
أقلام وأراء
الثّلاثاء 13 ديسمبر 2022 10:42 صباحًا - بتوقيت القدس
معادلة: في دراماتيكا العلاقة مع الصين
بقلم : حمدي فراج
لا نعرف بالضبط متى ستبدأ المدارس العربية بتعليم اللغة الصينية واعتمادها لغة ثانية في مناحي الوطن العربي لتحل تدريجيا بدلا من الانجليزية والفرنسية والالمانية ، فهذه لغات لم يجر اصحابها على أمتنا العربية غير البؤس والاستغلال والتبعية و التخلف . سيقول البعض التواكلي انها – الصينية – لغة صعبة ، لكن هذا ليس مبررا أمام محاولتها ، فقد اثبتت علوم النفس والطفل ان العقل يستطيع تجاوز مثل هذه الصعاب ، واللغة الانجليزية لم تكن اقل صعوبة عندما بدأت شعوبنا بمعاقرتها ، بل انها فرضت علينا فرضا بقوة السلاح ، كما فرضت فرنسا لغتها في القسم العربي الذي استعمرته .
ما ينسحب على تعليم اللغة الصينية ، سينسحب على أمور اخرى عديدة ، سنبدأ نشهد سيارات صينية في شوارعنا ، ثلاجات غسالات نشافات تلفزيونات كمبيوترات سجائر وولاعات و ساندويشات و بالتالي قطع غيار ، و كل هذا يتطلب لغة صينية تحتل الشوارع قبل ان تحتل المدارس ، فيصبح تعليم اللغة رسميا ، تحصيل حاصل ، يسهم في تمرير مصالح الناس اليومية و تسهيلها . صحيح ان الصين بعد ثورتها قبل حوالي سبعين سنة لم تقم باحتلال اي دولة ، كما فعلت بريطانيا وفرنسا وامريكا ، لتفرض لغتها على البلاد المستعمرة ، لكن هذه في النهاية لغة المصالح التي لا بد من تعبيد الشوارع قبل استيراد السيارات ، تماما كما فعلوا بنا عندما احضروا لنا الاجهزة الكهربائية ، قاموا قبلها بتوصيل الكهرباء في كل مكان تقريبا ، إذ من غير المعقول ترويج الثلاجات في حاضرة تفتقد للكهرباء .
سيعتمد "الشيخ" الرسمي في النظام العربي ، النص المقدس المنسوب للرسول "اطلبوا العلم و لو في الصين" ، و هذا أمر له بالغ الاهمية الدينية والتاريخية ، سيقول المناوئون ان الصين دولة شيوعية واشتراكية ، سيرد "الشيخ" ان الرسول كان من الاشتراكيين الاوائل في التاريخ حين قال : الناس شركاء في ثلاث ، الماء والكلأ و النار . و ما هي "النار" التي قصدها الرسول قبل الف واربعمائة سنة غير النفط والبترول و الغاز التي يقتتل و يحترب حولها و بسببها الناس هذه الايام . المهم سيتجاوز العرب المتدينون هذه المعضلة كما تجاوزها الصينيون في كل علاقاتهم مع كل حضارات العالم ، فيقال انه عندما وصل المسلمون الى الصين قبل حوالي ألف سنة ، احتاروا كيف يترجمون لفظة "الله" فترجموها بلفظة "جن جو" اي رئيس المسلمين ، أما اله المسيحيين فترجموها "شان دي" اي الامبراطور الاعلى . يقول الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو ان شعوب اوروبا نظرت الى الله انه أشقر ، في حين نظرته شعوب افريقيا بأنه أسود . والاهم من كل هذا و ذاك ، ان لا يقوم النظام العربي باستبدار استعمار باستعمار آخر ، وان لا يكون القرار الاخير مجرد ردة فعل لحظية سرعان ما يمكن التراجع عنها والعودة الى احضان الحبيب الاول صاحب العيون الزرقاء .
دلالات
مشاركات القراء
المزيد في أقلام وأراء
أصل الحكاية هنا... وليس في أي مكان آخر
اين العرب وملياراتهم من ممارسات الاحتلال ومأزق المعيشة القاسي؟!
هل يقود الجيل الحالي إسرائيل إلى الهاوية؟
شهداؤنا يتذمرون من سياسة التنديد والوعيد
تراتيل مقدسية
زورق نتنياهو يرتطم بالصخور!
هل تستطيع المحكمة الجنائية الدولية محاكمة بوتين؟
ألم يحن الوقت للسلطة الفلسطينية ان تتخذ قرارات مصيرية؟
طقس القدس

الإثنين

الثّلاثاء

الأربعاء
أسعار العملات
- دولار أمريكي / شيكل شراء 3.57 بيع 3.59
- دينار أردني / شيكل شراء 5.05 بيع 5.07
- يورو / شيكل شراء 3.87 بيع 3.89
الثّلاثاء 28 مارس 2023 6:29 صباحًا
شارك برأيك على معادلة: في دراماتيكا العلاقة مع الصين
شارك دون الحاجة الى التسجيل.
يرجى التعليق باللغة العربية.
فريق عمل القدس دوت كوم
جاري نشر التعليق