أكد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني محمد الخلايلة، أن القدس والمسجد الأقصى المبارك في قلب اهتمامات جلالة الملك عبدالله الثاني وتوجيهاته للحكومة الأردنية دائماً بضرورة الاهتمام بكل ما يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى المبارك .

وقال الخلايلة في لقاء خاص بـ "القدس" دوت كوم، عشية حلول شهر رمضان المبارك :"لدينا هم مشترك وقضية وحياة مشتركة، وأهل فلسطين والقدس لهم مكانة خاصة في قلب القيادة الهاشمية وجلالة الملك عبد الله الثاني وقلوب الأردنيين، فالقضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية وخاصة المسجد الأقصى المبارك تحتل الأولوية وحاضرة دائماً في قلب جلالة الملك و قلوب وعقول الأردنيين جميعا.

وأضاف :"نحن هنا في عمان نتابع من خلال مديرية شؤون المسجد الأقصى وشؤون القدس في وزارة الأوقاف الأردنية ومن خلال دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الشريف نتابع على مدار الساعة كل ما يجري في المسجد الأقصى المبارك في القدس الشريف والتي تزودنا بالتقارير اليومية عن كافة الأحداث والتطورات في المسجد الأقصى وما يتعلق بالإجراءات الدبلوماسية.

والدكتور عبد الستار عضو مجلس أوقاف القدس الشريف و مدير دائرة المسجد الأقصى وشؤون القدس في الوزارة في عمان يتابع كل ما يتعلق بالمسجد لحظة بلحظة ويتابع كل القرارات والإجراءات ويزودنا بالتقارير ويضعنا في صورة كافة المجريات والتطورات في المسجد الأقصى ودائرة أوقاف القدس.

وهذا نص المقابلة:

س: ماذا بخصوص الموازنة الجديدة والإجراءات والتدابير الجديدة التي اتخذتموها حديثاً؟
ج: موازنة دائرة الأوقاف الإسلامية هي ضمن موازنة وزارة الأوقاف الأردنية، ومن ضمن الإجراءات الجديدة تطبيق نظام نهاية الخدمة للعاملين في المسجد الأقصى المبارك، ورفع علاوة العاملين في دائرة الأوقاف والعامين في المسجد الأقصى المبارك بموجب قرار من مجلس الوزراء الأردني، حيث وصل رفع الرواتب الى 400% منذ مطلع العام 2023.
وكل ذلك يجري بموجب توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني والوصاية الهاشمية والرعاية الأردنية للمقدسات الإسلامية والمسيحية، فكل ما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك يحظى بالدعم والمساندة من جلالة الملك والحكومة من علماء وخطباء وموظفين وأئمة وحرس وسدنة وأذنة وموظفين، ومهندسين وفنيين في لجنة الإعمار الهاشمي.
فدائرة الأوقاف ترعى ما يزيد عن 120 مسجدا في القدس، كذلك المقدسات المسيحية تشملها الوصاية والرعاية الهاشمية.

س: قمتم بتعيين 100موظف جديد في دائرة الأوقاف الأردنية في القدس، فكم أصبح عدد الموظفين اليوم؟
ج: لدينا في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس 850 موظفا وموظفه، بمن فيهم الجدد فنحن نملأ الشواغر في دائرة الأوقاف بشكل مباشرة وسريع، ومجلس الوزراء دائماً يلامس احتياجات ومتطلبات الأوقاف الإسلامية والمسجد الأقصى المبارك بصورة دائمة.

