أقلام وأراء
الخميس 23 مايو 2024 10:47 صباحًا - بتوقيت القدس
يا قاتلي...
تلخيص
يا قاتل أحلامي وغدي ويومي، هذه وصاياي إن تشأ فاسمعها واحفظها عن ظهر قلب.. اقتلني خلسة ولا تجاهر بالقتل ولا تجعل مني بطلاً شهيداً، فالجمع قد أضحوا عبيدا عند جلال سلطانك، لكن أرجوك أن ترحم الشجر، وكما هي كلماتي في غابر الأزمان حينما كانت ثورتي على قياصرة روما الجدد.. لكنني أوصيك إن تشأ شنق الجميع أن ترحم الشجر، لا تقطع الجذوع كي تنصبها مشانق، لا تقطع الجذوع فربما يأتي الربيع والعام عام جوع... والقتل قد صار الطبيعي في ظل موازين معادلة القهر الراهنة، والجنايات الدولية من المُنتظر أن تساوي ما بين الضحية والجلاد، والجلاد يملؤ الدنيا ضجيجا ليكون هو الضحية المقتولة والمُجبر على القتل، والحجة هنا معاداة السامية التي أضحت قميص عثمان، ------وكأن سام ابن نوح ----------قد أورثهم كل هذا الموروث القادم من تزوير التاريخ، ومن يكتب التاريخ منطق القوة والقوة متغيرة وفقا لمتغيرات القتل والذبح، وهتلر كان كتب التاريخ يوما.
أيها القاتل، هل تشاهد القتلى وكيفية قتلهم ..؟؟ وقد نكون نحن أيضا من يساعدك بالقتل ويمنحك حق القتل ، و(النحن) هنا تعني نحن عرب أقحاح والبعض ممن يتربصون بحلم مناطحة الشاة لسكين الذبح..
أيها القاتل وبالعبرية ناطق تنحى قليلا ، ومن بالعربية متلعثم في حضرة قمة أصحاب الجلالة والفخامة تعالوا نتحاكم أمام هذه اللحظة التي أصبحت مخزية وقد تكون مخجلة ومهينة، تعالوا نحاور ذواتنا امام شجر الزيتون المقاوم في ظل الحقد على التين والزيتون وحكايا الجدات، تعالوا نرى المشهد من جديد، وتعالوا نعاود فهم ما يحدث، أو بالأحرى محاولة استيعاب المفردات الجديدة بقواميس الإيمان المطلق لأمام العصر الجديد.. تعالوا ندقق النظر بعيون ذابلة ومحبطة بمشهد الفرار والهروب والجوع من وطن يُقال إنه الوطن...
أيها القتلة على مختلف لهجاتكم ولغاتكم وأنتم الشركاء بالذبح، تعالوا نناجي الرب بحضرة الانكسار والظلم، وإن كان القهر سيد الموقف، ولا داعي لأن نمارس خداع الكلام المعسول والممزوج بدبلوماسية الكذب والتكذيب، ولنصارح فقراء أرصفة الشوارع والجوع، ومن يجوبون الحواري بحثا عن حقيقة وجودهم، وهل باتت أسماؤهم وكنى عائلاتهم من مرادفات إبليس الجديد؟ ... وعذرا لشاعر قال ما قال بحضرة الرب حينما ضاقت رقعة جغرافية الوطن عليه وولى الأدبار هاربا بعتمة ليل غاب القمر ليلتها ليكون فعل الهروب ممكنا، وأنشد مناجيا رب وطنه والأوطان متمنيا على أبواب سنته الجديدة أن يكون للوطن معنى وأن يكون لإنسانيته حقيقة يفهمها الآخر، فحينما يصبح هذا الوطن سجنا والسجان رفيق الأمس، وحينما يتحول الوطن مرتعا لممارسة العهر في وضح النهار، ومملكة لأمراء المجون، يصير كل شيء مباح، وانهيار مداميك ما يسمى بالقيم والأخلاق والمحرمات فيه الكثير من وجهات النظر.. فنيرون أحب روما وأحرقها، والحجاج حفظ كلام الله وقصف الكعبة.. وأنتم والجالسون بالقمم العربية وعلى رأسكم ذاك الناطق باسمنا، تعالوا لنقول كلمتنا بوجه التنين ولمرة واحدة وليكن من بعد ذلك الطوفان، سئمنا التحليل والتعقل وممارسة أقصى درجات الضبط والحكمة ولربما يتطلب الموقف أن نصبح المجانين بوضح النهار، وجنون الجماهير فيه الكثير من التعقل حينما تعجز القيادات بليلها.
