Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

هراء ما بعد السابع من اكتوبر …… ما بين الواقع و المزايدات

الثّلاثاء 28 يناير 2025 9:16 صباحًا - بتوقيت القدس

شهد زجالاوي

خمسة عشر شهراً من الشعارات و الخطابات الحماسية و الشعبوية ، هذا ما كنا نسمعه و نراه بالشهور الأخيرة، وفي مرحلة وصل فيها الوضع إلى درجة لا تحتمل كلمات الأستهلاك العام من منابر السياسيين و الإعلاميين و التي لا تختلف شيئاً عن كلام جدتي العاطفي بعد الغداء ونحن نشرب قهوتنا، كلمات من قبيل أفتحوا لنا الحدود لنحارب معهم في غزة ،أولاً السيسي لم يكن واقفاً على بوابة معبر رفح يمسك عصاه أمامك لكي لا تدخل،ثانياً إذا أردت حقاً محاربة إسرائيل فلكانت تذهب قواتك الجوية تحلق من فوق بوابات معبر رفح و لتثبت لنا جميعاً أن كلماتك التي أستلهمتها من جدتي لم تكن مجرد دعاية أنتخابية .

بعد السابع من أكتوبر توالت المزايدات الإعلامية بجانب الخطابات الشعبوية الرنانة المجردة من المنطق وإعمال العقل، فعزفت الشعبوية عن تنفيذ حلولاً فعالة، وما بين التنديد و المزايدات على مواقف بعض الدول، يكون التركيز على الهراء أكثر من المواقف الجدية .

لا شك أن هناك حالة من النقاش حول دور الوساطة لكل من مصر و قطر، لكن دعوني أستعرض معكم دور الوساطة المصرية في التوصل إلى هدنه و وقف إطلاق نار بما كان لها و ما عليها بعيداً عن هراءت الإعلام الموجه .

21 من أكتوبر 2023 ( قمة القاهرة للسلام ) :

وجاء انعقاد هذه القمة تزامناً مع بداية توتر حقيقي في العلاقات المصرية الإسرائيلية بعد التضيق الواضح على سائقي شاحنات المساعدات المصريين و التضييق على إدخال المساعدات بشكل عام ، ومضياقات من نوع إرجاع شحنات كاملة أو تقليص عدد الشاحنات التي ستدخل إلى القطاع ، مخرجات القمة كانت أن دولاً عربية و أروبية أجتمعوا على إدانة ما وصفوها بهجمات السابع من أكتوبر ، متجاهلين فقرة ضرورة الضغط على الجانب الإسرائيلي لإدخال المساعدات على الرغم من تشديد مكثف من الجانب المصري على ضرورة دخول المساعدات المتكدسة على المعبر أنذاك .

هدنة اليوم ال48 من الحرب :

تعاملت مصر أستخباراتياً و دبلوماسياً بصبر و هدوء كان مقلقاً و مربك للجانب الإسرائيلي إلى حد كبير ، هدوء الرياح ما قبل العاصفة ، الأستفزازات كانت تتصاعد أستفزازات من قبيل أجتياح رفح رغم التحذيرات المصرية أن هذا يعد خرقاً وانتهاكاً متعمد لإتفاقية السلام ، أستفزازات كانت لها ردات فعل هادئة نوعا ما دبلوماسياً فاتنديد و الأستنكار كردة فعل مصرية على ( قصف معبر رفح من الجانب الفلسطيني ) لم يكن كافياً، والجدير بالذكر أن هذا الهدوء كان غير مفسر إعلامياً و كان مستفز للشارع المصري ، لكن الإدارة المصرية أتبعت مع إسرائيل خلال الأشهر الأولى من الحرب مدرسة " خده على قد عقله لحد ما نخلص " و أكتفت مصر بالرد على التحرشات الإسرائيلية دبلوماسياً و إعلامياً بالتصريحات و لكن تم وضع هذه الملفات جانباً على الطاولة الأستخبراتية كامحاولة أن لا تنجرف الأمور بعيداً و تسطيع تأدية دور الوسيط، وفي أيام قليلة و أيضاً على الطاولة الأستخبراتية و من خلال أتباع مدرسة " خده على قد عقلة لحد ما نخلص " توصلت مصر إلى صفقة هدنه و تبادل اسرى .

مبادرة مصرية جديدة ديسمبر 2023 و مواصلة أستراتيجية " خده على قد عقله عشان دماغنا هتوجعنا و أنجز "، أي قدمت مصر مقترح لوقف الحرب و دعت الجانب الإسرائيلي و قيادين من حماس للنقاش ، لكن لا حياء لمن تنادي .