س: ماذا عن الاستعدادات لقدوم شهر رمضان المبارك؟ والتصريحات والحملة الإعلامية الإسرائيلية التي تحذر من تصعيد في رمضان؟
ج : نحن كوزارة اكملنا كافة الاستعدادات اللازمة لاستقبال الشهر الكريم حيث يتضاعف عدد المصلين في المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان وتحديدا في صلاتي الجمعة والتراويح يومياً، ونحن نراعي ونعلم قدسية المسجد الأقصى المبارك وحرص الملايين على الصلاة فيه فهو القبلة الأولى ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم وهو ثالث المساجد التي تشد أليها الرحال والصلاة فيه بألف صلاة وأفئدة وقلوب المسلمين كافة تهوي إليه للصلاة فيه وخاصة في رمضان.
وللأسف الاحتلال لم يفهم هذه المعادلة وفي كل عام يصعد الاحتلال من إجراءاته وانتهاكاته ومن عمليات الاقتحام وفي اعتراض طريق المصلين والمتوجهين للمسجد، وأغلاق الأبواب ووضع الحواجز وعرقلة دخول المصلين للمسجد والوصول اليه بحرية، والتضييق على المصلين في الاعتكاف والعبادة في شهر رمضان المبارك.
حذرنا ونحذر دائماً الاحتلال من التصعيد ونؤكد على ان المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته ال 144دونماً مسجد للمسلمين وحدهم لا يشاركهم العبادة فيه أحد ولا يجوز الصلاة فيه لغير المسلمين وهو حق خالص للمسلمين ولا يقبل المشاركة او التقسيم المكاني او الزماني والموقف الأردني واضح تماماً في هذا الموضوع.
ومع الأسف بدءنا نسمع في الأشهر الأخيرة مصطلحات زائفة مثل (مجمع الأقصى) وهو مصطلح دخيل لا أساس له ولا يعبر عن الحقيقة ونحن نؤكد ان كل ما هو داخل أسوار المسجد الأقصى المبارك هو للمسلمين وحدهم، بمساحته البالغة 144دونما كلها المسجد الاقصى،اي كل ما هو داخل اسوار المسجد، ونقصد به ليس فقط المصليات المسقوفة بل وغير المسقوفة والقباب والمدارس والمساطب والمحاريب والساحات ومصليات في الأبواب وفي الاروقة، لا يقبل التقسيم الزماني ولا المكاني، والسياسة الأردنية واضحة في هذه القضية والمسجد للصلاة والعبادة وليس للمساومة والنزاعات فهو مسجد وحق خالص للمسلمين وحدهم لا ينازعهم في هذا الحق الثابت احد من الناس. وهذا ما ينادي به ويؤكد على تمسكه به جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.
وهذا النهج من عهد الملك حسين رحمة الله كان دائماً يردد (القدس قدسنا ولن نفرط بذرة من ترابها) ونحن دائماً على هذا العهد ونكرر ونؤكد هذا النهج. ومن يفهم الدين والعقيدة الإسلامية يدرك أن المسلمين لن يتنازلوا او يتخلون ابدأ عن قبلتهم الأولى ومسرى نبيهم.
الأيام دول قد تضعف امه وتقوى أخرى وهذا سنة الحياة ولكن لا تفرط بمقدساتها ومساجدها، ونحن على ثقة بان المسجد الأقصى سيعود يوماً إلى أهله مهما طال الزمان ، فالمسجد الأقصى للمسلمين ثابت ومعتقد من المعتقدات الثابتة وكان وسيبقى كذلك الى يوم الدين وهذا ما يؤكد جلالة الملك تمسكه به ودفاعه عنه في كل المحافل والمناسبات.

س: تحدثتم عن رفع علاوة الموظفين في الأوقاف الإسلامية في القدس بنسبة 400بالمائة هل من تفاصيل؟
ج: منذ عامين كان التعامل مع الموظفين في المسجد الأقصى المبارك وفق نظام العلاوات وبدل صمود وبدل غلاء معيشة وبدل السفر وغيرها، ثم علاوة بدل صمود 300% وهي ثلاث اضعاف راتب الموظف في عمان، إلى أن أصدر جلالة الملك اوامره بان ترفع هذه العلاوة الى 400%، على دفعتين العام الماضي كانت 350% ومنذ مطلع العام الحالي 2023 رفعت الى 400%. للتساهم في رفع مستوى معيشة الموظفين في أوقاف القدس وتعزز من صمودهم في الاقصى الشريف.
كما في السنوات الثلاث الماضية تم إنجاز صندوق ادخار الموظفين والعاملين في المسجد الأقصى المبارك وأصبح لدى الموظفين صندوق ادخارات ورواتب هذا جزء من رؤية جلالة الملك لتحسين أوضاع العامين والموظفين في المسجد الأقصى المبارك والأوقاف الإسلامية لأنهم جميعاً مرابطون وهذا العمل شرف كبير للعاملين والعاملات في المسجد الأقصى المبارك.

