الحرب : مسرح بلا منتصرين
الخميس 23 يناير 2025 6:19 مساءً - بتوقيت القدس
"هذا المقال يعبر عن رؤيتي الشخصية وتحليلي العميق للصراعات المعاصرة، من منظور طالبة علم السياسة تسعى لفهم جذور الحروب وأثرها المدمر على الشعوب. بقلم: فاطمة"
نصر؟ أي نصر وأي هزيمة؟ في حروبنا المعاصرة، تتلاشى الخطوط الفاصلة بين الانتصار والهزيمة، ويتحول كلاهما إلى وجهين لعملة واحدة : الخسارة المطلقة. نحن الشعوب، من دفعنا الثمن باهظًا، فقدنا أرواحنا، تشتتنا، وضاعت أحلامنا بين ركام المدن التي كنا نسميها يومًا وطنًا .
في هذه الحروب، لسنا سوى ضحايا معادلات كبرى لا نفهمها ،عجلة المصالح الدولية تسحقنا دون رحمة، نصبح وقودًا لصراعات القوى العظمى، وأرقامًا تُدون على هامش تقارير المنظمات الدولية، وكأننا مجرد بيانات في جداول البيروقراطية السياسية.
لا توجد في الحروب انتصارات حقيقية. هناك فقط إعادة توزيع للقوة والنفوذ، وهناك فقط خرائط تُرسم بأقلام لا تنتمي إلينا و تُبرم الصفقات في غرف مغلقة، وتُتخذ القرارات بناءً على أجندات لا علاقة لها بحياتنا اليومية. تحت شعارات استعادة الأمن والاستقرار، تُشعل النزاعات، وتُزهق الأرواح البريئة.
من يحتفل بالنصر، وأرضنا تُباع في صفقات لا نعلم عنها شيئًا؟ من يرفع رايات المجد، وجثث الأبرياء تُدفن دون أسماء؟ كيف نتحدث عن سيادة وطنية، وقد أصبحت مجرد ورقة تُساوم بها على طاولات المفاوضات؟
الحقيقة المؤلمة هي أن الحرب ليست سوى مسرحية عبثية، نحن فيها الجمهور الوحيد الذي يدفع الثمن، والممثلون هم أولئك الذين يملكون القوة، ويتقنون فن إدارة النزاعات لصالحهم و في هذا المسرح، لا انتصار ولا هزيمة، فقط شعوب تُجرد من حقوقها، وتُترك للنزيف البطيء.
لذا، علينا أن ندرك أن النصر الحقيقي لا يكون برفع الشعارات الجوفاء أو الاحتفال بالانتصارات الزائفة، النصر الحقيقي هو استعادة إنسانيتنا، ورفض أن نكون بيادق في لعبة لا نملك زمامها.
إقرأ المزيد لـ فاطمه طوباسي ...
الأكثر تعليقاً
من أين جاؤوا بنظرية "الضعيف إذا لم يُهزم فهو منتصر" ؟
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
الرئيس يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية
الترامبيّة المُتحوّرة!
الاحتلال يفرج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار
منطلقةً من بواعث عنصرية وفاشية.. دولة الإبادة تقمع مظاهر الفرح والسعادة
اللواء ناصر البوريني يستقبل سفير المملكة الأردنية الهاشمية في فلسطين
الأكثر قراءة
إعلام عبري: نتنياهو يناقش خطط عودة الجيش الإسرائيلي إلى غزة
الشرطة الإسرائيلية تعتقل 432 عاملا فلسطينيا داخل أراضي 1948
ترامب: لا ضمانات لدي أن الهدنة بين إسرائيل وحماس ستصمد
مستعمرون يقتحمون مبنى "الأونروا" في حي الشيخ جراح
ترامب يبحث الثلاثاء مع نتنياهو سيناريوهات التهجير لغزة واحتمال العودة للحرب
مارتن أولينر يدعو إلى دعم خطة ترامب للتهجير.. "سكان غزة لا يستحقون الرحمة"
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
أسعار العملات
الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.61
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
يورو / شيكل
بيع 3.77
شراء 3.76
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 554)
شارك برأيك
الحرب : مسرح بلا منتصرين