أقلام وأراء
الأربعاء 10 يناير 2024 5:13 مساءً - بتوقيت القدس
محكمة العدل الدولية وانكار إسرائيل
يعيش الإسرائيليون حالة إنكار ، وخطاب ادعاء معاداة السامية ومعاداة إسرائيل، وتبجحها وغطرستها.
قدمت إسرائيل بنفسها ادلة ادانتها في دعوة جنوب افريقيا لمحكمة العدل الدولية، ولا حاجة لملاحظة أن الفجوة بين الخطاب الإسرائيلي الداخلي والخطاب الدولي فيما يتعلق بالحرب كبير جداً. ليس فقط ادعاء الصدمة، بل هي طبيعة المجتمع الاسرائيلي الاستعماري الاستيطاني والعنصرية القائمة على التطهير العرقي، قرر ارتكاب حرب ابادة في غزة بدون توقف حتى تهجير الفلسطينيين.
ادعاء ان خلفية ذلك هو الشعور بالصدمة حول ما حرى في السابع من تشرين الاول/ أكتوبر ، هو تنفيذ الشعار المرفوع التي تبنته إسرائيل أنه لا خيار، وإسرائيل ليست بحاجة لشرح وتفسير موقفها.
وهي التي حولت غزة إلى مكان غير صالح للسكن من اجل تهجيرهم، وقتل 23 ألفاً فلسطيني منهم، 10000 طفل و 7000 امراة.
وهذا بحد ذاته موقف وقح، والاعتقاد بان العالم لا يسمع ولا يرى، هو الفجور بحد ذاته. العالم يرى كل شيء صوراً تنتجها إسرائيل وجيشها يومياً، وتصريحات الوزراء والعسكريين في الجيش وخارجه ووسائل الاعلام والصحافيين، والمؤثرين في ما يسمى المجتمع المدني. لا يمكن تصورها في دول العالم الديمقراطية وغير الديمقراطية، والتوقع بأن المحكمة سترد القضية من خلال تفسيراتها التي ستقدمها.
لن تضطر دولة جنوب أفريقيا إلى إثبات أن إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية في غزة من أجل الحصول على أمر قضائي مؤقت. إن التحدي المطلوب امام إسرائيل، يتعين عليها، أن تثبت أن ظروف الحرب الإسرائيلية الجارية في غزة تشكل خطر انتهاك الحظر الذي تفرضه الاتفاقية.
السوابق التي فصلت فيها المحكمة، مثل قضية غامبيا اعتمدت على تقارير لجان الأمم المتحدة، لتحديد ما إذا كانت الظروف التي تبرر إصدار أمر مؤقت موجودة.
حسب بعض الباحثين الاسرائيليين الذين ادعوا أنه لا توجد مثل هذه التقارير فيما يتعلق بالحرب في غزة، ولكن هناك تسع صفحات في عريضة الدعوى المقدمة من جنوب أفريقيا مليئة بأكثر من 60 اقتباسًا تدعي أنها تظهر نية التدمير .
25 شخصية إسرائيلية ابتداء من رئيس الدولة اسحاق هرتسوغ، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وعدد 7 من الوزراء، و6 من القادة العسكريين، 13 عضوًا في الكنيست، 9 من المؤثرين في المجتمع المدني، وفي مقدمتهم رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي السابق جيورا ايلاند، والذى تحدث اكثر من مرة في وسائل الاعلام الاسرائيلية ووثق ذلك في مقال في صحيفة يديعوت احرنوت، وحرض وطالب الحكومة بمنع ادخال المساعدات الانسانية والوقود والادوية لغزة، وذلك سيساعد على انتشار الأمراض والأوبئة، وهذا سيضغط على قيادة حماس للاستسلام. والآن التسبب بالمجاعة والمرض ومنع المساعدات الإنسانية المناسبة وهذا يعتبر أحد اركان تهمة الابادة الجماعية.
الحقبقة أن المجتمع الاسرائيلي يعيش حالة من الغباء وفقاعة وعي، والنظام الامني والسياسي كما في اعتى الديكتاتوريات، التعتيم وفرض الرقابة العسكرية الشديدة على تدفق المعلومات وتزويده بمعلومات وصورة جزئية للواقع.
إن عدم فهم كيف تبدو الأمور من الخارج لم يفيد إسرائيل على الإطلاق، والادعاء انها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة العربية وجزء من ما يسمى العالم الحر، ومع هذا الخطاب العام امام العالم، وفضح حقيقة ديمقراطية إسرائيل.