س: حجم الموازنة السنوية المخصصة للاوقاف الإسلامية في القدس؟
ج : في كل عام يخصص مجلس الوزراء مبالغ كبيرة لرواتب الموظفين والحراس البالغ عددهم ٨٥٠ موظفا وموظفة في المسجد الأقصى ودائرة الأوقاف الإسلامية، والانفاق على الصيانة والترميم وهناك موازنة للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك الذي يقدم الدعم لتلبية كل احتياجات المسجد الأقصى، ناهيك عن التبرعات الملكية الشخصية من جلالة الملك. وكل ذلك بتوجيهات من جلالته خلال لقاءاته مع المقدسيين وقادة المجتمع المدني والشخصيات الدينية الإسلامية والمسيحية المستمرة.

س: ماذا عن مشاريع الترميم والصيانة ومشروع فرش المسجد الأقصى بالسجاد الجديد ؟
وهناك مشاريع الرعاية والاعمار والترميم والصيانة والتطوير كل هذه المشاريع مستمرة على مدار الساعة ولا ولن تتوقف باذن الله عز وجل، وبخصوص مشروع فرش المسجد بالسجاد الجديد فقد اخذ وقتا طويلا نظراً لاختيار نوع مميز من السجاد وبمواصفات خاصة تم اخيارها بعناية خاصة وصنع خصيصاً للمسجد الأقصى من الصوف الخالص، مقاوم للحريق وقد تم طرح العطاء ورسى على شركة اردنية .
وان شاء الله قريباً سيتم فرش المصلى القبلي ومسجد قبة الصخرة المشرفة وجزء من المصلى المرواني، علماً ان اخر سجاد تم فرشه في المسجد الأقصى كان في العام ٢٠١٧.

س: هل سيتم فرش السجاد خلال شهر رمضان ؟
ج : الإجراءات والترتيبات على قدم وساق، لا نستطيع التحديد في هذه المرحلة وان شاء الله قريباً .وهذا السجاد خاص وعلى نفقة جلالة الملك .

س: ما هي اهم المشاكل التي تواجههكم كوزارة اوقاف في المسجد الأقصى ؟
ج : هناك إشكاليات تواجهنا في المسجد الأقصى وخاصة إعاقة الصيانة والترميم وعملية استهداف الحراس والموظفين بالاعتقال والابعاد والقرارات التعسفية التي تتخذها محاكم الاحتلال بحق العاملين في الأوقاف والمسجد الأقصى المبارك والسيطرة على الأبواب .
نحن نقوم بدورنا ونؤكد انه لا يحق ولا يجوز لسلطات الاحتلال ان تستمر في هذه الممارسات والانتهاكات التي يمارسها على أبواب المسجد الأقصى المبارك وعلى المصلين من عمليات التفتيش التي تتم او عمليات تحديد سن المسموح لهم بالصلاة في المسجد الأقصى وهي قضية مرفوضة ، المسجد الأقصى يجب ان يكون مفتوح أمام المصلين دون أي عراقيل او تدخل من قبل سلطات الاحتلال لانه مسجد خاص بالمسلمين وحدهم .
كثيرة هي المشاكل التي تواجهنا في المسجد الأقصى المبارك، سردت بعضها، والجميع يعلم ان المسجد الأقصى المبارك مسجل كتراث انساني وكله بناء قديم يجب مراعاة هذه الخصوصية التي تأتي الى جانب كونه أولى القبلتين لملياري مسلم في العام ومهوى افئدتهم تهفوا قلوبهم وارواحهم اليه في كل صلاة .
هذه الخصوصية وهذا البناء القديم يحتاج الى العناية والرعاية والترميم والصيانة الدائمة ليكون دائماً مهيئ لاستقبال آلاف المصلين وخاصة في شهر رمضان المبارك، شهر الصيام والقيام والعبادات الخاصة، كصلوات التراويح والاعتكاف في أجواء ايمانية خالصة لله . ان يتعرض فيه المصلون وهم صائمون وقائمون ومعتكفون للاعتداء واطلاق النار والتفتيش والاعاقة والمنع من الوصول، غير مقبول ومرفوض وحذرنا ونحذر من ذلك عشية شهر رمضان المبارك.
استهداف الشبابيك المعشقة والملونة القديمة في المسجد القبلي واطلاق النار وقنابل الصوت والدخان على المصلين في المسجد يمس بالمصلين وبالمسجد الأقصى بقبابه ومصلياته ويعتبر انتهاكا خطير ومسا بقدسية المسجد واعتداء على المصلين الركع السجود .

