
أقلام وأراء
الأربعاء 09 نوفمبر 2022 10:21 صباحًا - بتوقيت القدس
عرفات .. ما قبل وما بعد .. الجزء الأول: "الصعود الى القمة والاحتفاظ بها"
بقلم: نبيل عمرو
سألتني حفيدتي سارة التي تواظب على قراءة كتبي، لماذا يحتل ياسر عرفات مكان المركز في جميع مؤلفاتك؟؟
اجبتها لأنه يحتل مكان المركز في حياتنا..
ونحن الان في ذكرى غيابه نجد انفسنا بأمس الحاجة لتذكره.. ذلك ان الرجل كان صاحب أطول عمر قضاه على القمة فإن أرخّنا له منذ اطلاق رصاصة الثورة الأولى، فعمره اكثر من نصف قرن، ومنذ ذلك اليوم ظل الرجل صاعدا بلا توقف او إعاقة حتى بلغ القمة واستقر عليها بما يزيد عن أربعة عقود.
لم يكن طول عمر قيادته هو السبب الأهم في احتلاله مكان المركز في حياتنا، بل لكونه كان مجمع اعتبارات جاذبة، استقطبت وراء وصول قيادته أوسع القطاعات الشعبية الفلسطينية وامتدادتها التحالفية والتعاطفية على مستوى العالم كله، فصار الى جانب قيادته الفعلية للثورة رمزا وعنوانا لها.. لتسري ظاهرته على مستوى شعوب العالم سريان النار في الهشيم، ولترتدي الملايين كوفيته الشهيرة كتعبير عفوي وتلقائي عما تمثل الكوفية ويمثل صاحبها.
الوصول الى القمة اسهل بكثير من الاحتفاظ بها.
كان الفلسطينيون بحاجة الى نمط زعامي مختلف عن كل من سبقه في احتلال موقع القمة، فوجدوا في لابس الكاكي وحامل البندقية ضالتهم المنتظرة، وكان الظرف الذي ظهر فيه مواتيا تماما لملء فراغات فلسطينية وعربية.
فملأت الرصاصة الأولى فراغ الفعل الفلسطيني، وهيأت هزيمة حزيران الى اعتماد البديل على المستوى العربي، وعزز ذلك معركة الكرامة التي سجلت الانتصار الأول بعد الهزيمة الكبرى. ولم يكن مجرد رد فعل دعائي، ذلك الشعار التاريخي الذي اطلقه زعيم الامة جمال عبد الناصر. "ان الثورة الفلسطينية وجدت لتبقى".
احتل ياسر عرفات رسميا وقانونيا وفعليا ودون اختلاف الموقع الأعلى أي رئاسة منظمة التحرير التي كانت بمثابة اطار جبهوي مجمع عليه وبوسعنا اعتبار مكانته الجديدة بداية المرحلة الأهم في قيادته.
واذا كان طريق الصعود ممهدا الا ان عمل الرئاسة والقيادة لم يكن كذلك.. اذ دخل الرجل والثورة سلسلة معارك من اجل البقاء، فخسر ساحات هامة وكسب ساحات بديلة، وما خسر تحول من ميزة له الى عبء عليه، وما كسب كان الاحتفاظ به مكلفا لثورته وشعبه، الا انه ومن معه راكموا رغم الخسارات البشرية والجغرافية رصيدا سياسيا ادخل الثورة وقائدها الى قلب المعادلات الإقليمية والدولية.
لم يكن ذلك ليحدث لو لم يكن عرفات يتمتع بخصائص قيادية مميزة، وخصوصا على صعيد إدارة بيت الثورة الداخلي وللثورة بيوت كثيرة يتعين على من يحتل مركز القيادة للحالة بشمولها ان يعالج شؤونها جميعا..
أولها البيت الفتحاوي الذي كان ممتلئا بالقادة الكبار الاذكياء والمؤهلين والذين يسمون بالمؤسسين التاريخيين، وحولهم صف ثان لا يقل تأهيلا وكفاءة، وفي الدائرة الاوسع حين كانت فتح تنمو باضطراد عالي الوتيرة، كان شبابها ذكورا واناثا حتى اطفالها الذين أقيمت مؤسسة فعالة من اجلهم "الاشبال" يرفدونها بكل مقومات الحياة والقوة والتغلب على التحديات.
والى جوار البيت الفتحاوي كانت بيوت نشطة وفعالة تتوالد باضطراد هي ما اصطلح على تسميته بالفصائل والقوى، وكان عليه ومن موقعه كقائد للجميع ان يرعى صيغة توفر وئاما بين كل هذه البيوت ..
