القدس - "القدس" دوت كوم - واصل الخطيب- "أبو الصامد"، اسم له احترامه يتداوله الناس في مخيم قلنديا على وجه التحديد وفي مختلف مناطق محافظة القدس بشكل عام، ذلك أن هذا الرجل البالغ من العمر (51 عامًا)، وأب لشابين وأربع بنات،أمضى جل سنوات عمره في ساحات الكفاح والنضال في صفوف حركة "فتح" ومؤسساتها المختلفة، في حين أصيب عشرات المرات برصاص الاحتلال ونجا من الموت بأعجوبة، لكن عددا كبيرا من أبناء عائلته "امطير" ارتقوا شهداء من بينهم ابن أخيه الشهيد "ناهد امطير"، الذي جاء اسمه تيمنًا بالشهيد "ناهد" ابن نفس العائلة والذي قضى في 16-4-1994، على بوابة المخيم في خضم مواجهات دامية مع جنود الاحتلال في ذكرى اغتيال المناضل الكبير خليل الوزير "أبو جهاد".

هذه الكنية تعود ل "رائد فايز امطير" الذي يسكن في مخيم قلنديا واعتقل قبل نحو أسبوعين من منزله في ساعات الصباح الأولى هو ونجله "صامد" وتم زجهما في سجن "عوفر" في بيتونيا دون توجيه تهمة إليهما حتى الآن، علمًا أن الأب مصاب إصابة بليغة في ركبته اثر اعتداء مستوطنين عليه في يافا خلال رحلة استجمام كان يقوم بها مع أصدقاء له.

ويقول شقيقه فواز امطير الذي يقود فريق الجحافل الفلسطيني، إن "أبو الصامد" لم يعرف طعما للراحة أو الاستقرار الشخصي أو الاجتماعي منذ الانتفاضة الكبرى عام 1987، وحتى الآن، فهو الذي كان وما زال يردد شعار "لا صوت يعلو فوق صوت فلسطين وعاصمتها القدس"، وهذا أمر طبيعي بالنسبة للاجئ اقتلعت جذور عائلته من قريتها الأصلية بير اماعين ورمي بها في المخيمات والمنافي والشتات، وهذا حال معظم أبناء المخيماتت الذين يحملون القضية الفلسطينية على كواهلهم ويواصلون درب الشهداء من اجل بلوغ الحرية والاستقلال.

ويضيف "اأو فايز" وهو الرجل الذي يشق الجبال بالمركبات الثقيلة مع فريق الجحافل الفلسطيني للتعرف على جغرافيا البلاد المسلوبة،في حديث ل"ے" دوت كوم، جاء عبر المكتب الاعلامي للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس،أن أخيه اعتقل عند الاحتلال ما يبلغ نحو عشر سنوات من بينها فترات اعتقال اداري وقد خبر السجون وهو في سن مبكرة وهاهو يعود اليها وهو في بداية الخمسينيات من عمره مع ابنه البكر "صامد" الذي يبلغ من العمر (21 عامًا)، مشيرًا إلى أنهم يجهلون ما هي أسباب اعتقاله الذي جرى تمديده لما يزيد على الأسبوع خلال الأيام الماضية تمهيدا لمحاكمته أو اطلاق سراحه.

ويتابع امطير، أن رائد يتولى الآن مسؤولية أمانة سر اللجنة الشعبية للخدمات في مخيم قلنديا، وذلك نتيجة انتخابات جرت مؤخرا حصل فيها على أعلى الأصوات، مع العلم أنه يعتبر من الكادر التنظيمي المتقدم للصفوف القيادية ومن الأصوات المنادية للوحدة الوطنية وانهاء الانقسامات والانشقاقات التي لا تخدم الا العدو المشترك لنا جميعا وهو الاحتلال.

ومن هنا جاءت المحبة الكبيرة التي يحظى بها "أبو الصامد" الذي كما يقول عنه شباب المخيم "يتنفس وحدة وحرية وكبيرياء"، مشيرين إلى أنه في احدى اعتقالاته خضع لتحقيق قاس جدا ولم يعترف على أحد، نافيًا التهم الكبرى التي تم توجيهها إليه، وخرج من السجن منتصرا فحمل على الأكتاف ورفعت الرايات الوطنية وسار به الشبان في الأزقة والشوارع والحارات افتخارا بهذه القامة التي عبرت عن عنفوان أبناء المخيمات ووفائهم وانتمائهم لقضيتهم وعدم تفريطهم بالثوابت.

وكانت عائلة امطير التي ينتمي إليها "أبو الصامد" قد قدمت شهيدين اثنين هما : محمد ومهند امطير، خلال الشهر الأخير من العام الماضي، عندما دهسما مستوطن بشكل متعمد ومع سبق الإصرار والترصد بالقرب من حاجز زعترة العسكري أثناء عودتهما من مدينة نابلس حيث كانا مع اخوانهما الثلاثة يجهزون لعرس احدى صبايا العائلة قريبتهم من الدرجة الإولى، فانقلب الفرح إلى ترح.

ويأمل فواز امطير، أن يتنسم شقيقه "رائد" ونجله "صامد" الذي كانوا يجهزون لحفل خطوبته في هذه الأيام، عبير الحرية وأن لا يتم توجيه تهم لهما أو تحويلهما للاعتقال الإداري، معبرا عن قلقه على صحة شقيقه الذي يعاني من آثار العملية الجراحية التي أجريت له في ركبته بعد اعتداء المستوطنين عليه في يافا، منددًا بالاستهداف المتواصل له والذي يحرمه من الاستقرار مع أسرته النووية وعائلته الممتدة، مطالبًا بتفعيل قضية الأسرى واخراجها من حيز "الموسمية" والابقاء على شعلتها متقدة حتى يتم تحرير جميع الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال، مهنئا في الوقت ذاته عميدي الأسرى كريم وماهر يونس بالحرية آملا أن يعانق كل المعتقلين شمس البلاد في القريب العاجل.