س: ماذا بخصوص الشبابيك التي تم تكسيرها في اعلى سقف المصلى القبلي ؟
ج: نحن بعد كل اعتداء وتكسير يقوم به جنود وشرطة سلطات الاحتلال نباشر فوراً بإعادة تصليح وترميم ولكن تلك الشبابيك الملونة في المصلى القبلي ذات بناء وتصميم خاص محفوظ عند لجنة الاعمار وهي عملية مكلفة وتستغرق وقتا وان شاء الله في القريب العاجل يجري إعادة بناء وتركيب شبابيك جديدة بدل تلك التي دمرتها قوات الاحتلال في الاقتحام الأخير للمسجد القبلي .
وهذا واجبنا في وزارة الأوقاف وليس منة وواجب كل مسلم على هذه الأرض، فقد روى الإمام أحمد من حديث مَيْمُونَةَ، مَوْلَاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ: أَرْضُ الْمَنْشَرِ، وَالْمَحْشَرِ، ائتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، قَالَتْ: أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يُطِقْ أَنْ يَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ، أَوْ يَأْتِيَهُ قَالَ: فَلْيُهْدِ إِلَيْهِ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ، فَإِنَّ مَنْ أَهْدَى لَهُ كَانَ كَمَنْ صَلَّى فِيه.
وهذا يبين ان واجب المسلمين في كل زمان ومكان اتجاه المسجد الأقصى المبارك رعايته والحفاظ عليه والصلاة فيه وإعمارة والرباط فيه وإبقائه مضاء ومتاحا للمصلين والعاكفين السجد الركوع.
ونحن اكدنا ونؤكد ان المسجد الأقصى المبارك ليس قضية الفلسطينيين والاردنيين فقط وانما قضية المسلمين في كافة ارجاء الأرض، وهو مسجد كالمسجد الحرام والمسجد النبوي.

س: هل هناك تنسيق أردني مع الدول العربية والإسلامية التي لها سفارات وممثليات في إسرائيل للضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته واقتحاماته واستهدافة للمسجد الأقصى والاوقاف الإسلامية في القدس المحتلة ؟ فهناك ٨ سفارات عربية في تل ابيب هل يجري التنسيق بين صاحب الوصاية والرعاية الأردنية وهذه الدول العربية للضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته ؟
ج: الأردن يبذل جهودا سياسية ودبلوماسية كبيرة بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، واليوم المطلع والمتابع لما يجري يدرك ان الذي يتصدى ويدافع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية هو الأردن بقيادة الملك عبد الله في المنطقة والاقليم وفي المحافل الدولية، والتي كان اخرها مؤتمر القدس في القاهرة في القمة الثلاثية الأردنية المصرية الفلسطينية .
فجلالة الملك يحمل راية الدفاع عن مقدسات الامة وخاصة المسجد الأقصى المبارك في المحافل الدولية وكانت المقدسات في متن وفي مقدمة خطاباته وكلماته وتصريحاته على المستويين العربي والدولي.
فارعاية والوصاية بشقيها، دينية في إدارة المسجد والحفاظ عليه وترميمة وتجهيزة وصيانته، والمشاريع الرامية للحفاظ عليه عامراً ، وهناك الشق السياسي والدبلوماسي تحمل في طياتها الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك في كل ما يواجهه من عدوان، ورفع هذا العدوان بخطوات وإجراءات سياسية ودبلوماسية واتصالات على اعلى المستويات يقوم بها جلالة الملك والحكومة الأردنية والتي تمثلت مؤخراً باستدعاء السفير وبث الكثير من الرسائل بوجه كل ما يتعرض له المسجد الأقصى .

