Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأحد 23 يونيو 2024 9:13 صباحًا - بتوقيت القدس

تنكيل بالشاب مجاهد البلاص.. مشهد صادم يعيد للأذهان جرائم الاحتلال بغزة

تلخيص

جنين- "القدس" دوت كوم- علي سمودي

 بعدما أصيب برصاص وحدات المستعربين الإسرائيلية الخاصة، احتجز جنود الاحتلال الشاب مجاهد رائد البلاص من جنين، ومنعوا طواقم الهلال الأحمر من إسعافه، ثم قيدوه ووضعوه على مقدمة دورية عسكرية، تجولت في شوارع المدينة تحت أشعة الشمس الحارقة، وهو ينزف بشدة لفترة من الوقت، في مشهد أثار ردود فعل غاضبة، أعاد للأذهان الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة.


وإضافة للمشهد الصادم للجريح البلاص الذي وثقه نشطاء، يؤكد شهود عيان لـ"القدس" دوت كوم، أن الشاب العشريني الذي نفت عائلته أن يكون مطلوباً، نجا من الموت بأعجوبة، بعدما أصيب برصاص الاحتلال خلال اقتحامه لمنزل ابن عمومته المواطن رأفت عزمي حسينية في حي الجابريات بمدينة جنين، خلال عملية خلفت 4 جرحى و3 معتقلين وإحراق مركبة.


هكذا بدأت الجريمة..

بدأ المشهد كما يروي المواطن رأفت العزمي لـ"القدس" دوت كوم، عندما استيقظ على صوت إطلاق رصاص في محيط منزله الواقع وسط حي الجابريات، حيث كان يتواجد معه إضافة لأسرته، شقيقيه وعدد من الأقارب والأصدقاء، الذين سهروا لديهم، واستضافوهم وناموا بمنزلهم بشكل طبيعي.


ويقول عزمي: "نهضت مذعوراً من صوت الرصاص القريب، ومما زاد قلقي أنني تلقيت اتصالاً من صديق أبلغني أن الوحدات الخاصة في ساحة منزلي، والذي هو مفتوح، وليس حوله سور أو سياج، فخرجت من غرفة النوم للاطمئنان على أسرتي وضيوفي".


ويضيف: "شاهدت شقيقي مجد ملقى على الأرض مضرجاً بالدماء، بسبب إصابته برصاصتين في يده وخاصرته، وأبلغني أنه عندما سمعت صوت الرصاص، فتح مع ابن عمي مجاهد باب المنزل الخارجي، لمعرفة ما يجري، لكنهما تعرضا لإطلاق نار مباشر من الوحدات الخاصة".


يوضح العزمي، أن مجاهد سقط خارج الباب، بسبب إصابته برصاصتين في يده وقدمه، وقد سحبه جنود الاحتلال على الأرض، وصلبوه تحت أشعة الشمس لساعة، واحتجزوه مع الشابين سمير ضبايا وهاشم سليط، الذان أصيبا بالرصاص الحي أيضاً.


مصلوبًا على مقدمة الدورية!..

لم ينتهِ المشهد، حيث اقتحمت قوة من جيش الاحتلال مع المستعربين منزل عزمي، بينما سحبت قوة أخرى الجريح مجاهد، وصلبته على مقدمة الدورية، بعدما منعت مركبات الإسعاف من الوصول للمنطقة واحتجزتها.


ويقول المواطن أبو حسين لـ"القدس" دوت كوم: "كانت لحظات مروعة، عندما ألقى جنود الاحتلال الشاب الجريح مجاهد على مقدمة الدورية، وهو ينزف ويصرخ طلباً للإغاثة والإسعاف، لكنهم لم يهتموا لحالته ووضعه، وتعمدوا التجول في الشوارع، وهو بهذه الحالة، ثم سلموه لمركبة إسعاف للهلال الأحمر والتي نقلته مع اثنين من الجرحى لمشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في المدينة".


تحقيق ميداني ووحشية..

في هذا الوقت، اقتادت الوحدات الخاصة لجيش الاحتلال عائلة العزمي للعراء، وبعد التفتيش والتحقيق نقلوهم لمنزل مجاور كما ذكر رأفت، واحتجزوهم 3 ساعات حتى انتهت العملية، وخلال ذلك، اقتحموا منزله وسط إطلاق نار كثيف.


ويقول رأفت العزمي: "تعاملوا معنا بحقد ووحشية ودون مبرر إطلاقاً، اقتحموا المنزل بطريقة هجمية وأطلقوا النار دون سبب، رغم عدم وجود مطلوبين، واستمروا باحتجاز شقيقي الجريح مجد دون علاج حوالي ساعتين، ثم اعتقلوه مع شقيقي أحمد وشابين آخرين، وجميعهم ليسوا مطلوبين، كما أحرق جنود الاحتلال مركبتنا ومركبة الشهيد بهاء أبو الهيجاء، وهذا يؤكد أن هدفهم العقاب والانتقام والإذلال النابع من الحقد والرغبة في قتل كل فلسطيني".


خلال العدوان، أغلقت قوات الاحتلال منطقة الجابريات، واقتحمت المنازل المجاورة، واحتلتها، وحولتها لثكنات عسكرية ونقاط مراقبة، وأخضعت أصحابها للتحقيق الميداني، كما حدث مع عائلة المواطن عماد الصيدلي الذي يقع منزله بمحاذاة منزل العزمي.


