أقلام وأراء
الخميس 13 يونيو 2024 9:08 صباحًا - بتوقيت القدس
انتخابات 2024.. عرب أميركا في استطلاعات الرأي
تلخيص
في أغلب الأحيان، يتبنى العاملون في وسائل الإعلام نظرة تبسيطية للاستطلاعات السياسية. وفي عام الانتخابات الرئاسية، يميل الاهتمام إلى التركيز بشكل منفرد على من يتصدر استطلاعات الرأي، ومن يحتل أدنى مرتبة. وفي الواقع، فإن أرقام "سباق الخيل" هذه، رغم أهميتها، غالباً ما تكون الجزء الأقل أهمية في الاستطلاع. لذا، فإن النظر إلى البيانات الغنية التي تشكل الاستطلاع يمكن أن يوفر معلومات أكثر فائدة بكثير، ما يشير، على سبيل المثال، إلى سبب أداء المرشح "أ" أو "ب" بشكل جيد أو سيئ. ويمكن أيضاً أن يكشف التعمق في البيانات عن تنوع السكان الذين يتم استطلاعهم، ومن بين أي فئة من فئات الناخبين يكون أداء المرشحين أفضل أو أسوأ.
وأخيراً، إذا تم طرح أسئلة توجيهية، فإن الاستطلاع يمكن أن يوفر أيضاً وسيلة للمرشحين لفهم ما يمكنهم القيام به لتحسين موقفهم. بتجاهل كل هذه الفروق الدقيقة، فإن الصحفيين الذين يكتفون بمجرد الإبلاغ عن النتائج الرئيسية تغيب عنهم النتائج الأكثر قيمة للاستطلاع. وكمثال على ذلك، يمكننا أن ننظر إلى استطلاع مايو 2024 لعينة عشوائية مكونة من 900 ناخب عربي أميركي مسجل في ولايات رئيسية، تمثل التركيبة السكانية للمجتمع. تم إجراء الاستطلاع من قبل شركة أبحاث السوق "جون زغبي ستراتيجيز" لصالح المعهد العربي الأميركي (AAI).
وقد حظي استطلاع المعهد العربي الأميركي بتغطية جيدة، أشارت جميعها إلى أنه في حين تفوق بايدن على الرئيس السابق دونالد ترامب في عام 2020 بنسبة 59% مقابل 35% بين الأميركيين العرب، فإن بايدن يخسر الآن أمام ترامب بنسبة 32% مقابل 18%. كان هذا صحيحا، لكن ما فاتنا هو التفاصيل التي تجعل هذه الصورة أكثر وضوحا.
على سبيل المثال، في حين حصل مرشحو "غير متأكد" (الذين يصوت لهم الناخبون بـ"غير متأكد"، ما إذا كانوا يريدون هذا المرشح) ومرشحو الطرف الثالث على دعم أقل من 10% في عام 2020، فإن هذه النسبة ترتفع إلى 50% هذا العام. السبب الرئيسي وراء ذلك هو أن 40% من العرب الأميركيين يقولون إنهم "غير متحمسين على الإطلاق" للإدلاء بأصواتهم في نوفمبر، في حين أن 21% آخرين "ليسوا متحمسين حقاً" - ما يزيد من نسبة أولئك الذين ليسوا متأكدين لمن سيصوتون (أو إذا كانوا سيصوتون على الإطلاق) في نوفمبر. والأهم من ذلك أن الافتقار إلى الحماس يتجلى بشكل أكثر وضوحاً بين الناخبين "الديمقراطيين"، حيث إن 50% منهم ليسوا "متحمسين على الإطلاق". وهذا هو الحال بالنسبة لـ11% فقط من "الجمهوريين". ويظهر استطلاع المعهد العربي الأميركي أيضاً أن 79% من العرب الأميركيين لديهم وجهة نظر سلبية تجاه الرئيس بايدن، بينما لدى 55% وجهة نظر سلبية تجاه دونالد ترامب.