س: ادعاء الاحتلال بانه لهم حقوق في المسجد وفي حائط البراق ؟
ج: هذا غير صحيح، وادعاء باطل، ولجنة التحقيق في ثورة البراق – ادعاءاتهم واقتحاماتهم التي تتم من باب المغاربة ومن جانب ساحة البراق – واستناداً لقرار عصبة الأمم وما يسمى بقرار البراق عام ١٩٢٩من القرن الماضي، عندما شكلت عصبة الأمم لجنة للبحث في ادعاءات اليهود بما يسمى ب(حائط المبكى) كانت قرارات اللجنة واضحة ان هذا الحائط جزء من المسجد وساحة البراق ارض اوقاف إسلامية لا علاقة لليهود ولا حقوق لهم فيها ولا يجوز وضع أي أدوات او اثاث او شعارات من شعائر العبادة لليهود هناك.

س: ولكن هناك ادعاءات وإجراءات لتغيير هذا الواقع تمثلت مبكرا بهدم حارة المغاربة بعد الاحتلال. وبعد ذلك ازالة تلة باب المغاربة ونصب جسر خشبي و وهناك اقتحامات مستمرة ؟
ج: هي انتهاكات واعتداءات سلطة قائمة بالاحتلال وليست سلطة ذات شرعية، بل هي غير شرعية ومخالفة لكافة القوانين والاعراف والقوانين الدولية والإنسانية، وهي سلطة احتلال في نظر القانون الدولي والمجتمع الدولي، القدس والمسجد الأقصى تحت الاحتلال ويجب التعامل مع هذا الاحتلال وفق الشرعية والقانون الدولي .
وللأسف هذا الاحتلال يعتدي ويقتحم ويقتل ويحرق ويهدم ويعتقل دون ان يقيم وزنا للقانون الدولي، والمجتمع الدولي يقف موقف المتفرج دون اتخاذ قرارات صارمة تردعه وان اتخذ قرارات فلا تنفذ ولا يجري احترامها ليس في القدس والمسجد الأقصى فقط وانما في كل الأراضي الفلسطينية الحبيبة .

س: ماذا بخصوص تعطيل الاحتلال لأكثر من ٢٠ مشروع ترميم وصيانة لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس؟
ج: صحيح، الاحتلال يضع كل اشكل المعوقات امام مشاريع الترميم والصيانة في المسجد الأقصى المبارك، وكما تعلمون المسجد الأقصى مسجد يزيد عمرة عن آلف عام، قديم بحاجة مستمرة للترميم والصيانة لاستقبال المصلين من كل حدب وصوب، فنظام الصوت والسماعات، تقوم قوات الاحتلال بشكل متعمد بتعطيل السماعات في بعض الأحيان .
اما إنارة الاسوار والساحات فقد انجز قسم منه. سلطات الاحتلال تعطل الكثير من المشاريع جزئياً او كلياً مثل نظام الانارة والصوت وشبكة الإنذار والترميم والصيانة للمصليات والمرافق وغيرها.

د.عبد الستار قال :" احيانا يتم جرنا للحديث عن أعمال الصيانة الدورية كمشروع الانارة في ساحات المسجد الأقصى ونصب المظلات وتعزيز السماعات خلال شهر رمضان وغيرها من أعمال الصيانة عن الحديث عن مشروعات الاعمار الهاشمي الكبرى مثل إنارة قبة الصخرة من الخارج والداخل وترميم الجدار الشرقي المهدد بالانهيار وتبليط الساحات ونظام الإطفاء البديل وغيرها من المشروعات الهامة الضرورية، نعم انجزنا جزءاً من أعمال صيانة إنارة الساحات ، وما زال الجزء الآخر يتعرض للإعاقة من قبل سلطات الاحتلال وكذلك باقي أعمال الترميم والصيانة، الاحتلال يرفض ادخال المواد والمتطلبات، فالاحتلال يمارس أساليب تعطيل متعددة ويحاول ان يوجد دورا له في عملنا ويتدخل في عمل الأوقاف الإسلامية وهو ما نرفضه في كل مرة .

