أقلام وأراء
الأحد 16 أكتوبر 2022 11:23 صباحًا - بتوقيت القدس
حوار البنادق والحجارة والاطارات المشتعلة بعيدا ً عن حوار الصالونات
بقلم: زياد أبو زياد
رغم المكانة الخاصة التي تحظى بها الجزائر لدى الشعب الفلسطيني بسبب دعمها المطلق له ولقضيته على الصعيدين الرسمي والشعبي إلا أن الإعلان عن استضافة الجزائر لحوار جديد في مسلسل لقاءات المصالحة لم يحظ باهتمام جدي من قبل الراي العام الفلسطيني، وحتى الذين اهتموا بهذا اللقاء انقسموا الى فئتين: الأولى مشفقة على الجزائر الشقيقة من خيبة الأمل لاعتقادها بأن هذا اللقاء سيفشل كما فشلت اللقاءات التي سبقته، لأسباب مزمنة يعرفها الجميع، وسيتسبب بحرج للجزائر العزيزة على قلب كل فلسطيني، والفئة الثانية التي تبنت موقفا ً ساخرا ً من أطراف المصالحة وعبرت عن أسفها لإضاعة الوقت واهدار المصادر المالية التي سيكلفها هذا اللقاء باعتباره، حسب رأيها، محطة استجمام في مسلسل لقاءات المصالحة التي تحولت الى أشبه ما تكون بالجولات السياحية.
ولا يميل المراقب الى توجيه أي لوم سواء لأولئك المتعاطفين مع الجزائر الخائفين عليها من الحرج والفشل أو أولئك الذين سخروا ويسخرون من أطراف الحوار والمصالحة. فهذا هو اللقاء العاشر في سلسلة تلك اللقاءات التي كانت مكة والقاهرة والدوحة وموسكو وبيروت والجزائر بعض محطاتها وكانت كلها عقيمة دون جدوى.
وفي رأيي المتواضع فإن موضوع المصالحة لم يعد موضوعا لأي نقاش عملي لأنه غير وارد في حسابات أي من فتح وحماس بعد أن تبلور واقع جديد على الأرض لا يستطيع أي منهما التحرر منه أو التخلي عنه سواء كتنظيمات أو كأفراد ذوي مصالح متنفذين في كلاهما ومستفيدين من هذا الوضع، بينما أصبح الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية رهينة في يد الحركتين.
وانطلاقا ً من هذا الفهم فإن أي توجه للتقريب بين الطرفين يجب أن يبحث عن بدايات جديدة ومنطلقات جديدة تنطلق من حيث يقف كل منهما اليوم وليس من حيث كانا معا قبل عقد ونصف من الزمن، آخذا بالاعتبار كل المستجدات الداخلية والإقليمية والدولية.
فالذي يحدث على الأرض يثبت بأن الشرخ لم يعد بين فتح وحماس وانما أصبح بين الشعب من جهة وكلتا الحركتين مجتمعتين من جهة أخرى، إضافة الى أن هناك فجوة تتسع بين الناس والقيادات السياسية بشكل عام لأن بعضا ً من هذه القيادات لم تعد لها أية صلة مع القاعدة الشعبية ولا وجود في الميدان بل تقتات من أمجاد وتاريخ "نضالي" عفا عليه الزمن.
وعليه فإن أحدا ً يجب ألا يفاجأ اذا خبا وميض لقاء الجزائر تدريجيا ً رغم كل محاولات الإنعاش. فالذي يجري على الأرض هو أقوى وأكبر من كل لقاءات وبهلوانيات ذوي الياقات البيضاء والضحكات البلهاء.
وإذا لم ينجح حوار الجزائر في استقطاب الاهتمام فذلك لأن الحوار الحقيقي الذي استقطب اهتمام الناس ومتابعتهم هو حوار البنادق والأيدي والحجارة والاطارات المشتعلة الذي احتل مساحة واسعة من خريطة الوطن والذي بعث بأقوى الرسائل للطرف الآخر بأنه وبعد أكثر من نصف قرن ونصف عقد من الزمن فإن شعبنا لن يرضخ ولن يستسلم وأنه عازم دون كلل أو ملل على مواصلة نضاله من أجل انهاء الاحتلال والعيش بحرية وكرامة على ترابه الوطني.
رسالة الأيام والأسابيع الأخيرة هي رسالة متعددة الأبعاد، أول بعد ٍ لها هو سقوط ورقة الأطر والتنظيمات التقليدية التي آوت الى المقاعد الوثيرة واسترخت عليها واستحوذ عليها النعاس، والبعد الثاني هو علو ورقة الرفض للاحتلال ولكل مفرزاته والإصرار على مواصلة الطريق الكفاحي لنيل الحق، والبعد الثالث لهذه الرسالة هو أن معركتنا ومواجهتنا ليست مع الاحتلال العسكري الإسرائيلي فحسب وإنما هي أيضا ً مع مستوطنيه الذين هم جزء مكمل ٌ لهذا الاحتلال وخاصة الأجيال التي ولدت منهم فوق أرضنا المحتلة والتي تشبعت بثقافة العنف والإرهاب ضدنا واهمة بأن ذلك يمكن أن ينتزعنا منها ويلقي بنا في متاهات التغريب، والتي شاهدناها في شوارع حوارة قبل أيام وفي حي الشيخ جراح بالقدس أول من أمس والتي ستكون لنا معها صولات وجولات قادمة هي أشبه بالحرب الأهلية كما كان مع المستوطنين الفرنسيين بالجزائر، وهي التي ستحسم أمر المواجهة مع الاحتلال الى أن يرحل ومعه مستوطنوه تماما ً كما كان وكما صار في الجزائر. والبعد الرابع لهذه الرسالة، والتي كانت القدس جزءا ً أساسيا ً من قلبها النابض، هي أن هناك معطيات جديدة هي أشبه بمخاض ٍ جديد لجيل ٍ ووعي ٍ جديد، وأن هذا المخاض قادم من صلب الشرعية الشعبية وأن على من كانوا في يوم من الأيام حيث تقف براعم هذا المخاض أن تبادر للبحث عن القواسم المشتركة معهم وأن تحتضنهم لكيلا تضيع البوصلة أو يتشوش التفكير على أحد. فالهدف واحد وهو الحرية وانهاء الاحتلال، والوصول الى هذا الهدف يقتضي وحدة الصف والهدف ونبذ المحبطين والمشككين والمعوقين والذين تسرعوا في التهافت على التقاط فتات الغنائم واهمين أن المعركة قد انتهت، وما أحوجنا الى التلاحم بين حكمة وخبرة التجربة من جهة وهمة الشباب وعنفوانهم من الجهة الأخرى.
إن أحق الناس وأولاهم بالتقاط هذه الرسائل ووعيها جيدا ً هم أولئك الذين يتزاحمون في كل مرة على شبابيك تذاكر السفر الى جولات الحوار والذين لا يرون فيها إلا فرصا للاستجمام والتنزه، لعل بعضهم يُحسن التقاط الحكمة والعبرة.
دلالات
بسمة قبل حوالي 2 سنة
للأسف واقع مرير لا يبشر بأي افق لأي حل في المستقبل
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي
السيسي: السلام العادل والمستدام هو خيار استراتيجي لمصر
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%52
%48
(مجموع المصوتين 92)
شارك برأيك
حوار البنادق والحجارة والاطارات المشتعلة بعيدا ً عن حوار الصالونات