ويفيد الصيدلي لـ"القدس" دوت كوم، بأنه بينما كان ينام بمنزله، فوجيء بالوحدات الخاصة داخل منزله وفوق رأسه، ويقول: "لم يطرقوا الباب، تسللوا بطريقة منافية لكافة الأعراف والقوانين ودون طلب الإذن، أيقظونا بفوهات بنادقهم، وجمعوا أسرتي في غرفة واحدة بالطابق الأرضي، وأخضعونا للتحقيق، لقد أمضينا 3 ساعات مقيدين دون سبب، وكنا نسمع صوت صراخ الجنود وهم يطالبون سكان منزل أبو العزمي بالخروج وتسليمهم أنفسهم، وسط إطلاق نار كثيف".


من وحي المقتلة!..

وتداول نشطاء على نطاق واسع، مشهد الفيديو للجريح البلاص، حيث يقول الكاتب والباحث عدنان الصباح لـ"لقدس" دوت كوم: "كل ما يجري يؤكد أن الاحتلال يتصرف في الضفة الغربية، من وحي مقتلة غزة، وهي الجريمة الأبشع على وجه الأرض، ونتيجة ضعف الموقف الدولي ووجود من يقف إلى جانبه ويحميه ويمنحه كل ما يحتاج، أصبح الاحتلال لا يكترث بشيء، ويريد غيصال رسالة للشعب الفلسطيني بأن بإمكانه أن يفعل ما يشاء، دون حسيب أو رقيب".


الجريمة بحق البلاص، يؤكد الصباح أنها رسالة من الاحتلال بأن الكل الفلسطيني مستهدف، فيما يؤكد الصباح أن "ما يقوم به الاحتلال في الضفة الغربية يتجاوز كل الجرائم، ويندرج في نفس الحال الذي تعيشه غزة، فلم يبق جريمة إلا وارتكبها، والهدف نفسه أن خيارات الفلسطينيين محدودة كما يراها: الرحيل، أو الخنوع، أو الموت، ولذا يتصرف في الضفة على قاعدة تحويلها إلى أرض غير قابلة للحياة، وجعل حياة الفلسطيني على أرضه مستحيلة، فلن يجد سوى خيارات الاحتلال".


ويرى الكاتب الصباح، أن الإهانات والمضايقات اليومية التي يمارسها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده بكل أشكالها العنيفة والأقل عنفاً، لن تصنع إلا عكس ما يريد، فلا يوجد شعب يقبل الخنوع والذل والتنازل عن أرضه وكرامته معاً.


ويقول الصباح: "إن الاحتلال جرب ذلك في غزة، وجعلها تعيش عقدين من الزمن على هذه القاعدة، ومع ذلك فاجأته في السابع من أكتوبر، ثم جرب ولا يزال المقتلة بأبشع صورها، ومع ذلك لا زالت غزة تعيش وتقاوم، وهو ما يعني أن القضاء على شعب بأسره أمر مستحيل، لكن الاحتلال لا يريد أن يتعلم لا من التاريخ، ولا من تجارب الشعوب".


الضفة المستهدفة..

ويرى الصباح أن المشروع الحقيقي للاحتلال هو في الضفة الغربية بما فيها القدس، وبالتالي فإنه سيوغل في المزيد من العنف، معتقداً أنها الوسيلة الممكنة لإرضاخ الشعب الفلسطيني، وهو يعتقد ككل عدو للشعوب وحرياتها أن نظرية "اضرب جهة لتردع جهة أو شخص لتخيف شخص نظرية صالحة في قضايا الأمم والشعوب وحرياتها".


ويقول الصباح: "إن المقاومة بديل وحيد للشعوب، وكلما حاول الاحتلال إغلاق الجهات أكثر كلما كانت المقاومة أشد، وإذا اراد الاحتلال لمعركة الخيارات أن تكون متبادلة، وهي بالتأكيد كذلك، فإن لديه أيضاً خيارات ثلاث: إما الرحيل، وإما حقوق الشعب الفلسطيني كاملة غير منقوصة، وإلا فإن المقاومة لا يمكن أن تموت، لأن الشعوب لا يمكن أن تموت، والخيار الوحيد برأيي الذي يمكن له أن يعيش هو فلسطين واحدة موحدة، ودون ذلك فلن يزور السلام أرض السلام".


أما رئيس قسم اللغة العربية والإعلام في الجامعة العربية الأمريكية الأستاذ صدقي موسى، يقول لـ"القدس" دوت كوم: "إن انتهاكات حقوق الإنسان وانتهاك كرامته، يعتبر مخالفاً للقيم الإنسانية والقوانين الدولية، ووفق المادة الثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان فلكل فرد الحق في الحياة والحرية والأمان على شخصه، وما نشهده من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، لا يمس الفلسطينيين وحدهم، وإنما يُقوّض ذلك أسس الحضارة الإنسانية وضمير العدالة"، مضيفًا، "هذا يتطلب من المجتمع الدولي أن يقف عند مسؤولياته لوقف هذه الانتهاكات ومنع استمرارها، في ظل انفلات الاحتلال الذي تجاوز كل الحدود".

دلالات

شارك برأيك

تنكيل بالشاب مجاهد البلاص.. مشهد صادم يعيد للأذهان جرائم الاحتلال بغزة

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)