Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

نساء غزة بوصلة الحقوق

الأحد 08 ديسمبر 2024 6:58 مساءً - بتوقيت القدس

منيرفا قسيس جرايسة

د. منيرفا قسيس جرايسة
فلنعدل تواريخ الانتكاسات والانتصارات لنساء العالم أجمع، فمن مِن الممكن أن يكون أكثر صبرًا وصمودًا تحت وحشية ما يحدث في قطاع غزة وفي فلسطين الحبيبة الجريحة، حيث قتل البشر والحجر والذاكرة.

المرأة الفلسطينية التي عاشت وتعيش كل أشكال الألم بكل معانيه العميقة والمريرة تقتل في غزة ألف مرة. تقتل حين يُستهدف أبناؤها بأبشع طرق القتل والتدمير، فمنهم من نال حضن الوداع قطعة واحدة، ومنهم من لم ينل ذلك، لأنه ما زال تحت الردم والركام، وربما كان أشلاء ممزقة ما استطاعت أن تتعرف عليه إلا أمٌ مُحِبة تعرف تفاصيله في قلبها قبل عقلها وحواسها، أمٌ انتظرت بصبرٍ وحبٍ سنوات علاج عديده لترى طفلًا يُنير حياتها ويبعث الأمل في قلبها المثقل لتفقده في لحظات، دون أن يتاح لها من الزمن ما تأخذ حقها ووقتها حزنًا عليه وحدادًا على فقدانه.

هي تارةً تقتل بسبب فقدان الأب، والأم، والأخ، والزوج والسند، وهي تقتل عندما يطلب أبناؤها الطعام والماء وليس بيدها حيلة لتقدم أي شيء لهم تارةً أخرى.

قُتلت عندما غاب أمانها وخصوصيتها، وحين غابت أبسط حقوقها في توفير احتياجاتها النسائية الخاصة، وفي تلبية احتياجاتها الأساسية كاستخدام الحمامات أمام تزاحم الآلاف أمامها وهي تنتظر تنتظر فرج السماء كغيرها من الرجال والأطفال وكبار السن والشباب.

قُتلت جسديًا، وانتُهكَ حقها في الحياة، فاستُهدِفت هي وأطفالها حتى الاجنة منهم، لتسجل أرقامًا خيالية في خسائر الأرواح البريئة إذ تُقتل 37 امرأة يوميًا، بحسب هيئة الأمم المتحدة، إضافة إلى أنَّ التقديرات الأولية تشير إلى قتل 9000 امرأة فلسطينية على أيدي القوات الإسرائيلية في غزة لغاية الآن، تاركاتٍ أسرًا مدمرة وأطفالا دون حماية، فإذا استمرت الحرب بمعدلها الحالي فإنَّ من المتوقع أن تُقتل حوالي 63 امرأة يوميا، ورغم كل هذا الولوغ في دم النساء الفلسطينيات على مرأى العالم وتحت سمعه فإنّ مسيرة البطش والقتل ما زالت مستمرة؛ فإلى متى؟

كُنا قد اعتبرنا أن حادثة حرق المصنع في نيويورك في العام 1911 واحتراق العاملات الـ 146 اللواتي أغلقت عليهن مخارج النجاة، شرارة لتنطلق بعدها منظومة الحقوق العمالية العالمية للنساء، فاعتُبر الثامن من آذار يومًا نقوم بإحيائه سنويًا لنتذكر ونقَّيم فيه أوضاع نساء العالم أجمع، ونطالب بمزيد من الحقوق، لكنّ هذه الحقوق، ومع الأسف الشديد، تصلح لكل النساء في الكون إلا نساء فلسطين حيث تتوقف دقات ساعة منظومة الحقوق الدولية عندهن، كما توقفت منذ 75 عامًا من البطش والقهر، وأقصى ما يفعله العالم أجمع هو النظر من بعيد، والتعبير
عن القلق والاستنكار، في أحسن الحالات.

والسؤال هنا: هل سننظر بعد اليوم إلى هذه المنظومة التي تُسمى الحقوق الدولية وكأن شيئًا لم يحدث؟
أعتقد أن الإجابة واضحة، فأمام كل حالة الاستهتار والازدواجية والتخاذل تجاه ما يحدث، لأجل مصالح سياسية مادية لا تقيم للإنسانية الفلسطينية وزنًا، لن تزول وصمة العار التي عن جبين هذه المنظومة وجبين العالم أجمع.
عاشت المرأة الفلسطينية الغزاوية، الأنموذج الأول، رمزًا منيرًا لكل نساء العالم، ونعم لهدم منظومة حقوقية لا تقرّ حقًّا للنساء الفلسطينيات، ونعم لبناء منظومة حقوقية عادلة تنطلق من دمار غزة وألم نسائها.

إقرأ المزيد لـ منيرفا قسيس جرايسة ...

شارك برأيك

نساء غزة بوصلة الحقوق

أسعار العملات

الأربعاء 07 مايو 2025 11:16 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.62

شراء 3.61

دينار / شيكل

بيع 5.11

شراء 5.1

يورو / شيكل

بيع 4.11

شراء 4.1

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 1237)