Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 28 أكتوبر 2023 11:12 صباحًا - بتوقيت القدس

الهيمنة الأميركية والغربية الاستعمارية في مواجهة حقوق شعبنا ومقاومته

لقد وفرت الدول الغربية الغطاء لاستمرار الاجرام الإسرائيلي الخارج عن القانون الدولي كما هو دائما ، وللهدف النهائي المتمثل في محاولات تنفيذ الرؤية الصهيونية للترحيل الجماعي القسري والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني أن كان من قطاع غزة وفق تفاصيل ومكونات العدوان البشع، أو بالضفة الغربية بما فيها القدس وفق ما يجري منذ سنوات بتوسيع الاستيطان وضم الأراضي وترحيل المواطنين في الاغوار والقدس ومناطق بالخليل وسحب الهويات واعدام شبيبة المقاومة والاقتحامات المستمرة للمدن والقرى والمخيمات وحصارها ضمن تنفيذ سياسة الحسم المبكر من خلال تطوير أشكال الإجراءات العنصرية لهذه الحكومة حتى بحق أبناء شعبنا داخل الخط الأخضر لتنفيذ مشروع "اسرائيل الكبرى" وفق الخرائط التي يعلنوها .
إن حصول نتنياهو على "دعم خاص" من الرئيس الاميركي جو بايدن لم يكن حدثاً مفاجئاً ولم يقتصر فقط على الغزو البري لغزة خلال المحادثات التي جرت وتجري بينهما كشركاء ينتمون كليهما للحركة الصهيونية ومصالحها حول العالم ، كما ومجاهرة الوزير بلينكن بيهوديته التي كاد أن ينساها ، بل وبالتخطيط المبكر لتلك الإجراءات التي لم تعترض عليها الولايات المتحدة بشكل عملي وفعلي ، بل وساهمت في تقديم الغطاء لها في المحافل الدولية ورفع أحجام المساعدات المالية والعسكرية، وبعدم ممانعتها في قتل حل الدولتين وفق حدود ٦٧ من خلال ذر رماد هذا الحل بالعيون لاستمرارها في إدارة الصراع فقط دون حله لمصلحة استدامة الاحتلال ومحاولة الاستعاضة عن الحقوق السياسية لنا المتمثلة اساسا بحق تقرير المصير والاستقلال الوطني بفتات مشاريع اقتصادية وأمنية لا تفضي إلى إنهاء الاحتلال الذي يشكل استمراره مصلحة أميركية ايضا وفق رؤيتها للحالة الوظيفية لاسرائيل واستراتيحيتها الشرق اوسطية وبشرق المتوسط ايضا، وبالقفز عن ثوابت شعبنا الفلسطيني من خلال اتفاقيات التطبيع لترتيبات المنطقة التي تعتقد واهمة أنها ستديرها وفق رغباتها غير آبهة بالمتغيرات الدولية الجارية وتراجع هيمنتها عبر ما تسميه الشرق الأوسط الجديد الذي يتحدثون عن ترتيباته لليوم التالي من حربهم القذرة ضد شعبنا .
ولذلك فإن الولايات المتحدة لن توافق ابدا على محاولات شعبنا رفع كلفة هذا الأحتلال وعزله دوليا وفق ما يجري رغم كلفتنا الكبيرة من الأرواح وستحارب اي خطوات في هذا الشأن، والامر لا يقتصر على قوى المقاومة في غزة ، بل ايضا بالضفة الغربية ووفق ما تعاملت به سابقا بالخصوص مع محاولات الزعيم الخالد ياسر عرفات، كما وستعاقب وجود تحول ببعض المواقف العربية التي يتوجب تطويرها بعد إلغاء اللقاء في وجه بايدن الذي كان مفترضا في عمّان. أن كل ما تحتاجه انظمة الحكم العربية هو الارادة والشجاعة واستقلال قرارها والاعتماد على قدرات شعوبها التي تخرج إلى الشوارع يوميا، كذلك إدراك التحولات الجارية بالنظام الدولي وبروح بروز القوى الجديدة والقديمة الصاعدة اليوم، حتى لا يتكرر مشهد جريمة النكبة في عام ١٩٤٨ حين تُرك الشعب الفلسطيني لوحده .
لذلك فان أحد اهم محددات العلاقة بين الولايات المتحدة راعية الجرائم بحق الشعوب وإسرائيل الاستعمارية العنصرية هي تلك القائمة على فرض ترك شعبنا ومحاصرته وحيدا ، وعلى روح الرؤية الصهيونية المسيحية هنالك وتوافقاتها مع الرؤية التوراتية وجوهر الفكر الصهيوني وأدواته من جهة، ومن جهة ثانية بما هو قائم على فلسفة صموئيل هنتيجتون التي لخصها في كتابه حول صراع الحضارات، ورؤية هؤلاء بالإدارة الاميركية التي تمتلئ بالصقور والمحافظين الجدد رغم كونهم من الحزب الديمقراطي لنشر"الديمقراطية المزعومة" من خلال الحروب حول العالم بالاضافة الى مفاهيم الاستعمار الأستشراقي الحديث، كما ومحددات انشاء دولتيهما على قاعدة التطهير العرقي والفوقية واختراع مسميات الشعوب لديهما والتماهي الحضاري .
إن الولايات المتحدة بالشراكة مع الغرب الأستعماري وفق محددات اي حرب يمتلكون رؤيتهم واسبابهم الجيوسياسية والفكرية والاقتصادية التي تعتمد هيمنة حضارة الغرب التي تصر دولة الأحتلال ان تكون جزء لا يتجزأ من ذلك الغرب الإستعماري حضاريا وثقافيا وسياسيا، وأن تحارب بالوكالة عن هذا الغرب هنا وبمناطق أخرى من العالم لضرب حركاتها الوطنية التحررية ، وفي مواجهة حضارة الشرق التي نحن الفلسطينيين جزءً منها عبر التاريخ كما كل المشرق العربي وروسيا والصين ، وان تساهم في تنفيذ مشاريع اقتصادية استعمارية مثل قناة بن غوريون ومدن جديدة وخطوط الطاقة وسكك الحديد لمنافعها ومحاولة تحطيم القدرات الاقتصادية للدول العربية .