س: ماذا بخصوص نظام إطفاء الحريق في المسجد الأقصى المبارك ؟ وعربة الإطفاء التي تبرع بها جلالة الملك ؟
ج: يتم متابعة قسم إطفاء الحريق في المسجد الأقصى المبارك بمساعدة فرق مدربة ومختصة من قبل الدفاع المدني الأردني وتدريب عدد كبير من العاملين في المسجد للتعامل مع المعدات وشبكة اطفاء الحريق القديمة التي تم مدها في ارجاء المسجد ومصلياته وتدريب العاملين هناك على استعمال المعدات وأدوات الاطفاء، وخلال الأيام القليلة المقبلة سيتوجه فريق متخصص من الدفاع المدني الأردني للمسجد الأقصى لتفقد كل تلك المعدات والشبكة والأدوات هناك والتأكد من جاهزيتها لأي طارئ لا سمح الله. بالإضافة الى تدريب العاملين في المسجد الأقصى المبارك على عمليات الإطفاء حال واجهتهم أي حالة طوارئ.

س: أين وصل مشروع التدفئة والتبريد للمسجد القبلي ومسجد قبة الصخرة المشرفة ؟ ومشروع المظلات المشابهة لتلك التي في المسجد النبوي في المدينة المنورة ؟
ج : نحن نواجه التعطيل في المشاريع الضرورية والملحة من قبل الاحتلال، فهناك مشاريع ضرورية ترميم المصليات في أجزاء من المصلى المرواني والمنطقة الجنوبية الغربية ومناطق في المسجد القبلي مثل الشبابيك.
وهناك مشاريع ترميم دورية ومشاريع ضرورية وملحة كمنظومة الضوء والصوت وغيرها .
كذلك هناك مشاريع تحسينية كمشروع التدفئة والتبريد والمظلات الكهربائية التي تضم السماعات والاضاءة وغيرها

س: أين وصل مشروع التدفئة والتبريد للمسجد القبلي ومسجد قبة الصخرة المشرفة ؟ ومشروع المظلات المشابهة لتلك التي في المسجد النبي في المدينة المنورة ؟خاصة ان هذه المشاريع طرحت منذ أكثر من ٢٠ عاماً ؟
د.عبد الستار : كما ذكرت هناك مشاريع ترميم، دورية ومشاريع ضرورية وملحة كمنظومة الضوء والصوت وغيرها .
فالاولية لنظام الإطفاء وعدم اعتراضه من قبل الاحتلال وانارة قبة الصخرة المشرفة مهم لانه يظهر الطابع الإسلامي للمسجد وللبلدة القديمة وهذه القبة بنيت ذهباً في عهد عبد الملك بن مروان وبعد فترة ليست طويلة تم إزالة الذهب عنها ولم تعد لطبيعتها ذهباً إلا في عهد الملك حسين رحمة الله وقد تبرع بإعادة بنائها على نفقته الخاصة.
وهناك المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى المبارك وهي منطقة مرتفعة، مشروع انارتها مازال قيد التنفيذ.
كذلك هناك مشاريع تحسينية كمشروع التدفئة والتبريد والمظلات الكهربائية التي تضم السماعات والاضاءة وغيرها ، وهذه تعتبر تحسينية ممكن الشروع فيها بعد تلك الضرورية.

س: هناك اعتداء على الجدار الغربي الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك من قبل الاحتلال الذي نصب صقالات بحجة الترميم منذ العام ٢٠١٩؟ وتذرع الاحتلال بسقوط حجر من الجدار الجنوبي ؟ والتسوية الجنوبية اسفل المتحف وزاوية أبو السعود منطقة خطرة نتيجة حفريات الاحتلال في القصور الاموية واسفل هذه المنطقة؟ كيف تتابعون ذلك ؟
ج: الاحتلال يتذرع بانه نصب هذه الصقالات من أجل ان يرمم ، رغم اننا اوضحنا لهم اكثر من مرة ان هذه مسؤوليتا وليست مسؤوليتكم والأوقاف الإسلامية هي المكلفة بالقيام بهذا الدور والمهمة مهمتها، بعض تلك الصقالات تم فكها وازالتها في نفس اليوم .
د.عبد الستار : " صحيح تم سابقا ازالة بعض من السقالات بعد تدخل الجانب الدبلوماسي الاردني ولكن تم حديثاً نصب سقالات في الجدار الجنوبي الغربي من قبل الاحتلال والاتصالات جارية لأزالتها ".