فبراير 2024 " وثيقة باريس " و جهوداً أستخبراتية ثلاثية ، مصر و قطر في جانب و الولايات المتحدة الأمريكية من جانب لبحث جهود وقف الحرب في غزة

مارس 2024 أستكملت مصر الأستراتيجية و لكن هذه المرة بمحاولة دبلوماسية " هنخدكم كلكم على قد عقلكم وخلصونا بقى " و أستضافت القاهرة إجتماعاً دولياً طارئاً بمشاركة السلطة الفلسطينية ، و هدفه و قف المعاناة الإنسانية في القطاع و إيصال المساعدات في أسرع وقت .

مايو 2024 " المفاوض المصري يصاب بالجلطة " ، حيث قدمت مصر مقترح لوقف إطلاق النار و تبادل الرهائن على مراحل ووافق عليه نتنياهو و أنتظرت مصر رد من جانب حماس ، و وافقت الحركة بالفعل على المقترح المصري ، لكن يفاجئ الجانب المصري برفض نتياهو للمقترح بعد أن كان وافق عليه ، لماذا ؟ لأنه كان غير متوقع موافقة حماس على المقترح و أن تنتهي الحرب بهذه البساطة بالنسبه له .

أغسطس 2024 " بايدن يغش من ورقة زميله "
صدر بيان مشترك من الجهات الثلاثة المصرية و القطرية والأمريكية ويعلن البيان تقديم أقتراح جديد لكلا الطرفين محاولة لسد الفجوات القائمة بين حماس و إسرائيل و أعلن آنذاك الرئيس الامريكي جو بايدن أن من قدم المقترح الطرف الأمريكي و أنهم أوشكوا على التوصل إلى أتفاق ، لكن المفاجأه هنا أنه لم يكن مقترحاً جديدا في الأساس، بل هو نفس بنود المقترح المصري الذي قُدم في مايو 2024 ، لكن هذا ضمن هراء ما بعد السابع اكتوبر و الدراما الأمريكية لابد منها .

4 ديسمبر 2024
ما بين هذا التاريخ و آخر نشاط للمفاوضات أي أغسطس 2024 كانت دوامة صراعات الأنتخابات الأمريكية و فوز ترامب و أيضاً أستعداد الأدارة الأمريكية الجديدة لتولي المهام و كانت أول تلك المهام الضغط على الدوحة للتشديد على قادة حماس ، ففي ديسمبر من العام الماضي باشرت الدوحة التعاون مع مصر لبدء محاولة أخرى للتوصل إلى أتفاق .

كل محاولات التوصل إلى أتفاق جاءت في ظل علاقات مصرية إسرائيلية متوترة على المحك إذا كان على مستوى العلاقات الأستخباراتية أو الدبلوماسية ، فعلقت مصر أعتماد أوراق السفير الإسرائيلي و حتى الأن لم يتم أعتماد أوراقه ، و تراشق التصريحات الإعلامية و الدبلوماسية بأستمرار ، هذا بالطبع دون سلسلة الأحتكاكات بين الطرفين على الحدود .

14 يناير أعلان وقف اطلاق النار، و بجهود طرفي الوساطة و بعد أكثر من 12 محاولة تفاوض كانت مصر فيها الطرف المبادر ببدء النقاش حتى كانت مبادراً لطرف الوساطة الآخر ، أخيرا نحن في مرحلة التنفيذ للأتفاق .

كل ما أتمناه الآن أن أرى تعابير وجه كل مزايد و مضلل بعد اصطفاف ليس فقط القوة الشعبية المصرية بل حتى أكبر المعارضين الدولين للنظام المصري جنبا إلى جنب مع الأدارة المصرية رافعين القبعة على الأداء المصري لإدارة الأزمة الغزاوية و على الرفض القاطع للتهجير، وجاءت الإشادة حتى من حركة حماس أيضاً ، حتى أنني كان لدي تحفظات كثيرة على ردات الفعل المصرية على أحداث كثيرة خلال الخمسة عشر شهر الماضية لكن بدا و إتضحت أمور معينه لنا جميعا فقط حين رأينا مشهد لضابط مصري يشرف على حركة عبور و عودة النازحين إلى شمال القطاع ، و لكل مُزايد و مُضلل أرجوا من الله أن تجد من " ياخدك على قد عقلك عشان نفضها سيره " و لترتاحوا و نرتاح جميعاً الأن هناك مرض خطير يهدد كوكبنا يسمى البواسير أعزكم الله .

شهد الزجلاوي

إقرأ المزيد لـ شهد زجالاوي ...

شارك برأيك

هراء ما بعد السابع من اكتوبر …… ما بين الواقع و المزايدات

أسعار العملات

الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

يورو / شيكل

بيع 3.77

شراء 3.76

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 554)