Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

بين التفاهه والفن

الأربعاء 18 ديسمبر 2024 4:20 مساءً - بتوقيت القدس

Zico

“الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية” كما يُقال، وأضيف إلى ذلك أن الرأي يعبر عن وجهة نظر الشخص تجاه الموضوع، وأحيانًا يعكس توجهات الشخص من سلوك وأفعال وانتماء. قد يُدلي الشخص برأيه، لكنه في الحقيقة رأي عاطفي. فهل العاطفة تمكننا من الإنصاف وقول الحقيقة؟ كلا. البعض يجهل الفرق بين النقد والرأي؛ فالرأي للجميع والنقد للمختص، والفرق بينهما كبير.

في اليومين الماضيين، اختلف أبناء اليمن حول موضوع طفيف، ألا وهو انتقاد الشيخ العديني للفنان ورمز اليمن أيوب طارش، بين مؤيد لكلام الشيخ ومعارض له.
جمهور رأى أن وصف الفنان ومستمعيه بألفاظ لا تليق بمقامه أمر مرفوض. وأصبحت الآراء بين الموافقين والمعارضين غير منصفة، بين مهاجم ومدافع. وهنا، وعلى قلمي هذا، أُحب أن أُدلي برأيي، ويبقى وجهة نظري الشخصية، فأنا لست قدوة لأحد ولا عالمًا ولا مُفتيًا.

أولاً: سوف أتحدث عن الشيخ ورأيه، وبعد ذلك نتناول الحديث حول أيوب وفنّه.

في ديننا الإسلامي، نحن مأمورون بإنكار المنكر وردع الشبهات، وحث الناس على اتباع نبيهم الكريم الذي أُنزل عليه كتاب لا ريب فيه، هدى للمتقين. في هذا الكتاب أحكام وأسس يُقام بها مجتمع مثالي من كل الجوانب: دينية، اقتصادية، سياسية، وعلمية. ومن الجانب الديني، هناك محرمات ومحللات وشبهات ومكروهات، ومن إحدى الشبهات أو المحرمات “الغناء”. وقد اختلف جمهور العلماء حول هذا الموضوع؛ فمنهم من أباح الفن الحسن، ومنهم من اعترض، وكل حسب فهمه للنصوص الدينية.

الشيخ العديني -حفظه الله- عندما تحدث عن أيوب وأغانيه وفنه ومستمعيه، كان من باب إنكار المنكر وحث الناس على الابتعاد عن الشبهات وتقديس الفن بشكل مُفرِط. وأكد أن هناك فنًّا حلالًا وفنًّا حرامًا، بغض النظر عن نية الشيخ، سواء كانت شخصية أم لا.
قال البعض من محبي الشيخ إنه تحدث عن أيوب لأنه يملك قاعدة جماهيرية عريقة، لذا أراد أن يُذكّر الناس.
في المقابل، ردَّ بعض محبي أيوب: ألم يُرد الشيخ جذب الانتباه والبحث عن “الترندات” لأن محبي أيوب سيردون عليه، وهذا مطلبه؟
فيرد محبو الشيخ: يا جمهور أيوب، الشيخ نظر إلى جماهير أيوب العريقة، فكانت نيته تذكير الناس بأن الفنان القدير ليس إلا مجرد فنان لا أكثر، ولا يجوز تقديسه.

لكن كما قلت سابقًا، هذه نوايا لا نعلم بها أبدًا.

وجهة نظري حول الشيخ العديني:
1. إنكار المنكر في الإسلام لا يأتي بالقذف والشتم؛ لأن الله تعالى يقول: “وقولوا للناس حسنا”، وهي آية يمكن الوقوف عندها والتفكر فيها كثيرًا. الإسلام أمرنا بإنكار المنكر، ولكن ليس بمنكر آخر. فشتم الناس أجمعين -مهما كانت نية الناصح أو الداعي إلى الحق- يؤدي إلى عدم تحقيق الهدف المطلوب.
2. الشيخ عندما وصف مستمعي أيوب بتلك الكلمات والطريقة، كان يعلم أن الشعب بأكمله تقريبًا يسمع له ويُحبه. وليس له الحق في وصف الفنان ومحبيه بالتفاهة.
3. كان من الأفضل أن يتحدث الشيخ عن الفن بشكل عام. وأنا أحد معارضي الفن “التافه”، الذي يخلو من الأبيات الشعرية الجميلة، وأصبحت أغانيه لا ناقة لها ولا جمل.