في إسرائيل هناك من يحذر، والقول انه يجب على إسرائيل أن تتحرك فوراً وبشكل فعال، قانونياً وعلنياً ووقف المسؤولين المنتخبين الذين يتحدثون بلغة الإبادة الجماعية، وعلى إسرائيل أن تعلن أن جميع سكان غزة سيكونون قادرين على العودة إلى منازلهم بمجرد انتهاء القتال.
إسرائيل لم تتوقف، وعين نتنياهو رئيس المحكمة العليا السابق أهارون باراك ان يقود الفريق الاسرائيلي للدفاع عن موقفها في لاهاي، وبرغم الجدل في إسرائيل، اعتبر كثيرين من الاسرائيليين انها خطوة مهمة بعد 7 تشرين الأول/ اكتوبر وتجلي للوطنية الإسرائيلية. وانها ضمن تأتي في سياق الوحدة الداخلية والتعبئة الجيدة والعودة الى تاريخ 6 تشرين الاول/ أكتوبر.
وفيما يتعلق بتعيين باراك هناك من انتقد ذلك من بعض المحسوبين على اليسار الرديكالي، وكتبت الصحافية ورئيسة محلس ادارة بيتسيلم لحقوق الانسان، أورلي نوي: ان اهارون باراك كرس حياته المهنية كلها في شرعنة جرائم الاحتلال من ناحية، ولحماية واجهة الديمقراطية الإسرائيلية، من ناحية أخرى. ويكتشف الآن أن الدرع القانوني الذي عمل بجد من أجله لن يكون كافياً، وسيكون هناك هو نفسه من سيضطر إلى القتال من أجله في لاهاي. وأضافت وأنا أوافق بالتأكيد على أن باراك هو الشخص الأنسب لتمثيل إسرائيل في لاهاي. يذهب إلى هناك للدفاع عما أصبح مهمة حياته، إضفاء الشرعية على كل جريمة من جرائم الاحتلال، على الرغم من كل مظالمه، مع حماية الواجهة الديمقراطية لإسرائيل.
هذا هو الرجل الذي حول المفهوم القائل بأن إسرائيل يمكنها أيضاً الحفاظ على احتلال لا نهاية له (طويل الأمد، بلغته)، بينما تحرم الفلسطينيين على نطاق واسع من حقوقهم وكرامتهم وممتلكاتهم وأرضهم، وكذلك البقاء ديمقراطيين، إلى دولة ديمقراطية.
إن الحكم المتعلق بالتدابير المضادة لم يُكتب من أجل الجيش فقط. ولعله أحد أهم الوثائق القانونية المكتوبة في إسرائيل من وجهة نظر توضيحية. وهو يشبه في جوهره أحكاما أخرى كتبها أهارون باراك، خاصة حول جدار الفصل العنصري . أحكام موجهة إلى المجتمع الدولي. الذي يدرس بدقة تصرفات إسرائيل في الاراضي المحتلة. والوتر الأخير للرئيس المتقاعد باراك هو الدفاع الحساس عن الوضع المستحيل لإسرائيل وحربها المستمرة على (الإرهاب)،
هناك أمل على الرغم من اهتزاز منظومة القانون الدولي وحقوق الانسان وتفصيل ذلك وفقاً لرغبات إسرائيل والولايات المتحدة الامريكبة ودول اوروبا المركزية بريطانيا وفرنسا والمانيا، وتمسك المسؤولين فيها بالتصريح انهم لا يفضلون وقف اطلاق النار.
وتصريحات وزبر الخارجية الامريكي انتوني بلينكن أن الدعوة في محكمة العدل الدولية من قبل جنوب افريقيا يشتت جهود احتواء التصعيد في المنطقة يأكد أنه وادارته شريك في الحرب. وتسويق الوهم بعد تقدم الفلسطينيين للمحكمة الجنائية بشكوى، والسياق الذي انتهجته ومقايضة السلطة الفلسطينية، بين المفاوضات وجهود السلام ومطالبة الفلسطينيين بمحاسبة المسؤولين الاسرائيليين في ارتكابهم جرائم ضد الفلسطينيين.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
سيادة العراق ولبنان في خندق واحد
كريستين حنا نصر
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
هولندا: سنعتقل نتنياهو تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية
ترمب يرشح طبيبة من أصل عربي لمنصب جراح عام الولايات المتحدة
الأكثر قراءة
نتنياهو و"الليكود" يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد
لائحة اتهام إسرائيلية ضد 3 فلسطينيين بزعم التخطيط لاغتيال بن غفير ونجله
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 93)
شارك برأيك
محكمة العدل الدولية وانكار إسرائيل