Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الجمعة 04 نوفمبر 2022 4:16 مساءً - بتوقيت القدس

الحصار الحقيقي لنابلس يتجلى بممارسات وعربدة المستوطنين

نابلس –  "القدس" دوت كوم - تقرير: عماد سعادة - تحاول نابلس لعق جراحها ولملمة أشيائها وتفاصيلها وإعادة عجلة الحياة إلى الدوران، بعد انتهاء أكثر من ثلاثة أسابيع عجاف، قضتها تحت حصار شامل جائر وظالم، فرضه الاحتلال الإسرائيلي محاولاً الاستفراد بها وخنقها اقتصاديًا وتجاريًا واجتماعيًا، وتركيع أهلها وكسر إرادتهم.


صبيحة الخميس، ( تشرين ثاني الحال)، أعادت قوات الاحتلال فتح الحواجز العسكرية والطرقات المغلقة حول المدينة من كافة الاتجاهات، مع بقاء الجنود عندها وحولها على أهبة الاستعداد.


وكان جيش الاحتلال قد أغلق هذه الحواجز والطرقات وبدأ بفرض حصار شامل على مدينة نابلس في الثاني عشر من تشرين أول (أكتوبر) الماضي، وذلك بعد يوم واحد من مقتل أحد جنوده برصاص مسلحين فلسطينيين بالقرب من مستوطنة "شافي شمرون" المقامة فوق أراضي المواطنين المصادرة من قرى وبلدات شمال غرب نابلس، وتبنت العملية آنذاك مجموعة "عرين الأسود" ومقرها بلدة نابلس القديمة.


ووقعت خلال فترة حصار نابلس أحداث ساخنة داخل المدينة، ارتقى خلالها ثمانية شهداء؛ ففي الثالث والعشرين من تشرين أول الماضي اغتالت قوات الاحتلال القائد البارز في مجموعة "عرين الأسود" تامر كيلاني، بواسطة تفجير دراجة نارية مفخخة، وفي فجر الخامس والعشرين من ذات الشهر، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة نابلس القديمة، واغتالت القائد البارز في المجموعة وديع الحوح، واستشهد في ذات العملية أيضًا أربعة آخرون وهم: علي عنتر، وحمدي شرف، وحمدي قيِّم ومشعل بغدادي.


وفجر الثامن والعشرين من تشرين ثاني الماضي أيضًا استشهد المواطنان عماد أبو رشيد ورمزي زَبَارَة وهما من مخيم عسكر القديم شرق مدينة نابلس جرّاء اطلاق جنود الاحتلال النار نحوهم عند حاجز حوارة العسكري جنوب نابلس.


الاحتلال ادعى أن رفع الحصار جاء على خلفية تحسن الوضع الأمني، غامزًا من قناة مجموعة "عرين الأسود" التي استشهد أو جرح أو اعتقل عدد من قادتها وعناصرها، وسلم آخرون انفسهم للسلطة الفلسطينية، بينما تتم ملاحقة الاخرين.


 وذريعة تحسن الوضع الأمني، هذه لم تكن مقنعة للكثيرين، ورأى مراقبون أن رفع الحصار عن نابلس جاء متزامنًا مع انتهاء انتخابات الكنيست الإسرائيلي، ما يعني أن الحملة الشعواء التي استهدفت نابلس جاءت في إطار الدعاية الانتخابية بين التكتلات الحزبية لدى الاحتلال، ومحاولة ارضاء المستوطنين وكسب أصواتهم الانتخابية.


هناك من رأى أن فتح الحواجز قد استبق بساعات قليلة وبشكل مقصود وصول رئيس الوزراء محمد اشتية إلى نابلس برفقة 30 دبلوماسيًا من مختلف دول العالم للإطلاع على معاناة أهل المدينة جرّاء الحصار، وبالتالي فقد أراد الاحتلال، المعروف بخبثه، قلب الحقائق أمام هؤلاء الدبلوماسيين والايحاء لهم بأن الادعاءات الفلسطينية بشأن الحصار المفروض على نابلس عارية عن الصحة.


ولكن هذا الاحتمال أيضًا لم يقنع الكثيرين؛ وفي هذا الاطار تساءل المواطن جميل الحسن (62 عامًا): "منذ متى يقيم الاحتلال وزنًا للمجتمع الدولي أو يهتم بشأنه؟!".


وفي السياق، قال المواطن صلاح غالب (42 عامًا): "هذا المجتمع الدولي الذي حضر سفراؤه إلى نابلس اليوم، هو ذات المجتمع الذي شجع إسرائيل على تماديها عبر سكوته عن جرائمها، وتصفيقه لها أحيانًا، والتصويت لصالحها في المنابر الدولية، حتى أن بعض الدول التي شارك ممثلوها في الوفد الدبلوماسي الذي وصل نابلس لا تعترف أصلاً بدولة فلسطين، في حين أنها كانت سباقة للاعتراف بإسرائيل، ثم تأتي وتدعي نفاقًا أنها مع حل الدولتين".


