فلسطين

الجمعة 04 نوفمبر 2022 5:50 مساءً - بتوقيت القدس

أهالي جلبون: عمليات الهدم لن تركعنا أو تنال من عزيمتنا وسنبقى صامدون

جنين – "القدس" دوت كوم - علي سمودي – استيقظ أهالي بلدة جلبون شرق جنين، في ساعة مبكرة من صبيحة يوم الأربعاء المنصرم، على صوت هدير الجرافات الإسرائيلية التي قضت مضاجعهم، وهي تقتحم البلدة الحدودية والمقام فوق أراضيها جدار الفصل العنصري بحراسة عدد كبير من دوريات الاحتلال، لتشريد واقتلاع المزيد من العائلات الفلسطينية من منازلها التي هدمتها بذرائع وحجج مفبركة.


وخلال دقائق، حاصرت قوات الاحتلال منزل المواطن خالد أبو الرب، وباشرت بهدمه منزله قيد البناء المكون من طابقين والذي كان يجهزه لزواجه، بعدما أصبح على وشك إنهاء تشطبيه وتجهيزه للسكن.


يقع منزل أبو الرب شرق جلبون، ومنذ تلقيه اخطارًا بالهدم في شهر نيسان عام 2021 ، قدم عدة شكاوي للمطالبة بالغاء القرار، ويقول: "هذه جريمة، والهدم  نكسة كبيرة، فكل ما جمعته في حياتي ولمستقبلي دمره الاحتلال، ولا أدري ماذا سأفعل بعد هدم منزلي"، مشيرًا إلى أنه قدم شكوى لهيئة مقاومة  الجدار  الاستيطان لرفع قضية ضد الاحتلال للتراجع عن هذا الاخطار وعدم الهدم لكن دون جدوى.


ويضيف: "الاحتلال يزعم أن الهدم تم بحجة البناء بدون ترخيص لوقوع منزلي في منطقة (ج)، لكن الاحتلال من عرقلنا ومنع التراخيص بشكل متعمد، لتضييق الخناق علينا ومنعنا من حقنا المشروع في البناء والاستقرار والحياة الآمنة".


دون سابق انذار، ورغم الشكاوي، هدمت الجرافات المنزل وسوته بالأرض، وسط مشاعر الحزن والألم، وقال أبو الرب: "منذ أعوام، وحياتي عمل ومثابرة .. أفنيت عمري بالعمل الصعب والشاق، لجمع تكاليف البناء، وبعد خطبتي وعقد القران، بدأت منذ عام ونصف بناء منزلي الشخصي، وبعدما أنجزت عملية تشطيب المنزل، باشرت بالتجهيز لعرسي، وفوجئت بالهدم التعسفي والظالم، فقد خسرت  تعب وشقي عمري وبدد الاحتلال فرحتي وحول حياتي لحزن وألم".


ويتابع: "هذه الممارسات، تندرج ضمن سياسات الاحتلال الذي يسعى لترحيل شعبنا واقتلاعنا، لكن رغم الهدم سنبقى ولن نرحل".


الهجمة الجديدة ..


الهجمة الجديدة بحق أهالي بلدة جلبون بدأت منذ تاريخ 21-6-2022، عندما اقتحمت قوات الاحتلال القرية ووزعت اخطارات هدم ووقف بناء بحق 9 مواطنين في القرية التي تعاني بشكل كبير بسبب جدار الفصل العنصري الذي يحاصرها ويحيطها من 3 جهات، ويقول رئيس الجمعية الخيرية في القرية علي أبو الرب: "الاحتلال يستهدف قريتنا منذ النكبة حتى اليوم بسبب موقعها الاستراتيجي على خطوط الهدنة وامتداد أراضيها في المناطق والأراضي التي احتلت منذ نكبة عام 1948".


الاستهداف التاريخي ..


منذ بدايات الاحتلال، لم يتوقف عن استهداف المنطقة، ويوضح أبو الرب، أن مساحة أراضي جلبون كانت أكثر من 36 ألف دونم، تمتد في مناطق  بيسان بالداخل وطوباس في الأغوار، وقد تعرضت للاستهداف المستمر، وصادر منها الاحتلال مايقارب 30 ألف دونم مزروعة بأشجار الزيتون، ولازال كبار السن في القرية يتذكرون ويسترجعون فاكهة الرمان والتين والصبر والزيتون واللوز الذي كانت تحمله تلك الأشجار، مشيرًا إلى أن جميع الأراضي المصادرة كان يملك أصحابها أوراق طابو ثبوتية رسمية، ورغم ذلك استهدفها وسرقها الاحتلال، الذي لم يكتفي بذلك، فبعد نكسة حزيران عام 1967، صادر المزيد من الأراضي التي أقيمت عليها المستوطنات التي تحاصر القرية حاليًا.


حصار المستوطنات ..


