في تأريخ هام يعد الأول من نوعه يكشف كتاب "فلسطين المسيحية.. من القرن الأول ميلادي حتى بداية الحكم العثماني"، عن حقبّة تاريخية هامة من تاريخ فلسطين، لم يتمّ التعرّض لها وتسليط الضوء بشكل كافٍ، وهو كتاب هام في دحض الرواية الصهيونية عن فلسطين حول ادعاء أن الديانة اليهودية كانت السائدة.

والكتاب الذي أعده حسام أبو النصر وجوزيف حزبون، مؤخرًا، ضمّ كلمات وأوراقًا بحثيّة قُدّمت في مؤتمر "فلسطين المسيحيّة" الذي نظمته البعثة البابوية في القدس، في رام الله العام الماضي، بالتعاون مع "مركز السبيل"، وحقوق النشر له لبيت القدس للدراسات والبحوث الفلسطينية والبعثة البابوية، وهو متوفر في المكتبات الفلسطينية بالضفة الغربية، ويأمل معدوه وناشروه ن يتم انتشاره عالميًا.

يقول الكاتب والمؤرخ ورئيس مؤتمر "فلسطين المسيحية"، أ.حسام أبو النصر لـ"القدس" دوت كوم: "إن كتاب فلسطين المسيحية هو كتاب تاريخي يتناول الحقبة المسيحية في فلسطين منذ القرن الميلادي الأول حتى سقوط القسطنطينية وبداية الدولة العثمانية عام 1453 ميلادي".

ووفق أبو النصر، فإن كثيرًا من المراجع لم تتطرق لفترة مهمة بظهور المسيحية في فلسطين والعلاقات الإسلامية المسيحية، حيث كانت الديانة المنتشرة، وليس كما يشاع أن الديانة اليهودية هي المنتشرة، فجاء الكتاب ليرد على مزاعم الاحتلال والحركة الصهيونية بأن الديانة اليهودية هي المنتشرة.

وأشار أبو النصر إلى أن الديانة المسيحية انطلقت من فلسطين وانتشرت فيها ثم إلى العالم، ويدحض الادعاءات غير الصحيحة حول أن الديانة المنتشرة في فلسطين هي اليهودية، إذ إن الآثار المنتشرة والكنائس والأديرة التي ارتبط الكثير من القرى والبلدات الفلسطينية فيها "كلمة دير"، وهو ما يثبت انتشار المسيحية وليست اليهودية.

ونوه أبو النصر إلى أن هذه الحقبة مهمة من تاريخ فلسطين وتم تلاشيها والقفز عنها من عدد من المؤرخين إما سهوًا أو عمدًا، والتي تتناول خاصة القرون الثلاثة الأولى، وهو ما شكل نقصًا بالمراجع التاريخية، لذا جاء الكتاب كونه مهم كذلك في سياق ضرورة وجود قراءة نقدية والكتاب يطرح الموضوع من ناحية تاريخية وليست دينية، واستكمالاً لموضوع "فلسطين الكنعانية" ومن ثم "فلسطين المسيحية".

ويوضح أبو النصر أن الكتاب ضم أوراقًا بحثية لخمسة عشرة باحثًا تم تقديمها العام الماضي، في مؤتمر "فلسطين المسيحية"، وتناول تلك الحقبة التاريخية، وجرى تفريغ تلك الأوراق وإعدادها وتحريرها في كتاب ضم250 صفحة.

ويقع الكتاب في ثلاثة فصول رئيسية: "الأول: يتحدث عن جذور المسيحية في فلسطين، والثاني: المسيحية وظهور الإسلام، والثالث: التاريخ المسيحي وحوار المذاهب".