يُعتبر يحيى السنوار أحد أبرز القادة العسكريين في تاريخ حركة حماس، ورمزًا للمقاومة الفلسطينية.
لقد تركت إنجازاته العسكرية وبصمته الاستراتيجية أثرًا عميقًا في مجريات مواجهة الاحتلال الاسرائيلي.
يمتاز السنوار بمتانة عقيدته، وأحد أبرز أسباب نجاحه يكمن في علاقته المتينة بالله سبحانه وتعالى.

علاقة روحية عميقة

كان السنوار يتعامل مع القرآن الكريم بجدية وعمق، حيث شكلت تعاليمه نبراسًا له في قيادته ورؤيته للمقاومة، هذه العلاقة الروحية كانت تمثل له مصدر إلهام وقوة، مما زاد من تأثيره في صفوف المقاومة وصنعته كقائد إسلامي.
لقد أدرك أن القيادة ليست مجرد منصب، بل هي مسؤولية عظيمة تتطلب الالتزام بالقيم والمبادئ.

استراتيجيات المقاومة ومرحلة الاعتقال

خلال أكثر من 20 عامًا من الاعتقال، استخدم السنوار هذه الفترة لبناء شبكة من العلاقات والدعم بين الأسرى وأعضاء الحركة. استغل كل فرصة لتعزيز التواصل مع الخارج، مما ساعد في تطوير استراتيجيات المقاومة التي تعتمد على الفهم العميق للواقع الإسرائيلي. لقد أثبت أن القيادة ليست فقط مرتبطة بالوجود الجسدي، بل أيضًا بالقدرة على التأثير وتحفيز الآخرين، وهو ما ساعد في تعزيز الروح المعنوية داخل الحركة.

المعرفة العميقة بالاحتلال

أحد العناصر التي ميزت السنوار عن غيره من القادة هو معرفته الكبيرة بالاحتلال الإسرائيلي واستراتيجياته. فقد قام بترجمة العديد من الكتب التي تتعلق بالشأن الأمني الإسرائيلي، أبرزها كتاب "الشاباك بين الأشلاء". هذه المعرفة لم تقتصر على فهم قوة الاحتلال، بل شملت أيضًا استراتيجياته وأجهزته الأمنية ونقاط ضعفه.

تعتبر هذه المعرفة أحد الأسباب التي جعلت من السنوار قائدًا ناجحًا، حيث مكنته من تحليل وتقييم العمليات العسكرية بشكل دقيق. استطاع من خلال هذه الفهم العميق أن يحدد نقاط الضعف في الجبهة الإسرائيلية، مما ساعد حماس على تنفيذ عمليات فعالة حققت نجاحات ملحوظة.

الانجازات العسكرية

أبرز إنجازات السنوار كانت تطوير قدرات حماس العسكرية. فقد ساهم في تصنيع الأسلحة وتطوير الأنظمة الدفاعية، مما منح الحركة ميزة في التصدي للاعتداءات المتكررة. أدت هذه التحسينات إلى زيادة فعالية العمليات العسكرية، حيث نفذت حماس العديد من العمليات الناجحة تحت قيادته، مما زاد من سمعتها كقوة قادرة على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

إضافة إلى ذلك، أظهر السنوار قدرة استثنائية على إدارة الأزمات خلال التصعيدات العسكرية. فقد استطاع الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وتوجيه الجهود نحو المقاومة، مما عزز من روح الصمود لدى الفلسطينيين. كانت استراتيجياته العسكرية متطورة، وقد أدت إلى إرباك القوات الإسرائيلية، مما جعله شخصية محورية في معادلة الصراع.

أسس القيادة الملهمة

تتجلى أسس القيادة الملهمة في شخصية السنوار من خلال إيمانه العميق بقضية الشعب الفلسطيني، وعزيمته على تحقيق الأهداف الوطنية.
إن استراتيجياته المبنية على التعاون والتواصل بين الفصائل تعكس فهمه العميق للتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني، مما يعزز من دوره كقائد فعال.

عظمة الاستشهاد

جالسًا على الأريكة، مُلثمًا في عزة وشموخ، غير راكع ولا خاضع، بين جدران وأنقاض بيتٍ كان يقاوم من داخله، متعَبًا، مثخنًا في جراحه، تبدو ذراعه اليمنى كأنها مبتورة من إصابة شديدة، فيسندها إلى مسند الكرسيّ، متوشحًا بالكوفية على وجهه، حتى لا يعطي عدوه ولو معلومةً أخيرة عنه في وقت يلهث فيه العدو على صورة انتصار، يمسك بعصا، هي فسيلة المقاوم، التي لا بد أن يغرسها ولو كانت تقوم الساعة، وكانت تلك ساعته، وقيامته، فغرسها، وألقاها تجاه الآلة المسيّرة التي دخلت تتفقد المكان، وهو يعلم أنها الدقائق الأخيرة في عمره، قبل أن يقصف المبنى فوق رأسه، لينال المصير الذي لطالما كان يريده، وذهب إليه رجلا مترجلًا، يرسم صورةً عظمى لم تكن في مخيلة أقرب محبيه، ولا أسوأ كارهيه، لم يكن لدى العدو أدنى فكرة عن موقعه، بل جاءهم بلقاء غير متوقع! وبفضل تضحياته العظيمة على مر السنين، نال شرف الشهادة التي لم يستطع العدو طمسها، ملتحقاً بالقائد هنية وقوافل الشهداء.
غادر القائد وقد تربى على يديه قادة ميدانيون ورجال ربانيون وعظماء، سيحملون القضية الفلسطينية ويستمرون في النضال من أجل الحرية والكرامة.
لقد زرع فيهم قيم المقاومة والفداء، وألهمهم ليكونوا جزءًا من هذا الكفاح المستمر.