وعبر آخرون بمن فيهم نائب قائد حركة "فتح" وابن مدينة نابلس، محمود العالول، عن تخوفاتهم من أن يكون رفع الحصار مجرد اجراء مؤقت، وقال أمام الدبلوماسيين الذين زاروا المدينة أمس الخميس: "نأمل أن يكون رفع الحصار دائمًا وليس مجرد اجراء مؤقت لوجودكم هنا اليوم".


ويبدي أهالي المدينة تخوفهم الفعلي من اقدام الاحتلال على إعادة محاصرة نابلس في حال وقوع أي حدث أمني او فعل مقاوم.


وقال السائق محمد القاسم (39عامًا): "لقد فتحوا حاجز حوارة، جنوب نابلس ولكنهم لم يزيلوه، فالحاجز ظل موجودًا بآلياته وجنوده وأبراجه، ويمكن لجيش الاحتلال أن يعيد تفعيلة وإغلاقه في غضون دقائق".


وما قاله السائق القاسم، لم يجاف الحقيقة، فما هي إلا ساعات حتى أعادت قوات الاحتلال مساء الخميس اغلاق حاجز حوارة في كلا الاتجاهين بهدف توفير الحماية لمئات المستوطنين الذي كانوا يعربدون على مقربة من الحاجز.


مواطنون آخرون قالوا بأن الحصار الحقيقي اليوم لا يتمثل باغلاق الحواجز العسكرية وبعض الطرقات هنا وهناك من قبل جيش الاحتلال، فهذه معيقات يمكن تجاوزها وشعبنا يمتلك صبرًا وجلدًا وكذلك خبرة واسعة في مواجهة هكذا مسائل، ولكن الحصار الحقيقي اليوم ناجم عن ممارسات قطعان المستوطنين المتطرفين الذين أصبحوا ينتشرون على شكل مليشيات إرهابية تقتل وتعربد وتقتل وتسرق وتحرق وتؤذي الناس والممتلكات على طول الضفة الغربية وعرضها.


وفي هذا الشأن فقد حذّر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تقرير له، من خطورة تحضيرات المستوطنين لتشكيل ميليشيات مسلحة، وطلبهم من جيش الاحتلال تزويدهم ببنادق بعيدة المدى.


وأوضح أن المستوطنين شرعوا منذ بضعة أشهر بتشكيل مليشيا مسلحة تحت مسمى "الحرس المدني" للقيام بما أسموه عمليات تمشيط ليلية لمساعدة جيش الاحتلال في التصدي للفلسطينيين، وبشكل خاص على الطريق الذي يمر ببلدة حوارة، جنوب نابلس.


وفي تقديرات المكتب الوطني فان "الحرس المدني" هذا يعمل تحت سمع وبصر جيش الاحتلال وبرعايته الكاملة، وهو في واقع الأمر ميليشيا مسلحة نواتها الأولى انطلقت من مستوطنة "يتسهار" إلى الجنوب من نابلس، وبدأت تتمدد مستخدمة أسلحة المستوطنين الشخصية المرخصة من الإدارة المدنية، وهذه الميليشيا لا تدعي أنها بديل للجيش، بل أحد أذرعه ولكن في زي مدني وتتولى تسيير دوريات ليلية على الطرق لمساعدة الجيش في مهامه.


ومؤخرًا طالب المستوطنون في الضفة الغربية المحتلة جيش الاحتلال بتسليحهم ببنادق رشاشة بعيدة المدى، وعدم الاكتفاء بالمسدسات الخاصة، ويدعي المستوطنون أن المسدسات الخاصة غير كافية للدفاع عن النفس. 


وتأتي مطالب المستوطنين في الوقت الذي يكثفون فيه من اعتداءاتهم اليومية على الفلسطينيين في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة، سواء على محاور الطرق، أو في كروم الزيتون، حيث يقومون يوميًا بالاعتداء على قاطفي الزيتون عبر مجموعات منظمة ترافقها عادة قوات من الجيش، بزعم أن الأخيرة تأتي لمنع مواجهات مع الفلسطينيين، إلا أنها توفر لهم الحماية ويشارك عناصرها كما بينت تقارير مختلفة في تنفيذ الاعتداءات على الفلسطينيين.

دلالات

شارك برأيك

الحصار الحقيقي لنابلس يتجلى بممارسات وعربدة المستوطنين

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.12

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 140)