منذ سنوات طويلة، يعاني سكان جلبون من ممارسات الاحتلال والمستوطنين، فالقرية محاصرة بمستعمرات ميراف ومعالي جلبوع ويشوع، وأقام الاحتلال فيها مناطق صناعية أيضًا، ويذكر  أبو الرب أن هذه المستوطنات المقامة على أراضي القرية، ولها تأثيرات كبيرة وتسبب مضايقات كثيرة على المواطنين الذين يتعرضون للاعتداءات والتنكيل، إضافة لتحويل  المياه العادمة في أراضي القرية مما يسبب تلف المزروعات وانتشار الأمراض والحشرات بشكل كبير مما يؤثر على البيئة بشكل عام.


وفرض الاحتلال قيودًا على حياة وتحركات المواطنين والمزارعين، خاصة بعد بناء جدار الفصل العنصري داخل حدود جلبون، مما أدى كما يبين أبو الرب، لعزل مساحات واسعة من الأراضي خلف الجدار، وأصبح أصحابها ممنوعين من الوصول إليها، فالاحتلال لا يكتفي بنشر الأبقار لتدمير الأشجار وضخ مياه مجاري المستوطنين في الأراضي، بل ويتعمد المماطلة في اصدار التصاريح للمزارعين حتى في موسم الزيتون، حتى تصبح مهملة ويسهل مصادرتها وسرقتها.


رقابة وقيود..


في نفس الوقت فرض الاحتلال رقابة صارمة من خلال المستوطنات على حياة أهالي القرية التي تتعرض للحملات المستمرة، من مداهمات وحصار وقيود على الزراعة والبناء، كان آخرها الهجمة والحملة الجديدة قبل عدة شهور، وبحسب رئيس المجلس، كافة المناطق القريبة من الجدار والمصنفة (ج)، مراقبة من الاحتلال الذي حاول منع التوسع والتمدد السكاني فيها، ويرفض إصدار تراخيص بشكل متعمد، بينما تتوسع المستوطنات والمناطق والمصانع الإسرائيلية المقامة فيها، وقد اقتحم الاحتلال وطواقم الإدارة المدنية فيها، المنازل قيد البناء والاعمار في المنطقة الشرقية والمصنفة أراضيها (ج)، ووزعوا اخطارات على أصحاب المنازل لهدمها فورًا.


المواطن محمد محمو أبو الرب (60 عامًا)، يشكل نموذجًا لما تعرض له المواطنين من استهداف وقرارات جائرة، فالمسن الذي يعيل أسرة مكونة من 9 أفراد، وتقاعد بعد سنوات طويلة من الخدمة كمعلم في التربية والتعليم، باشر منذ عام ونصف، ببناء منزل لأسرته.


ويقول أبو الرب: "بدأت ببناء طابق واحد مساحته 240 مترًا، لنعيش وأسرتي حياة مستقرة تحت سقف واحد، لكن الاحتلال نغص علينا فرحتنا ونحن ما زلنا في قيد البناء، وأصدر قرار بوقف العمل والبناء الذي شمل عدة مواطنين، ما زالت منازلهم قيد الإنشاء، وما زلنا نتابع الشكوى لدى الارتباط الفلسطيني لمنع الهدم وتشريدنا .. هناك منازل تلقى أصحابها اخطار بالهدم رغم أنها مبينة ومسكونة منذ 30 عامًا، وبعد هذه السنوات قرر الاحتلال فجأة هدمها في عودة لسياسات العقاب الجماعي والاقتلاع والتشريد التي مارسها عقب النكسة وطوال السنوات الأولى من الاحتلال".


واعتبر هذا الإجراء استمرار لفرض الاحتلال المصادرة التدريجية للمنطقة الحدودية، وللتضييق على الناس ومنع الأهالي من التوسع  كرسالة انذار وتهديد لباقي الأهالي لمنعهم من اعمار وبناء بيوت جديدة والاستقرار بحياتهم، وأضاف "أوراقنا جاهزة، ومستعدون للترخيص، لكن الاحتلال هو العائق لأنه يريد تضييق الخناق علينا، ومنعنا من ممارسة حياتنا بشكل طبيعي".


صور أخرى ..


في هذه العملية هدم الاحتلال منزل الشاب  أمير محمد أبو سيف (30 عامًا) والذي بلغت خسارته 130 ألف شيكل، ويقول: "منذ 7 سنوات أكملت بناء منزلنا الذي أعيش فيه مع عائلتي المكونة من 4 أفراد، وهو يشكل كل ذكريات حياتي وطفولة أولادي، دفعت كل تعب عمري، لنسكنه ونعيش حياة كريمة، لكن الاحتلال هدمه بشكل كامل".


ويضيف: "حوالي الساعة الثامنة صباحًا، استيقظنا على الجرافات والدوريات تحاصر منزلنا، ارغمونا على الخروج منه، وخلال ثوان معدودة هدموه وخسرت كل شيء لأن الاحتلال يلاحقنا ويحاصرنا في لقمة عيشنا ومنازلنا .. هذه الممارسات التعسفية لن تنال من عزيمتنا، وسنبقى نتمسك بصبر وعزيمة لثقتنا الكاملو أن الله معنا، فالحمد لله وما هدموه سنعيد بناءه".

دلالات

شارك برأيك

أهالي جلبون: عمليات الهدم لن تركعنا أو تنال من عزيمتنا وسنبقى صامدون

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الإثنين 06 مايو 2024 10:33 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 220)

القدس حالة الطقس