قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن إسرائيل بحاجة إلى إظهار "مزيد من التقدم" بشأن تدفق المساعدات إلى غزة بحسب وزارة الخارجية. وقال بلينكن للصحفيين في تل أبيب يوم الأربعاء، بعد يوم من اجتماعه مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ضغط على المسؤولين الإسرائيليين بشأن الحاجة إلى زيادة تدفق المساعدات إلى قطاع غزة. وقال بلينكن إنه ناقش "الخطوات العاجلة والمستدامة" المطلوبة من إسرائيل لتحسين الظروف الإنسانية.

وقال بلينكن في إشارة إلى تدفق المساعدات إلى غزة: "أستطيع أن أؤكد أن هناك تقدماً، وهو أمر جيد، ولكن هناك حاجة إلى تحقيق المزيد من التقدم، والأهم من ذلك أنه يحتاج إلى الاستمرار".

وبحسب تقارير إعلامية، حذرت الولايات المتحدة من أن استمرار تدفق الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل قد يعتمد على تحسن الظروف الإنسانية في غزة، حيث قلصت إسرائيل بشكل حاد المساعدات في الأشهر الأخيرة. ولم يهدد بلينكن صراحة بحجب الأسلحة لكنه قال إن واشنطن ستتبع القانون الأمريكي، الذي يتطلب منها سحب المساعدات العسكرية للدول التي تمنع تدفق المساعدات الإنسانية الأمريكية.

يشار إلى قبل وقت قصير من مغادرة بلينكن إلى المملكة العربية السعودية يوم الأربعاء، انطلقت صفارات الإنذار في تل أبيب عندما اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية قذائف أطلقت من لبنان. وتم توجيه بلينكن إلى منطقة في فندقه للاحتماء.

وبحسب الخبراء، يبدو أن زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط التي قد تكون الأخيرة له في عهد الرئيس جو بايدن، والتي استهلها من إسرائيل، لم تكن أوفر حظا من زيارات مماثلة قام بها خلال عام من الحرب على غزة.

فلا تصريحات تشير إلى رضوخ إسرائيل للضغوط الدبلوماسية الأميركية لإنهاء الحرب في غزة، ولا إعلان عن مرونة في الموقف الإسرائيلي تسهم في التوصل لاتفاق رهائن.

ورغم ذلك تمسك بلينكن بدعوة إسرائيل لإنهاء الحرب انطلاقا من المعطيات الجديدة التي فرضتها العمليات العسكرية على الأرض، وفي مقدمتها "مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار"، كما شدد على موقف أميركي رافض تماما لإعادة احتلال غزة.

واعتبر بلينكن الذي وصل إلى العاصمة السعودية، الرياض، قادما من إسرائيل، أن هناك مسارات أخرى يمكنها أن تسهم في استقرار الأوضاع في الشرق الأوسط تمر عبر السعودية، وفقا لمحللين. فواشنطن ترى في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل مكافأة إستراتيجية يمكن أن تغري إسرائيل بوقف الحرب.

وفي روما، قال وزير الدفاع لويد أوستن إن إسرائيل لديها مصلحة عسكرية في السماح للمساعدات الإنسانية بالتدفق إلى غزة. وقال: "إن الفشل في القيام بذلك من شأنه أن يخلق جيلاً من الفلسطينيين الذين سيستمرون حقًا في مقاومة التعاون مع إسرائيل في المستقبل، وبالتالي فإنك في الواقع تزيد من أعداد المتمردين في الفضاء" بحسب صحيفة واشنطن بوست.

ورسم جورجيوس بيتروبولوس، رئيس مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في غزة، صورة يائسة للجزء الشمالي من الجيب، واصفًا الظروف في المناطق التي تجدد فيها القتال بأنها "كارثية". وقد صعدت إسرائيل من عملياتها العسكرية في شمال قطاع غزة في الأسابيع الأخيرة على أساس أن مقاتلي حماس يعيدون تجميع أنفسهم هناك.

أرجأ مسؤولو الصحة المرحلة الثالثة من برنامج التطعيم ضد شلل الأطفال لتطعيم أكثر من 119 ألف طفل في شمال غزة يوم الأربعاء، مشيرين إلى تصاعد العنف وسط الهجوم الإسرائيلي. وقالت منظمة الصحة العالمية إن القصف المكثف جعل من المستحيل على العاملين الطبيين تطعيم الأطفال بأمان.