أقلام وأراء
الأربعاء 13 أبريل 2022 5:31 صباحًا - بتوقيت القدس
بمناسبة الذكرى ٥٤ لهزيمة الخامس من حزيران ١٩٦٧.. هل إقترب التاريخ من تكرار نفسه على شكل مهزلة ؟!
بقلم: محمد النوباني
رغم مرور 54 عاما على للهزيمة الكبرى التي لحقت بالأمة العربية في حرب الخامس من حزيران عام 1967 ، والتي إصطلح على تسميتها في الخطاب السياسي الرسمي العربي،بالنكسة، ،تخفيفاً من آثارها الكارثية ،إلا ان الكتابة عنها لا تزال تحظى بأهمية راهنة وكأنها وقعت بالأمس القريب او للتو.
وسبب ذلك أن نتائجها لا زالت جاثمة على الأرض، حيث على الصعيد الفلسطيني،لا زالت الضفة الغربية ببركات آوسلو محتلة بالكامل،وإن كان قطاع غزة بفضل المقاومة محرر، كما لا تزال هضبة الجولان السورية تحت الإحتلال الإسرائيلي ، وكذلك الحال مع شبه جزيرة سيناء المصرية حيث تستطيع القوات الإسرائيلية رغم إنسحابها منها بموجب معاهدة كامب ديفيد، إعادة إحتلالها في بضع ساعات،إن حدثت تطورات لا تروق لها في ارض الكنانة، لأن ما اسماه انور السادات تحريراً لم يكن في واقع الامر سوى عملية استبدل للإحتلال الإسرائيلي المباشر باحتلال متعدد الجنسيات.
ومما يزيد الطين بلة أن تلك القوى والأطراف العربية التي ساهمت في تضليل وخداع القائد الخالد جمال عبد الناصر وجره إلى الشرك الذي دخل التاريخ بإسم حرب حزيران ١٩٦٧ ، لا زالت تعمل بكل ما آوتيت من قوة على ضرب اية قوة عربية وإسلامية تحمل مشروعاً نهضوياً شبيهاً بمشروع جمال عبد الناصر وكذلك في التآمر على القضية الفلسطينية وعلى كل القوى العربية والإقليمية المعادية للمشروع الصهيو-امريكي-الغربي.
ويمكن القول بهذا الصدد ان من سخريات القدر أن ما يسمى بدولة الإمارات العربية المتحدة التي عقدت ما يسمى بمعاهدة “إبراهام” مع إسرائيل وباتت شريكة إقتصادية رسمية لها في مشروع إغتصابها لفلسطين هي التي تحارب إلى جانب غيرهامن الدول الشعب اليمني الشقيق وتقوم بإهداءجزره الإستراتيجية الواقعة على البحر الاحمر مثل سوقطرة وغيرها والمطلة على مضيق باب المندب الإستراتيجي لإسرائيل.
ولكن ما يثلج الصدر ويبعث الامل في النفوس أنه إلى جانب محور العدوان هناك محور مقاومة قوي يمتد من قطاع غزة مروراً ببيروت ودمشق وبغداد وصنعاء وصولاً إلى طهران إستطاع ان يجبر إسرائيل على الإنسحاب من جنوب لبنان عام ٢٠٠٠ دون قيد او شرط وهزمها في حرب ضروس عام 2006 وافشل الحرب الكونية التي شنت من اجل إسقاط الدولة السورية منذ العام ٢٠١١ وشارف على هزيمة التحالف في اليمن وهزم إسرائيل في أربعة حروب شنتها على قطاع غزة في اعوام ٢٠٠٨-٢٠٠٩ ، و ٢٠١٢ و ٢٠١٤ و “سيف القدس”عام ٢٠٢١.
ولكي نضع النقاط على الحروف فإن إسرائيل التي كانت تتبجح ذات يوم بان جيشها لا يقهر وبأن الإمبريالية الامريكية بحاجة ماسة لدورها الوظيفي ولخدماتها في عموم الشرق الاوسط لانها ذراعها الضاربة فقد اثبتت جولة القتال الاخيرة بينها وبين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والتي إنتصرت فيها المقاومة،ذي الإمكانات العسكرية المحدودة مقارنة مع إمكانات ” الجيش الذي لا يقهر” ان “الدولة العبرية” ليست عاجزة فقط على القيام بدورها الوظيفي بل باتت ايضاً بحاجة إلى حماية امريكية وغربية وحتى رجعية عربية لكي تظل موجودة.
وبإختصار فقد كانت المواجهة الاخيرة بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والجيش الإسرائيلي مناسبة لتذكير قادة إسرائيل الامنيين والعسكريين والسياسيين بجملة من الحقائق التي اكد عليها إنتصار المقاومةاللبنانية في حرب العام ٢٠٠٦ والتي يمكن إجمالها بما يلي:
اولاً: سقوط نظرية الامن الاسرائيلية القائمة على الحرب الخاطفة والحرب خارج الحدود حيث ان اي حرب قد تحدث لن تطال فقط العمق الفلسطيني والعربي كما حدث في حرب ١٩٦٧ والحروب السابقة بل العمق الإسرائيلي وتحديداً مدينة تل ابيب كما لن تكون مسقوفة زمنياً ومكانياً بمقدرة ورغبة إسرائيل.
ثانيا: ان إسرائيل لم تعد المكان والملاذ آلآمن الذي يغري يهود العالم بالقدوم إليها حيث اثبتت عمليات القصف الصاروخي المركزة التي قامت بها المقاومة الفلسطينية للتجمعات السكانية الإسراىيلية ان لا مكاناً آمناً فيها وهذه الحيثية هي التي ستدفع اعداداً كبيرة من المستوطنين لمغادرة فلسطين.
ثالثاً: بأن ظاهرة الخلافات وعدم الإستقرار السياسي في داخل الطيف السياسي الإسرائيلي سوف تتفاقم وتأخذ ربما ابعاداً ربما حادة وعنيفة بسبب تلاشي مقدرة إسرائيل على شن الحرب للتغلب على تناقضاتها الداخلية.
رابعاً: بسبب تفاقم ازمتها الإقتصادية والتي فاقمت جائحة كورونا في تاجيجها.
ولذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لحرب حزيران ١٩٦٧ هل إقترب التاريخ من ان يكرر نفسه غلى شكل مهزلة هذه المرة بعد ان وقع على شكل مأساة في القرن الماضي ؟!
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
واشنطن ترفض قرار المحكمة الجنائية الدولية بإلقاء القبض على نتنياهو وغالانت
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
نيويورك تايمز تكشف تفاصيل اتفاق وشيك بين إسرائيل ولبنان
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 82)
شارك برأيك
بمناسبة الذكرى ٥٤ لهزيمة الخامس من حزيران ١٩٦٧.. هل إقترب التاريخ من تكرار نفسه على شكل مهزلة ؟!