اختلفت الآراء وتباينت حول قرار حماس بتعيين يحيى السنوار رئيسًا لمكتبها السياسي، وبدت تغطية الصحف في إسرائيل وأميركا وأوروبا إما تحمل نبرة تفاؤل بفرص تقدم المفاوضات أو تتبنى رؤى متشائمة بشأن مستقبل الحرب في غزة.

ردود فعل متباينة

وفقًا لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، ينظر في إسرائيل إلى تعيين السنوار خلفًا لإسماعيل هنية على أنه فرصة لدفع الصفقة قدمًا.

ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها إن هنية كان حجر عثرة أمام الاتصالات، وهو من عرقل اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين.

في المقابل، اعتبرت صحيفة الإيكونوميست البريطانية، أن اختيار حماس للسنوار جعل وقف إطلاق النار أقل احتمالًا.

واعتبرت الصحيفة أيضًا أن تعيين السنوار من المحتمل أن يكون بشكل مؤقت حتى إجراء الانتخابات المحتملة العام المقبل.

وألقت الضوء على احتمالية أن تدفع الحرب المستعرة في غزة نحو عدم إجراء الانتخابات في الوقت المحدد لها، مما يزيد فرص استمرار السنوار في رئاسة المكتب السياسي للحركة بلا منازع.

ارتباك في إسرائيل

أما صحيفة تايمز أوف إسرائيل فقد علقت على تعيين السنوار، بأن تطرقت إلى دعوة وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى «تصفية سريعة» للسنوار.

وكتب كاتس على منصة إكس: «تعيين السنوار على رأس حماس خلفًا لهنية، هو سبب إضافي لتصفيته سريعًا ومحو هذه المنظمة من الخارطة».

وأشارت الصحيفة إلى تصريحات مسؤول كبير في حماس لوكالة فرانس برس أن هذه الخطوة تنطوي على رسالة قوية للاحتلال مفادها أن حماس ماضية في نهج المقاومة.

الشخصية الأبرز

وفي تقرير لموقع أكسيوس الأميركي، أُلقي الضوء على أن اختيار السنوار خطوة تعمل على ترسيخ مكانته باعتباره صانع القرار الأعلى وربما الوحيد في حماس، سواء داخل الأراضي الفلسطينية أو خارجها.

ووفقًا للتقرير، فإن السنوار هو الشخصية البارزة الوحيدة المتبقية في حماس بعد أن اغتالت إسرائيل القائد العسكري الأعلى للحركة محمد ضيف، والزعيم السياسي هنية، ونائبه صلاح العاروري.

وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن السنوار كان ولا يزال صاحب القول الفصل، وعليه أن يقرر بشأن التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال بلينكن: «المفاوضات الخاصة بالإفراج عن المحتجزين في غزة وصلت للمرحلة الأخيرة، ويتعين أن تعمل الأطراف على الانتهاء من الاتفاق بأقرب وقت».

وأضاف أن «الولايات المتحدة أبلغت إيران وإسرائيل بوجود توافق في الآراء بالشرق الأوسط على ضرورة عدم التصعيد، وأنه لا ينبغي لأحد أن يصعد الصراع في منطقة الشرق الأوسط».

وأعلنت حركة حماس في بيان، الثلاثاء، اختيار السنوار رئيسًا للمكتب السياسي للحركة خلفًا لإسماعيل هنية الذي اغتيل في هجوم بالعاصمة الإيرانية طهران الأسبوع الماضي.

وقالت الحركة إنها أجرت مشاورات ومداولات معمّقة وموسعة في مؤسسات الحركة القيادية، قبل اختيار السنوار.

وأضافت في البيان: «إن حركة حماس إذ تعبّر عن ثقتها بالأخ أبي إبراهيم قائدًا لها في مرحلة حساسة، وظرف محلي وإقليمي ودولي معقد، فإنها تسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقه ويسدد خطاه، وأن يكتب النصر المؤزر المبين لشعبنا وقضيتنا».

المصدر:الغد