عالم بقطب واحد ام متعدد الاقطاب
عاش العالم بعد انتهاء الحرب  العالمية الثانية سنوات طويلة من الهدوء النسبي باستثناء بعض الصراعات المحلية الطابع هذا الهدوء فرضته التوازنات بين القوى العالمية فمن جهة كان المعسكر الشيوعي بقيادة الاتحاد السوفياتي ومن الجهة الاخرى االمعسكر  الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة  و باقي دول العالم اما انشغلت بوضعها الداخلي مثل الصين او كان يتأرجح في الولاء لهذا المعسكر او ذاك  وكانت هناك تفاهمات غير مكتوبه وخطوط حمر لكل طرف احترمها الطرف الاخر مدعومة بترسانة اسلحة وخاصة النووية والتي كانت ضامنا للردع لكلا المعسكرين وساد  السلام البارد او الحرب الباردة سنوات طويلة  ومع مرور السنين بدات الفجوة تتسع  بين المعسكرين وفرض تقدم المعسكر الغربي العلمي والاقتصادي نفسه والذي لم  يستطع المعسكر الشرقي مجاراته مما خلق انقساما ما بين قيادات تلك الدول وشعوبها التي كانت تنظر لطريقة ومستوى الحياة في الغرب نظرة اعجاب ونموذج للاحتذاء به واستغل الغرب ذالك بكل الاساليب وعمل على اثارة شعوب تلك الدول وأتت جهوده أكلها بدءا من بولندا ثم رومانيا وحتى الاتحاد السوفياتي الذي انهار بطريقة دراماتيكية وجاء معه انهيار وانكسار المعسكر الشرقي واصبح العالم بقطب واحد بقيادة الولايات المتحدة الامريكية.
وطوال تلك السنين عملت الصين على تطوير قدراتها بدءا من الاقتصاد مرورا بالقدرات العسكرية والاصلاحات الداخلية والتي كانت لازمة لتجنيب  الدولة تدخلات الغير وخطت الصين خطوات هائلة في الاقتصاد والتقدم العلمي الذي اصبح ينافس الغرب لا بل وقد يتجاوزه في قادم السنين وانعكس ذلك على المستوى المعيشي للشعب الصيني مما حصنه من عبث العابثين الذين لم يعجبهم بروز قوى اخرى تنافسهم في التقدم الاقتصادي ورأوا فيه تهديدا لسيادتهم العالمية وعاد الروس مدعومين بترسانة اسلحتهم النووية وبنزعات بوتين القومية التي يريد بها ان يحيي مجد روسيا القديم  ليفرض تحديا آخر على الغرب ومن جهة اخرى برزت ايران  وبعد انتصار الثورة الاسلامية كمتحد آخر و بدأت في انتهاج طريق بناء الاقتصاد الذاتي وتصنيع الاسلحة مستندة على رؤيا عقائدية وخطت خطوات كبيرة وهامه وعملت على بناء تحالفات في المنطقة أزعجت امريكا وحلفاءها  وقد يرتقي هذا الازعاج الى درجة التصادم العسكري لاحقا
ويبدو ان هناك تفاهمات جديدة بدأت في التشكل وان كانت غير معلنة ما بين الصين وروسيا وايران  والسؤال هل يرتقي ذلك التقارب
الى حد تشكيل احلاف تغير وجه العالم وتقلب الموازين  كل ذلك يعتمد بشكل كبير على مواقف الصين التي تتعامل بانضباط شديد  بالرغم من اختلافاتها الجوهرية والكبرى مع الولايات المتحده الامريكية هذا وان  اي تحالف بدون الصين كقوة اقتصادية وعسكرية لن يستطيع الوقوف كند امام المعسكر الغربي الذي يبدو انه متماسك لدرجة كبيرة يصعب معها ازاحته من عرش الهيمنة علي العالم حاليا ولكن ما يحصل حاليا هو بداية طريق طويل نهايته ستكون تغيير كبير في شكل العالم .