امام هذا العدوان البربري الإسرائيلي ضد شعبنا في غزة وايضا في مدن ومخيمات الضفة الغربية منذ السابع من اكتوبر الجاري، دون قدرة المجتمع الدولي على لجمه نظرا لنفاق الغرب وانتقائيته السياسية للقانون الدولي كونه منحازا بشكل اساسي لدولة الاحتلال رغم معارضته اللفظية احيانا ، لكن دون تحمله لمسوؤليات أخلاقية حتى بالإضافة إلى القانونية والسياسية الغائبة والمتناقضة مع مواقف الشعوب التي باتت يوميا بالمظاهرات المؤيدة للحرية والعدالة وحقوق شعبنا، فباتت دولة الاحتلال كدولة استعمار وابرتهايد تعصف بها الخلافات التي بدأت قبل سبعة شهور إضافة إلى ما نشاهده اليوم بمستوى المؤسسة العسكرية ايضا من تباينات واهتزاز معنويات عصابات جيشها وتاَكل الإجماع الوطني حول الحرب بطرفهم تؤثر على الصورة التي اصبحت مقيته سوداء واجرامية الآن وتعيق مخططات حسمها للحرب او الصفقات خاصة في شأن الأسرى، بعكس ما حاولت إسرائيل ترويجه من صورة الديمقراطية الوحيدة عن ذاتها لسنوات طوال .
لذلك فهنالك ضروة ملحة اليوم للإستثمار بما هو حاصل اليوم على ساحة الشعوب وقواها التقدمية حول العالم بما فيها في اميركا وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي من تضامن على إثر عودة الأهتمام الدولي وتصدُر قضيتنا الوطنية وجرائم الاحتلال لأولويات المشهد الدولي ، بل والاهتمام السياسي بضرورة إيجاد حل للصراع باعتبار الأحتلال هو جوهر الإرهاب وعدم الاستقرار . فقد حققت المقاومة الوطنية بمختلف تشكيلاتها التنظيمية والفكرية استكمالا للمقاومة السياسية والدبلوماسية والشعبية هدف الحراك والتغير السياسي الدولي الرسمي بغض النظر عن المواقف المتباينة للدول، كما وحققت عودة التضامن الدولي الشعبي الذي يتوجب البناء عليه في سياساتنا الدولية ومواقفنا السياسية ورفض اي وعود سرابية أميركية أو احتكارها لمحاولات النتائج السياسية بعد انتهاء العدوان.
وللمساهمة المباشرة في تلك المخططات فقد نشرت الولايات المتحدة مجموعتين من حاملات الطائرات والمدمرات وغيرها من القوى العسكرية ليس فقط بما يهدف "لردع" جهات فاعلة أخرى عن الانضمام إلى الحرب بل وبالقتال الفعلي مع الاحتلال من خلال جنود المارينز والاستشاريين ذوي الخبرة في حروب خاضتها اميركا ضد الشعوب لاستعادة قوة الردع الإسرائيلية وصورة جيشها الذي انهار بساعات عند حدود غزة بعد عنصر المفاجأة الذي اعتمدته المقاومة وامتلاكها ما يلزم من عناصر التفوق، وذلك وفق تطورات الحالة العسكرية التي لست خبيرا بها ، كما ان النقاش جاري الآن بين الشركاء حول إمكانية استخدام القوة العسكرية ضد حزب الله ولبنان إذا شن هجوماً كبيراً على إسرائيل، بعد عمليات الاشتباك المحدودة التي تجري بالشمال، والتعامل مع غموض الموقف الايراني الذي مازال يخضع لعقوبات الولايات المتحدة تجاه تطور الاحداث الذي سوف يتحدد برأيي وفق مصالحه الوطنية ومشروعه العقائدي، رغم انني أجد نفسي غير متفقاً معه لكنه يشكل على الأقل نقيضاً للمشروع الصهيوني في غياب مشروع قومي عربي معاصر .
هذا بالنهاية هو ترجمة متوحشة وبربرية لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يحاولون بزعامة الولايات المتحدة الآن فرضه بالقوة العسكرية والترهيب لمحاولة تنفيذ رؤيتهم من حضارة الغرب الاستعمارية وبما يتوافق مع المشروع الصهيوني ركيزة ذلك المشروع وحضارته بالمنطقة . وبما هو مرتبط ايضا على المستوى الدولي من خلال الناتو باثارة الصراع في اوكرانيا لمحاصرة روسيا وبحر الصين والبلقان وافريقيا واستمرار محاولاتهم الفاشلة في القارة اللاتينية بعد انهيار الانظمة الموالية للولايات المتحدة هنالك.
رغم كل ذلك فان ذاكرتنا وطموحاتنا الوطنية مليئة ايضا بروح المقاومة والإصرار على الانتصار للحق والعدل والحرية رغم حجم التحديات وفداحة التضحيات والدماء، التي اَمل أنها ستفتح افاقا سياسية جديدة أمام مسيرة كفاحنا الوطني .

دلالات

شارك برأيك

الهيمنة الأميركية والغربية الاستعمارية في مواجهة حقوق شعبنا ومقاومته

المزيد في أقلام وأراء

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 96)