لم تكن الفصائل في تلك المرحلة هينة ولا سهلة القياد، ورغم كل الصعوبات التي لا مفر منها للتعامل مع قادة كبار، الا ان الرجل ومن معه نجحوا في صياغة معادلة صحيحة وفعالة في الحفاظ على مستوى من الوئام والتفاهم والتحالف، وصفها ياسر عرفات بديموقراطية البنادق ووصفها جورج حبش بابلغ ما وصف به ياسر عرفات " نختلف معك ولا نختلف عليك"
ومن خلال وضع داخلي متماسك في الاطار الاوسع منظمة التحرير.
ومن خلال المواءمة الدقيقة بين الجهد العسكري الصعب والسياسي الأكثر صعوبة مضت السفينة بقيادة ربانها في مسارها الصحيح، متجاوزة المضائق والانواء، وقوة الخصم وامكانياته، فتكامل الحضور الفلسطيني بتكامل حلقاته الثلاث، الذاتية والعربية والدولية، ذلك انتج مخاطبة العالم من اعلى منبر حيث اختزل عرفات فلسفة الثورة بجملته البليغة التي ما تزال على قيد الحياة "لقد اتيتكم وبندقية الثائر بيد وغصن الزيتون باليد الأخرى فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي.
يتبع....
دلالات
محمد كريشان 5 شهر قبل
كلام جميل وعميق سي نبيل، كالعادة. رحم الله "الختيار" فقد ترك فراغا موحشا.
المزيد في أقلام وأراء
اين العرب وملياراتهم من ممارسات الاحتلال ومأزق المعيشة القاسي؟!
هل تستطيع المحكمة الجنائية الدولية محاكمة بوتين؟
شهداؤنا يتذمرون من سياسة التنديد والوعيد
زورق نتنياهو يرتطم بالصخور!
أطول ثلاثة أشهر في إسرائيل ماذا بعد؟؟
إحراق الفلسطينيين داخل بيوتهم.. ثقافة استيطانية لها جذورها التاريخية
وحدة الحركة الأسيرة وراء انتصارها
هكذا تكلم سموتريتش
أكثر من ٢٥ ألفاً أدوا صلاة التراويح هذه الليلة في المسجد الأقصى المبارك
مشاهد للاحتجاجات المناهضة للتعديلات القضائية في تل ابيب
كتائب الشهيد أبو علي مصطفى تعلن مسؤوليتها عن عملية حوارة
اللحظات الاولى لعملية اطلاق النار في حوارة
تجمع لقوات الاحتلال في حوارة بعد العملية
إصابة جنديين إسرائيليين في عملية إطلاق نار في حوارة جنوب نابلس
لحظة تنفيذ عملية حوارة مساء اليوم
استنفار لقوات الاحتلال في مكان عــمــلــية إطلاق النار على الشارع الرئيسي في حوارة جنوب نابلس.
استنفار كبير لقوات الاحتلال في حوارة جنوب نابلس بعد عــمــلــية إطلاق النار
من مكان إصابة منفذ عـــمــلــية حوارة برصاص الاحتلال بعد مطاردة قوات الاحتلال له
انتشار جيش الاحتلال في حوارة بعد عملية اطلاق النار
سيارة المستوطنين التي تعرضت لاطلاق نار في حوارة
اعتقال ثلاث فتية فلسطينيين بالقرب من باب الناظر "المجلس" المؤدي للمسجد الاقصى
اسماعيل هنية يتحدث من الجزائر عن الاولويات التي تقوم عليها استراتيجية حركة حماس
“صهيب حسن يوسف” يعتذر للشعب الفلسطيني ويكشف تفاصيل ما جرى معه
القاء زجاجات حارقة على جيبات اسرائيلية في رام الله
استمرار الاعتقالات والاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين ضد نتنياهو
مجزرة في وضح النهار في قلب جنين... ثلاثة شهداء تم اغتيالهم في جريمة مروعة وسط السوق العام
محاصرة مركبة القوات الخاصة في وسط جنين وإطلاق نار عشوائي كاد أن يتسبب بمجزرة حقيقية
فيديو متداول للشهيد نضال خازم
وداع الشهداء في جنين
لحظة اغتيال قوات الاحتلال الخاصة للمقاومين نضال خازم ويوسف شريم في جنين.
افراد القوات الخاصة الاسرائيلية اثناء فرارهم بعد تصفية المقاومين في وسط جنين
طقس القدس

الخميس

الجمعة

السّبت
أسعار العملات
- دولار أمريكي / شيكل شراء 3.56 بيع 3.58
- دينار أردني / شيكل شراء 5.03 بيع 5.05
- يورو / شيكل شراء 3.86 بيع 3.88
الخميس 30 مارس 2023 5:58 صباحًا
شارك برأيك
عرفات .. ما قبل وما بعد .. الجزء الأول: "الصعود الى القمة والاحتفاظ بها"