س: كيف تنظرون الى إعادة مشروع ازالت الجسر الخشبي عن باب المغاربة واستبدالة من قبل الاحتلال بأخر ثابت من الحجر وطرح مشروع مفصل للاقرار من قبل البلدية والحكومة الإسرائيلية ؟
ج:نحن نتابع كل ما يصدر عن حكومة الاحتلال وما يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى، نرى في ما يطرح من مشاريع مثل استبدال الجسر الخشبي بانه فقعات وبالونات اختبار ، ووسائل لجس النبض وقياس ردات الفعل . وتبين ان المشروع الذي نشر مؤخراً هو مشروع ترميم للتلة والجسر الخشبي القائم .
د. عبد الستار :" سلطات الاحتلال تحاول دائما الحديث عن مشاريع في القصور الاموية أوالقطار الهوائي والحديث عن جسر خرساني على باب المغاربة وغيرها ولا نعرف عنها أي تفاصيل، وكذلك لا نعرف اي تفاصيل عما يحدث من حفريات متاخمة لحدود المسجد الأقصى المبارك بل إن سلطات الاحتلال تمانع وصولنا الى تلك الانفاق التي تعمل عليها ليل نهار وتتعاقب عليها فرق العمل كل يوم ولا نعرف اين وصلت ولا مدى الخطورة التي باتت تشكلها تلك الانفاق على سلامة المسجد الأقصى المبارك وأساساته.

س: كيف تردون على مصطلح (مجمع الأقصى) وما يسمى بأتفاقية إبراهيم لفتح المجال امام غير المسلمين بالصلاة في المسجد الأقصى؟
ج: مصطلح (مجمع الأقصى) دخيل ومرفوض من قبلنا ولا يغير في الواقع اي شيء، وقد اخترعوا هذا المصطلح المخادع من اجل ان يأتوا لاحقاً بالقول ان المسجد هو فقط المصلى القبلي العمري وهذا غير صحيح وغير مقبول من قبلنا، فالمسجد هو كل ما هو داخل الاسوار ال١٤٤دونماً كلها مسجد، ولا مكان لغير المسلمين للصلاة في المسجد الأقصى، ولن يكون هناك تقسيم مكاني ولا زماني، ونحن لا نتطاول على الكنيسة لانها للمسيحيين ولا نتطاول على الكنيس لانه لليهود ومن المفترض ان يحترم المسجد الأقصى لانه مسجد فقط للمسلمين .

س: ما هي رسالتكم للمقدسيين عشية شهر رمضان المبارك ؟ في ضوء خطاب التخويف من تصعيد في رمضان ؟عشية حلول الشهر المبارك ؟
ج : نقول لأهلنا في فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك اصبروا وصابروا ورابطوا ، فان النصر مع الصبر، والفرج قريب وبيد الله عز وجل، فصمودكم هو المطلوب ونحن معكم في هذا البلد الطيب بوصاية جلالة الملك والرعاية الأردنية الهاشمية .
ونقول لهم انتم لستم وحدكم، نحن معكم، ابقوا صامدين في ارضكم محافظين على الأقصى والمسرى والقدس كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك"، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس".

أما رسالتنا للعالمين العربي والإسلامي فنقول ان المسجد الأقصى المبارك أمانة في اعناق كل مسلم في هذا العالم، الحفاظ على القدس والمسجد الأقصى المبارك مسؤولية المسلمن جميعاً الذين عليهم ان يقفوا صفاً واحداً لتوفير مقومات الصمود للمسجد الأقصى والقدس وأهلها والحفاظ على هويته وعودته الى ديار الإسلام عزيزاً كريماً