هي كلمة الجماهير الآن، وهي كلمة من يجب أن يقول كلمته في ظل اشتداد الهجمة وانسداد الأفق فلا يمكن أن يتوقف سيل الدم الفلسطيني إلا حينما يدرك الشعب كل الشعب وبكل أطيافه السياسية والثقافية والدينية والاجتماعية، بأنه حان الأوان لطردهم من بيوتنا ومن أحلامنا ومن على موائدنا.
هي كلمة للتاريخ وليغضب من يغضب، فلم يعد يهمنا غضب حفنة من الفاسدين والسماسرة وحفنة من الدراويش المتطرفين والعنصريين، فهم الحاقدون على الأفكار المبدعة المحلقة بعنان السماء، وهم من يخافون من أن يصبح الوطن وطنا فعليا للكل ومن لا يرى الوطن إلا بعيون لغة الدولار والبزنس، يرتعبون من الفكر الحر، يرتعبون من قصيدة حب ومن ضفيرة سمراء ترقب سويعات الغروب على شاطىء البحر المائج أو من قصيدة صوفية تحاول مناجاة الله بعيداً عن الشهوة والملذات بالعسل الموعود وحوريات العين..
وهو التوقيت الصحيح للرحيل، أو للهروب لم يعد هناك الكثير من الفرق... فإما أن يكون رحيلهم أو يكون هروبنا..
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
حرب ترامب الاقتصادية
حمادة فراعنة
العالم على كف "رئيس"
منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !!
محمد جودة
عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل
حديث القدس
المشهد الراهن والمصير الوطني
جمال زقوت
الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
راسم عبيدات
ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!
د. إبراهيم نعيرات
ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟
هاني المصري
زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين
حمدي فراج
هل وصلت الرسالة إلى حماس؟
حمادة فراعنة
مجدداً.. طمون تحت الحصار
مصطفى بشارات
بين الابتكار وحكمة التوظيف .. الذكاء الاصطناعي يعمق المفارقات !
د. طلال شهوان - رئيس جامعة بيرزيت
الطريق إلى شرق أوسط متحول: كيف نحافظ على السلام في غزة مع مواجهة إيران
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
عيد الربيع يصبح تراثاً ثقافياً غير مادي للإنسانية
جنيباليا.. مأساة القرن
حديث القدس
لقاء نتنياهو- ترمب ومصير مقترح التطهير العرقي ووقف الإبادة
أحمد عيسى
"الأمريكي القبيح" واستعمار المريخ
د. أحمد رفيق عوض
رافعة لفلسطين ودعماً لمصر والأردن
حمادة فراعنة
"ترمب" والتهجير الخبيث!
بكر أبو بكر
تحويل الضفة إلى غيتوهات
بهاء رحال
الأكثر تعليقاً
من أين جاؤوا بنظرية "الضعيف إذا لم يُهزم فهو منتصر" ؟
الاحتلال يفرج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار
الرئيس يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي الشهر الماضي
اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربية
اتفاق التهدئة.. هدنة دائمة أم فاصل بين جولتين؟
الأكثر قراءة
إعلام عبري: نتنياهو يناقش خطط عودة الجيش الإسرائيلي إلى غزة
الشرطة الإسرائيلية تعتقل 432 عاملا فلسطينيا داخل أراضي 1948
ترامب: لا ضمانات لدي أن الهدنة بين إسرائيل وحماس ستصمد
مستعمرون يقتحمون مبنى "الأونروا" في حي الشيخ جراح
ترامب يبحث الثلاثاء مع نتنياهو سيناريوهات التهجير لغزة واحتمال العودة للحرب
مارتن أولينر يدعو إلى دعم خطة ترامب للتهجير.. "سكان غزة لا يستحقون الرحمة"
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
أسعار العملات
الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.61
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
يورو / شيكل
بيع 3.77
شراء 3.76
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 557)
شارك برأيك
يا قاتلي...