Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

إيران وفلسطين: استراتيجيات خفية وراء شعارات المقاومة!

الأربعاء 21 أغسطس 2024 12:50 صباحًا - بتوقيت القدس

أحمد سالم ولد محمد

في خضم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يظهر دور إيران كلاعب إقليمي يسعى إلى تعزيز نفوذه تحت مظلة المقاومة. لكن، ما هي حقيقة هذا الدور؟ وهل يهدف فعلاً إلى تحقيق دولة فلسطينية مستقلة، أم أن غياب هذه الدولة يخدم أجندة إيران التوسعية؟ هنا، نغوص في أعماق السياسة الإيرانية تجاه القضية الفلسطينية، محاولين فك شيفرة استراتيجياتها المستترة والمعلنة.

لا يخفى على أحد أن إيران قد جعلت من القضية الفلسطينية شعارًا سياسيًا ودينيًا منذ الثورة الإسلامية عام 1979. لكن الحقيقة الصادمة تكمن في أن وجود دولة فلسطينية مستقلة وقوية لا يخدم الأهداف الإيرانية. فبالنسبة لإيران، غياب الدولة الفلسطينية هو سلاح ذو حدين؛ فمن جهة، يسمح لها بالاستمرار في استغلال القضية لتحقيق مكاسب سياسية في المنطقة، ومن جهة أخرى، يمنحها الذريعة لمهاجمة دول الجوار تحت عنوان تحرير فلسطين.

إن عدم وجود دولة فلسطينية يعني في نظر إيران القدرة على فرض هيمنتها على المنطقة بطرق متعددة. فغياب دولة فلسطينية يعني المزيد من الاحتلال والتوسع، ويعطي إيران فرصة للتدخل في شؤون الدول الأخرى بحجة الدفاع عن القضية الفلسطينية. هذه الاستراتيجية تسمح لإيران بالتحرك بحرية في مساحات الفراغ التي يخلقها غياب دولة فلسطينية قوية.

بالنظر إلى تصريحات المسؤولين الإيرانيين، قد يبدو للوهلة الأولى أن إسرائيل هي العدو الأول لإيران. لكن الواقع يحمل في طياته تناقضًا كبيرًا؛ فوجود إسرائيل بالنسبة لإيران هو نعمة كبرى تسهل عليها تبرير تدخلاتها في المنطقة. لولا وجود إسرائيل، كيف يمكن لإيران أن تبرر سياساتها التوسعية تحت شعار “المقاومة”؟ وكيف يمكن لها أن تحشد الدعم المحلي والدولي لاستراتيجياتها الإقليمية؟

إن إيران تلعب دور المانح الكريم للفصائل الفلسطينية المسلحة، ولكنها في الوقت ذاته لا تقدم السلاح الذي يمكن أن يحقق نصراً حقيقياً على الأرض. الهدف الإيراني ليس تحرير فلسطين بقدر ما هو إبقاء الصراع مشتعلاً، مما يمنحها فرصة الاستمرار في تسويق نفسها كزعيمة للمقاومة الإسلامية. وما السلاح الذي تقدمه إيران إلا وسيلة لإبقاء غزة في حالة حصار دائم، حيث يصبح كل انتصار رمزي مجرد خطوة نحو مزيد من الدمار.

على مدار عقود، كررت إيران تهديداتها بإزالة إسرائيل من الوجود، ولكن هذه التهديدات لم تتجاوز أبدًا حدود الخطاب الإعلامي. ففي لحظات التصعيد الحقيقية، نرى أن إيران تتراجع إلى الخلف، تاركة الفصائل الفلسطينية تواجه مصيرها وحدها. يتم خداع الفلسطينيين عبر التظاهر بالوقوف إلى جانبهم، بينما في الحقيقة تُستخدم غزة كورقة ضغط على المجتمع الدولي دون أن يتغير شيء على أرض الواقع.

من المثير للدهشة أن المناطق الحساسة في إسرائيل غالبًا ما تكون في مأمن أثناء أي تصعيد يحدث في غزة أو في الضفة الغربية. هذا يعكس أن إيران، رغم كل تصريحاتها النارية، لم تكن جادة يومًا في مواجهة حقيقية مع إسرائيل. إن إسرائيل بالنسبة لإيران ليست سوى وسيلة لتحقيق مصالح أكبر؛ وسيلة للتمدد والتوسع تحت مظلة المقاومة.

من الواضح أن وجود إسرائيل وغياب دولة فلسطينية مستقلة هو الوضع الأمثل لمشروع إيران في المنطقة. فإسرائيل توفر الغطاء المثالي لتمدد إيران الإقليمي، بينما يمنح غياب فلسطين إيران مبررًا دائمًا للتدخل في شؤون المنطقة. أما غياب إسرائيل، فسيكون بمثابة نقمة كبرى على المشروع الإيراني، لأنه سيحرمها من العدو المشترك الذي يجمع حلفاءها من حولها. وبالمثل، فإن وجود دولة فلسطينية مستقلة سيكون نقمة على المشروع الإيراني، لأنه سيغلق أبواب التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة.

تحت ستار تحرير فلسطين، تخفي إيران مشروعًا توسعيًا كبيرًا يهدف إلى السيطرة على المنطقة. لا دولة فلسطينية ولا تحرير للأرض في الأفق، بل استغلال دائم للقضية الفلسطينية لتبرير التدخلات والسيطرة. في هذه اللعبة المعقدة، تبقى فلسطين بدون دولة وسيلة لتحقيق أحلام إمبراطورية تحت عباءة المقاومة، بينما يبقى الفلسطينيون وقودًا لصراعات لا تخدم سوى الأجندات الخارجية.

إقرأ المزيد لـ أحمد سالم ولد محمد ...

أسعار العملات

الإثنين 02 ديسمبر 2024 9:21 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.13

شراء 5.11

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 177)