حديث القدس
قتلت قوات الاحتلال صباح امس شابين عند بلدة حوارة في محافظة نابلس، وقد بلغ عدد الشهداء خلال اسبوع واحد عشرة، وفي الوقت نفسه فان الاعتقالات واوامر الهدم في القدس لا تتوقف، كذلك هي حال البناء الاستيطاني ومصادرة الارض وتهجير المواطنين في كل انحاء الضفة والقدس بصورة خاصة.

وتؤكد صحيفة «نيويورك تايمز» ان الاحتلال اغلق منذ بداية الشهر الحالي او قيد الوصول الى تسعة طرق رئيسية بالضفة في مسعاه لخنق حركة المواطنين والتضييق عليهم، والامثلة كثيرة ومستمرة بدون رقيب او حسيب فعلي، وحين اصدرت منظمة حقوق الانسان الدولية تقريرا ينتقد الاجراءات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة، سارعت الحكومة الاسرائيلية الى انتقاد رئيسة هذه المنظمة ووصفتها باللاسامية، وهذا موقف سخيف ويثير السخرية لأن هذه المنظمة تابعة للأمم المتحدة ، مما يعني ان حكومة الاحتلال ترى ان اكبر منظمة دولية رسمية هي لا سامية وهذا منطق اعوج واعمى ولا يقبل به احد، ولكن سياسة الغطرسة الاسرائيلية وجنون القوة والنفوذ لا تعرف منطقا ولا قوانين ولا تفهم الا لغة القوة.

لقد اظهر استطلاع للرأي جرى قبل ايام قليلة ان 57٪ من اليهود غير متفائلين بمستقبل الامن القومي لاسرائيل ولا يثقون بنتائج انتخابات الكنيست التي ستجري يوم الثلاثاء القادم، وهم يعتقدون ان المستقبل غير ايجابي على المديين المتوسط او البعيد.

لقد تحدث كثيرون من المفكرين والقياديين السياسيين من اليهود وغيرهم، ان الوجود الفلسطيني والاعداد المتزايدة والتمسك بالحقوق والارض، كلها وقائع تستوجب من اسرائيل اعادة النظر في سياساتها والعمل على القبول بالمطالب الوطنية الفلسطينية حتى يتحقق السلام والعدل وتتم اقامة دولتين اسرائيلية وفلسطينية وينتهي هذا الاحتلال الظالم الذي لن يقود الشرق الاوسط عموما، ومنطقتنا خصوصا، الا الى المزيد من اسالة الدماء والتوتر والحروب سواء اطال الزمن او قصر، فهل يدركون ذلك ام انهم في سبات الغطرسة غارقون؟!.