واشنطن – "القدس" دوت كوم- سعيد عريقات -دافع بنيامين نتنياهو ، الذي سيتولى رئاسة وزراء إسرائيل مجددا عما قريب، عن جهوده لتشكيل حكومة مع متطرفين من أقصى اليمين المتطرف، وقال في مقابلة مع برنامج :"النسخة الصباحية لراديو إن.بي.آر (الراديو الوطني الأميركي العام -NPR's Morning Edition )، وقدم دفاعا ممنهجا  عن قراره باحتضان إيتمار بن غفير ، الذي أدين في عام 2007 بدعم جماعة مناهضة للفلسطينيين تصنفها إسرائيل والولايات المتحدة على أنها منظمة إرهابية.

وادعى نتنياهو في المقابلة التي بثت الخميس إن بن غفير "عدل كثيرا من وجهات نظره منذ ذلك الحين" وأنه"مع السلطة تأتي المسؤولية".

يذكر أن أداء حزب نتنياهو كان جيدًا في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة ، مما وضعه في موقع تولي رئاسة الوزارة للمرة الثالثة على الرغم من أنه أطيح به العام الماضي عن طريق تحالف سياسي غير معهود في تاريخ إسرائيل ، وبينما كان يُحاكم بتهم فساد ، وما زالت المحاكمة مستمرة.

ومن أجل الوصول إلى الأغلبية في الكنيست الإسرائيلي المجزأ للغاية ، تحالف نتنياهو الذي يعتبره الإعلام الأميركي أكثر السياسيين الإسرائيليين مكرا وحنكة وماكيفيلي الشخصية (الغاية تبرر الوسيلة) مع عدة أحزاب يمينيه متطرفة.

يذكر أن بن غفير كان قد وصف أعضاء الكنيست العرب بأنهم "طابور خامس" أو عدو في الداخل ، وقال إنه يجب طرد العرب الفلسطينيين الذين يشكلون حوالي 20٪ من سكان إسرائيل ويحملون الجنسية الإسرائيلية من إسرائيل، وفي شهر آب الماضي قال (بن غفير) في مقابلة تلفزيونية إسرائيلية إنه يجب طرد العرب "غير الموالين".

وأصر نتنياهو في المقابلة على أن هذا لم يكن مختلفًا بشكل كبير  عن الحكومة التي حلها ، والتي شملت حزباً إسلامياً.، كون أن "الائتلافات تصنع رفقاء مثيرين للاهتمام" ، مصرا أنه - وليس حلفاؤه - هو صاحب القرار في السياسة و "إن هؤلاء هم الذين ينضمون إلي، وأنا لا أنضم إليهم".

وقال نتنياهو عن شريكه في الائتلاف ايتمار بن غفير في رده على سؤال عن ما هي القيمة التي يضيفها هذا الشخص (بن غفير) المحدد لوظيفة الإشراف على الشرطة: "أولاً وقبل كل شيء ، تم تحديد أهليته من قبل المحكمة العليا. ... ثانيًا ، قام بتعديل الكثير من آرائه منذ ذلك الحين. ويجب أن أقول ذلك ، مع القوة تأتي المسؤولية. ليس دائمًا ، في بعض الأحيان يعمل بالعكس. ... وبالتأكيد فإن التحدث في الحملات السياسية قبل عقد ونصف هو شيء وفي موقع المسؤولية في الحكم هو شيء آخر ، وأنا بالتأكيد سأضمن أن يكون هذا هو الحال".

وحول ما الذي يجعل بن غفير مهمًا كرئيس للشرطة ، (من بين كل الأشياء؟)، قال نتنياههو :" أعتقد أن أحد الأشياء التي رأيناها هو تآكل الأمن الداخلي في إسرائيل. إنها قضية كبيرة ومسألة كبيرة. يجب أن أقول إن حزبه خاض حملته الانتخابية على هذه القضية، وأنا أريد أن أختبر. أعتقد أن بإمكاني تحقيق الأمن للعرب ، المواطنين العرب واليهود ، المواطنين على حد سواء".

وفي رده على سؤال عما إذا كان يقول "إن العرب الإسرائيليين وعرب إسرائيل والمواطنين الفلسطينيين في إسرائيل ، كما يسمي الكثيرون أنفسهم ، يجب أن يكونوا قادرين على الوثوق بهذا الرجل الذي قال إنه يجب طرد العرب؟"، قال نتنياهو :"لا ، لا أعتقد أن أي شخص يجب أن يثق بأي شخص بناءً على وعوده. أعتقد أن ما سيكون الاختبار ليس ما إذا كنت تصدقه أم لا ، ولكن ما إذا كنت ترى نتيجة فعلية".

وفي رده على سؤال يخص رؤيته للطريقة التي سيحصل الفلسطينيون العاديون من خلالها على المساواة السياسية في المستقبل المنظور، قال نتنياهو : " نعم ، صيغتي بسيطة جدًا. ... السلام الوحيد الذي سيصمد هو السلام الذي يمكننا الدفاع عنه. والشيء الذي يمكننا الدفاع عنه هو وضع يمتلك فيه الفلسطينيون كل السلطات ليحكموا أنفسهم ، دون امتلاكهم لأي من القدرات التي تهدد حياتنا ، مما يعني أن الأمن ، في أي ترتيبات سياسية سنمتلكها كلها بشكل واقعي ، ويجب أن تبقى  في يد إسرائيل".

وفي رده على سؤال المذيع ‘ن أن الفلسطينيين بالطبع لن يروا ذلك على أنه مساواة سياسية، قال نتنياهو : " بالطبع ؛ أقولها بصراحة، جو بايدن ، صديق 40 عاما ، عندما كان نائبا للرئيس ، كان في إسرائيل وقال لي: "لكن يا بيبي ، هذه ليست سيادة كاملة". وقلت له ، "أنت على حق ، جو ، ولكن هذا هو الشيء الوحيد (الممكن) الذي سيدوم".

وحول معارضته لجهود الرئيس الأميركي جو بايدن لإعادة الانضمام للاتفاق النووي مع إيران، رد نتنياهو : "كان جو بايدن صديقًا رائعًا ، على الرغم من وجود خلافات بيننا. كان يقول دائما: "بيبي ، أنا أحبك. أنا لا أتفق معك في أي شيء". هذا ليس صحيحا. نحن نتفق على أشياء قليلة. لدي شك الآن أنه بسبب الأحداث الجارية ، والأحداث الدراماتيكية في إيران [الاحتجاجات المناهضة للحكومة] وتغيير المواقف الذي حدث عبر الطيف السياسي ، اليسار واليمين في العديد من البلدان ... لدي رأي واضح وشعور بأن المسؤولين اليوم في واشنطن يفهمون أن الطريق الذي يجب أن نقطعه ليس العودة إلى الاتفاقية النووية المعيبة ، ولكن في الواقع ، تبني موقف أكثر حزمًا".