أما بالنسبة للفنان القدير أيوب طارش:
• أيوب يُعتبر أيقونة ورمزًا يمنيًا في أغانيه الوطنية وحبه للوطن وانتمائه.
• جميعنا، ومنذ طفولتنا، نردد عشقًا: “رددي أيتها الدنيا نشيدي، رددي وأعيدي وأعيدي”.
• وليس بعيدًا عن من لم يستمع إلى: “دمت يا سبتمبر التحرير، يا فجر النضال”.
لقد وجدنا أيوب حاضرًا في كل زاوية تُشرق وتنير اليمن سعادةً، وجدناه في الوطن، في الثورات، في الوحدة، واسمه بارز في كل مكان. ولا ننسى أنه يشاركنا في أفراحنا وأعراسنا.

ولكن دعونا نكون منصفين؛ فنحن مأمورون بالعدل والإحسان.
1. أيوب يبقى رمزًا وطنيًا، وكثير منا يعتبره تراثًا يمنيًا، لكن لا يمكن تقديسه لدرجة التحليل والتحريم.
2. نعم، أيوب فنان حقيقي، ولا يمكن مقارنته بالفن الحالي؛ فـ”الفن حسنه حسن، وقبيحه قبيح”.
3. هناك بعض الأغاني لأيوب لا يمكن مدحها، وهذا من باب الإنصاف.
4 . لا يمكن البته بأن أيوب لديه هفوات في بعض أغانيه
ك كلماته في الاغنية " يا حب قال يا حب خالطتك بايماني وصليتك صلاه " وكذلك كلماته في اغاني اخرى لن يمكن التغاضي عنها ولن يرضى أحد منكم .
وكذلك في أغنيته صبر أيوب !
عندما يقول صابر صبر أيوب ! أي صبر تحدث به القنان أيوب حاشا بأن يكون ولو تشبيها بصبر أيوب عليه السلام . يجب بأن نفهم تلك المعاني .

اخيرا :
•بعض محبي أيوب وصفوا الشيخ بأنه إنسان تافه ومتشدد.
•بل قرأت مقالًا لأحدهم يقول: “إن أغاني أيوب أفضل بكثير من محاضرات الشيخ العديني”.
هذا خطأ كبير، وحتى أيوب -حفظه الله- لو علم بهذه المقارنة لرفضها فإياكم والعاطفة والحب الذي يقودك الى الهاوية .

ختامًا:

هذا الموضوع طفيف ولا يستحق أن يصل إلى هذه الدرجة؛ فالشيخ وأيوب كلاهما له احترامه. هناك أمور أهم وأعظم يجب أن نتحدث عنها، وخصوصًا: “الفساد المالي، الاقتصادي، والسياسي”.

الإسلام دين عظيم، ولم يأتِ إلا لحل مشاكل عظيمة ومهمة.

أخيرًا، هذا ما أحببت قوله، ولا يجب أخذ قولي بعين الاعتبار؛ فجميع بني آدم خطاؤون إلا المعصومين كالأنبياء -عليهم السلام-.
أختم قولي بآية عظيمة: “وكذلك جعلناكم أمة وسطًا”.
لا تشدد في الدين ولا تنطع، ولا إفراط فيه وتركه.
“بشروا ولا تنفروا” - صدق رسول الله.

**والحمد لله رب العالمين، ونسأل الله الهداية لما يحب ويرضى.

والسلام عليكم ورحمة الله.

زكريا السلطان

إقرأ المزيد لـ Zico ...

شارك برأيك

بين التفاهه والفن

أسعار العملات

الأربعاء 07 مايو 2025 11:16 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.62

شراء 3.61

دينار / شيكل

بيع 5.11

شراء 5.1

يورو / شيكل

بيع 4.11

شراء 4.1

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 1236)