#..تتذكّر فتتألم  ..!!
      عبد السلام العابد
_________________
عندما تدخل بيتك ، تتذكر أهلك وأحباءك  الذين نُسفت بيوتهم، أو المحرومين من دخول منازلهم ..والمطرودين منها ، تحت وابل من   رصاص الموت! ..
   وحينما يلتئم شمل أفراد أسرتك، حول مائدة الطعام ، وأثناء ارتشاف قهوة المساء، وأنت تتجاذب معهم  أطراف الحديث، تتذكر تلك الأسر التي حرمتها هذه المقتلة من اللقاء ، تحت سقف واحد، وحول مائدة واحدة، حيث غابت الحكايات، وتشتت الأسر، واستوطن الحزن،  ورحل من رحل، وبقي من بقي يعاني ويتألم....
  وحينما يحلّ الليل، وتبدد ظلمتَه مصابيحُ الكهرباء، تتذكر المحرومين من هذه النعمة الذين يبيتون في الخيام ، وسط الظلام الدامس والرعب، في الحر والبرد ، ويتوقعون في كل لحظة ، أن يطالهم القصف والموت.
   وحينما تكتب أو تقرأ، تتذكر عشاق القراءة والكتابة والإبداع الذين حُرموا من معانقة أقلامهم وكتبهم العزيزة، وحواسيبهم،   بل إن عددا كبيرا من هؤلاء المبدعين ، ارتقوا إلى العلا، ومنهم من هُدمت بيوتهم ومكتباتهم، وأماكن ذكرياتهم.
  وعندما يهاجمك المرض ، أو أيّا من أفراد أسرتك، تسرع إلى الطبيب، وتشتري الدواء ، فتتذكر الأهل الذين يحتارون، وهم يرون فلذات أكبادهم يتوجعون، ولا يستطيعون إسعافهم وتقديم العلاج لهم.
محطات الحياة اليومية كثيرة ، وفي كل محطة منها ، يبرز هذان التناقضان اللذان سبّبهما العدوان الظالم ، وغياب العدالة و الأمن والأمان. وكان الله في عوننا .