بالتزامن مع اقتراب شهر رمضان المبارك، بدأ المواطن اليمني يصارع أزمة أسعار السلع الباهظة في كثير من المناطق في البلد الذي يشهد صراع مسلح منذ سنوات.

وسط الصراع المستمر منذ سنوات والأزمة الاقتصادية، يجد الشعب اليمني الأمل في المعارض التي تنظمها الحكومة بالتعاون مع رجال الأعمال المحليين لتوفير السلع الأساسية بأسعار معقولة لجميع المواطنين قبل شهر رمضان.

وتقدم هذه المعارض المدعومة من الحكومة بصيص أمل للمواطنين اليمنيين، لأنها تساعد في تخفيف عبء التكاليف المرتفعة للسلع الأساسية وتوفر المساعدة التي تشتد الحاجة إليها في مثل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.

ويشهد اليمن زيادة مقلقة في أسعار السلع الأساسية مع استمرار الصراع وتفاقم الأزمة الاقتصادية، حيث تكافح العديد من الأسر اليمنية لشراء المواد الغذائية الأساسية.

وأعلنت الأمم المتحدة في وقت سابق أن الوضع في اليمن هو أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج أكثر من 20 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

وفي مواجهة هذه العقبات، برزت معارض رمضان كشريان حياة حيوي للأسر اليمنية الفقيرة وذات الدخل المنخفض من خلال تخفيف ضغوطهم المالية وتوفير فترة راحة قصيرة من كابوس إرتفاع الأسعار.

وحددت السلطات الحكومية المحلية أماكن لإقامة المعارض الرمضانية في جميع أنحاء المدن الرئيسة وبدأت في تقديم مجموعة واسعة من السلع الأساسية والمواد الغذائية بأسعار مخفضة.

وفي مدينة عدن الساحلية جنوب البلاد، بدأت عشرات العائلات استعداداتها لشهر رمضان من خلال التسوق في المعارض التي تقدم أسعارًا أقل للسلع الأساسية مثل المواد الغذائية والأدوات المنزلية.

وقالت عائشة أحمد (40 عاما) وهي أم لأربعة أطفال، وهي تتجول حول الأكشاك بحثا عن الأرز والدقيق والتمر "المعارض الرمضانية نعمة لكل اليمنيين المنهكين من تدهور الوضع".

وقالت عائشة لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أسعار المواد الغذائية الأساسية هنا أرخص بكثير من الأسواق العادية الأخرى أو مراكز التسوق حيث يمكنني من هنا شراء ما يكفي من الطعام لأسرتي طوال شهر رمضان".

ومع ذلك، فإن العديد من العائلات اليمنية الأخرى التي تتقاضى رواتبها من الحكومة غالبًا ما تتأخر أو لا وجود لها تتجه للتسوق من الأسواق الشعبية الأخرى أو الباعة الذين يعرضون سلع رمضان الرخيصة في شوارع المدينة.

وقال صالح علي، وهو أب مقيم في عدن، "أُفضل شراء لمستلزمات رمضان من الباعة الجائلين المنتشرين هنا في عدن لأن أسعارهم معقولة ولا توجد حشود كبيرة مثل المعارض".

وتحدث صالح لـ((شينخوا)) بقوله "إنه أمر مريح بالنسبة لي لأن الشراء من الباعة الجائلين هو طريقة خالية من الإجهاد، كما أنهم يستحقون كسب لقمة العيش لإعالة أسرهم".

وكان التعاون بين السلطات الحكومية المحلية ورجال الأعمال وكذلك مستوردي المواد الغذائية عاملا حيويًا لنجاح هذه المعارض التي تساعد المواطنين اليمنيين إلى حد كبير على مواجهة الأسعار المرتفعة التي سببتها سنوات من الحرب الأهلية.

وقال نجيب عبد الله، تاجر محلي ومنظم معرض رمضان في عدن، "لقد تمكنا من التفاوض على أسعار مخفضة من الموردين المحليين لأن هدفنا هو التأكد من عدم خروج أي عائلة بدون مواد غذائية لشهر رمضان".

ودخل اليمن في صراع عسكري منذ أواخر العام 2014 عندما سيطرت جماعة الحوثي على عدة محافظات شمالية وأجبرت الحكومة المعترف بها دوليًا على الخروج من العاصمة صنعاء.

ودفع الصراع أفقر دولة في العالم العربي إلى حافة الانهيار، مما تسبب في مجاعة وارتفاع الأسعار بشكل كبير ومعاناة واسعة النطاق، فضلاً عن تعطيل سلسلة الإمدادات الغذائية في البلاد، مما ترك الملايين من الناس دون الحصول على التغذية الكافية.

وكما أدى الصراع إلى نزوح ملايين الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من منازلهم السكنية والبحث عن مأوى في مخيمات مكتظة وغير صحية.
وتحاول الأمم المتحدة تجديد الهدنة الإنسانية المنتهية الصلاحية واستئناف محادثات السلام بين الحكومة وجماعة الحوثي لإنهاء أكثر من ثماني سنوات من الحرب الأهلية.