إسرائيل أكبر شركة أمنيّة في التاريخ
الإثنين 11 نوفمبر 2024 1:15 مساءً - بتوقيت القدس


تعددت التوصيفات لوظيفة إسرائيل في المنطقة، ومن هذه التوصيفات: حاملة طائرات أمريكية، الولاية الحادية والخمسين في أمريكا. ولكني أعتقد أن الوصف الأنسب هو أن إسرائيل عبارة عن شركة أمنية ضخمة، أكبر من بلاك ووتر الأمريكية ومن فاغنر الروسية وشركة G4Sوشركة DynCorp International.
وتحرص إسرائيل دوماً على ترديد: نحن نسمع ونتناقش مع أمريكا ولكننا نأخذ قرارنا بأنفسنا. وهذا يؤكد أنها شركة لها قراراتها المستقلة وتقدم خدمات لعملائها بناء على عقود واتفاقات، ولها حساباتها في الربح والخسارة. فلو كانت إسرائيل حاملة طائرات أمريكية أو كانت الولاية الحادية والخمسين لقامت بتنفيذ ما يٌطلب منها بدون نقاش، لكنها شركة أمنية تقدم الخدمات الأمنية في كل مكان وخاصة في الغرب، وأفضل زبون عندها هو الولايات المتحدة.
والتقنيات المتطورة في إسرائيل هي لخدمة الوظيفة الأمنية لهذه الشركة. وبرنامج بيجاسوس ما هو الا أحد السلع التي تقدِّمها هذه الشركة للأنظمة القمعية للتجسس على شعوبها وعلى المعارضة والشخصيات والصحافيين ونشطاء حقوق الانسان.
صحيح أن الغرب أنشأ إسرائيل ضمن حدود فلسطين لتكون وظيفتها ضمان السيطرة على شرق المتوسط؛ وقد أتقنت وظيفتها. لكنها وبحكم أنها شركة وتسعى للتوسع فهي لم تقبل بهذه الوظيفة المحدودة، وبدأت بالتوسع وبيع خدماتها خارج منطقتها وفتحت أسواقاً جديدة كالإمارات والبحرين والسودان والمغرب وعُمان.
وكونها شركة فهي تسعى لجمع المعلومات والأسرار العلمية حتى لو اضطرت لسرقتها من أمريكا نفسها، كما حدث مع الجاسوس جوناثان بولارد الذي كان دوره سرقة المعلومات العسكرية الأمريكية ونقلها إلى إسرائيل.
فلو كانت إسرائيل أداة بيد أمريكا لما اضطرت إلى سرقة المعلومات بل إلى طلبها بشكل عادي. وأمريكا تسعى دائماً لضبط هذه الشركة كي لا تتمرد عليها وأن تبقيها دائماً بحاجة إليها.
ولا يتناقض دور الشركة الأمنية مع ما تقوم به إسرائيل لصالح أمريكا وما تقدمه أمريكا من دعم لإسرائيل. فهي تقدم خدمات أمنية، والخدمات لها ثمن.
في 7 أكتوبر خافت إسرائيل من انهيار سمعتها كشركة أمنيّة، فانطلقت دون نقاش تضرب يمينا ويساراً ليس لإخافة الفلسطينيين بل لتوجيه رسالة للعالم كله وخاصة للغرب وأصدقاء أمريكا من العرب بأننا لا زلنا قادرين على الردع، وأكثر.
هذه الشركة، التي تمتلك جيشاً تخضع للمنافسة، وأسعارها قابلة للمفاصلة. وقد يقول لها أحد الزبائن قريباً ما قاله ترامب لأوروبا والسعودية: ادفعوا بأنفسكم كلفة حمايتكم. وربما يلجأ البعض إلى أمريكا لشراء خدماتها الأمنية بسبب ارتفاع كلفة شركة إسرائيل والتي لم تعد تُطاق في الشرق الأوسط والعالم.
إقرأ المزيد لـ مجدي الشوملي ...
الأكثر تعليقاً
الرئيس عباس يطلع السفراء العرب بموسكو على تطورات عدوان إسرائيل بغزة والضفة

"الصحة العالمية": منع الوصول الفوري إلى الغذاء والإمدادات الأساسية في غزة يدفعنا نحو المجاعة

مصدر مطلع لـ"القدس": لقاء ترامب مع ولي العهد السعودي سيضم نظراءه في فلسطين ولبنان وسورية

جيش الاحتلال: الدفاعات الجوية اعترضت صاروخا أطلق من اليمن

في جدلية التناقض الرئيسي والثانوي

فريدمان لترمب: نتنياهو ليس حليفا لنا بل يهدد مصالحنا

الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم لليوم 104 على التوالي

الأكثر قراءة
الروائي أحمد رفيق عوض يشارك في ندوة حول الرواية الفلسطينية بمعرض الدوحة للكتاب

صحة غزة: أكثر من 25% من مياه القطاع نسبة التلوث بها مرتفعة
هدوء حذر بين الهند وباكستان وسط دعوات أميركية وبريطانية لاستمرار الحوار

الاحتلال يعتقل شابا من الخليل

مستوطنون يهاجمون شمال غرب رام الله
تقرير: محاولة اغتيال السنوار نُفذت بسرعة واستنادا لمعلومات استخباراتية جزئية

في جدلية التناقض الرئيسي والثانوي


أسعار العملات
الأربعاء 07 مايو 2025 11:16 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.62
شراء 3.61
دينار / شيكل
بيع 5.11
شراء 5.1
يورو / شيكل
بيع 4.11
شراء 4.1
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%56
%44
(مجموع المصوتين 1227)
شارك برأيك
إسرائيل أكبر شركة أمنيّة في التاريخ