إن التقييمات السلبية لبايدن مدفوعة إلى حد كبير بـ56% من "الديمقراطيين" الذين ينظرون إليه بشكل سلبي. ومن ناحية أخرى، فإن أرقام ترامب أعلى لأنه يحتفظ بدعم شبه كامل من أولئك الذين يُعرّفون أنفسهم كـ"جمهوريين". حدثت أهم خسائر بايدن بين العرب الأميركيين بين الناخبين الشباب والمهاجرين - وهما مجموعتان مالتا بشدة في العقود الأخيرة نحو الحزب "الديمقراطي"، ولكن لديهما أيضاً ارتباط ضعيف بهوية أي حزب. إنهم ناخبون متأرجحون كلاسيكيون. ورداً على كل سؤال تقريباً في هذا الاستطلاع، يظهر الاستطلاع أن هاتين المجموعتين هما الأكثر احتمالاً ليس فقط لرفض بايدن، ولكن أيضاً للنأي بنفسيهما عن الحزب "الديمقراطي". السبب البسيط وراء انخفاض أعداد مؤيدي بايدن هو، باختصار، غزة، فعندما تم إعطاؤهم 10 قضايا وطُلب منهم اختيار الثلاثة الأكثر أهمية بالنسبة لهم، اختار 60% منهم الحرب في غزة.
بالإضافة إلى ذلك، يقول 57% إن غزة سيكون لها دور "مهم جداً" في تحديد تصويتهم في نوفمبر. بعد 8 أشهر من الهجوم الإسرائيلي المتواصل على الفلسطينيين في غزة، قال 88% من الأميركيين العرب إن لديهم وجهة نظر سلبية حول الطريقة التي تعامل بها بايدن مع الحرب، مع أغلبية ساحقة عبر جميع الأحزاب - مع 87% من كل من "الجمهوريين" و"الديمقراطيين"، على حد سواء، وما يقرب من 90% من المستقلين والذين لا ينتمون لأي حزب لديهم وجهة نظر سلبية. ومثل العديد من الناخبين الآخرين، عارض الأميركيون العرب سياسات إدارة بايدن الداعمة للحرب الإسرائيلية في غزة.
ويُظهر استطلاع الرأي الذي أجراه المعهد العربي الأميركي أيضاً أنه إذا قام الرئيس، حتى في هذا الوقت المتأخر، بتغيير سياسته بشكل كبير بشأن إسرائيل وغزة، فمن المحتمل أن يستعيد الكثير من الدعم الذي فقده. في سؤالين منفصلين، عندما سُئل عما إذا كان الرئيس سيطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتقديم مساعدات إنسانية دون عوائق إلى غزة أو ما إذا كان سيعلق الدعم الدبلوماسي وشحنات الأسلحة إلى إسرائيل حتى تنفذ وقف إطلاق النار وتسحب القوات من غزة، قال 60% من العرب الأميركيين إنه من المرجح أن يصوتوا لصالح بايدن في نوفمبر. وإذا غيّر بايدن نهجه بشكل كبير، فإن الاستطلاع يظهر أن أرقام مباراة بايدن وترامب يمكن أن تتغير لصالح بايدن، بسبب هذه النتائج المقترنة بتراجع أرقام ترامب منذ استطلاعنا الأخير. يمكن استخلاص ملاحظة أخرى من بيانات الاقتراع من خلال مقارنة النسب المئوية للنتائج في استطلاع المعهد العربي الأميركي هذا مع بيانات الناخبين الفعلية في الولايات الرئيسية.
على سبيل المثال، بالنظر إلى الناخبين الأميركيين العرب في ميتشيجان، عندما نقارن النتائج المتوقعة لهذا الاستطلاع لعام 2024 (ترامب 28% - بايدن 15%) مع أصوات الأميركيين العرب في عام 2020، نرى خسارةً محتملة كبيرة للرئيس بايدن تبلغ 91 ألف صوت في ميتشيجان وحدها. توفر استطلاعات الرأي لمحات عن مكان تواجد الناخبين في أي لحظة. يؤكد هذا الاستطلاع ما نعرفه، وهو أن الرئيس بايدن يخسر الناخبين الأميركيين العرب بسبب سياساته بشأن فلسطين. ويظهر أيضاً أن التغيير الجذري لتلك السياسات يمكن أن يحرك بعض الناخبين.
يظهر استطلاع المعهد العربي الأميركي أيضاً أن 79% من العرب الأميركيين لديهم وجهة نظر سلبية تجاه الرئيس بايدن، بينما لدى 55% وجهة نظر سلبية تجاه دونالد ترامب.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
نتنياهو يرفض توسيع صلاحيات فريق التفاوض مع حماس
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
السيسي: السلام العادل والمستدام هو خيار استراتيجي لمصر
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
انتخابات 2024.. عرب أميركا في استطلاعات الرأي