأيك

"خطة الجنرالات".. انتقام واستئصال بالنار لإعادة الاستيطان

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل 3 دقيقة

يا عرب ويا مسلمين تحدوا خطة الجنرالات بخطة التضحيات قبل فوات الاوان لكي يكتب لكم الشهادة بأرض الانبياء لكي لا تموتوا تحت النعال

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 23 أكتوبر 2024 8:57 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.78

شراء 3.77

يورو / شيكل

بيع 4.08

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.33

شراء 5.3

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%19

%81

(مجموع المصوتين 463)