أقلام وأراء
الثّلاثاء 09 أغسطس 2022 10:36 صباحًا - بتوقيت القدس
عدوان جديد وفشل آخر لوهم كي الوعي
بقلم: جمال زقوط
ماذا نكتب، وعن ماذا نكتب؟ فهذا المشهد، مشهد الدمار والقتل والموت وعدَّ الضحايا الشهداء منهم والجرحى، عشرين أو مئتين أو ألفين فهم في نظر النفاق الدولي مجرد رقم بات متكرراً لمشهد الإيغال في دمنا.
بماذا نُدَبِّج مقالاتنا؟ بمشهد قيادة تعيش ملهاة الصراع على مستقبلٍ تعبثُ به حد الانهيار، ولا تملك من أمرها شيئاً كي تحتفظ بكرسيِّها سوى كلمات باهتة ومكررة، ثم تذهب لمتابعة الأخبار بقلقٍ ، ليس على المستقبل أو الضحايا، بل،على خيبتها وتراجع شعبيتها وفقدان أهليتها. هذا المشهد ومتفرعاته الإنسانية المؤلمة هو مشهد متجدد. فقد شهدت غزة منذ انقلاب وانقسام حكامها خمسة حروب عدوانية، وهذه هي السادسة. فعن ماذا نكتب؟ عن المشهد الاسرائيلي وأحزابه المتصارعة على دم الفلسطيني، لتحصد من أرواحنا أصواتاً ومقاعد برلمانية في معركتها البائسة، على ديمقراطية وقف مواصلات السبت، أو مزيد من عطاءات الوحدات الاستيطانية فوق صدورنا، ثم تسميها ديمقراطية واحتها المتفردة التي تتباهي بها في هذه المنطقة، وهي مختنقة بدم أهل وأطفال هذه البلاد. فهذا المشهد أيضاً أصبح من يوميات حياتنا التي يتسابق فيها المستوطن "الأكثر تشدداً" في قتل أطفالنا واجتثاث زيتوننا وسرقة مياهنا ومحاولة إلغاء وجودنا، مع المستوطن"الأقل تشدداً" وهو يسوِّق بلغة التزييف والتزوير لما يسمى حق إسرائيل أن تقتل أطفالنا فهذا بالنسبة لهم "دفاع عن النفس" وهي "تحمي أطفالها". فالطفل الفلسطيني الذي هُجِّر أجداده من يافا وحيفا واللد والرملة و اسدود والمجدل وغيرها، سيكون يوماً فدائياً كما كان المسيح يوماً، وتسميه إسرائيل إرهابياً، ولذا فهو لا يستحق الحياة، بينما الطفل الذي ولد أجداده في وارسو وموسكو وكييف وبروكلين وحتى في أثيوبيا، وصادروا من أجل رفاهيته مستقبل أطفال فلسطين، سيكون طياراً حربياً في سلاح جيش إسرائيل الجوي، مكلفاً بحماية نقاء هواء يهودية إسرائيل وأجوائها من الفلسطيني. فهذا المشهد يعيشه مخيم جباليا والشابورة ومعهما مخيم جنين وبلاطة، وعين الحلوة وغيرها من مخيمات اللجوء. وقد دوِّنَ الأدباء والكتاب عن هذه المشاهد روايات وشهادات، وليس فقط مقالات في زمن حكام أمة الضاد الأميين، والذين لا يريدون أن يقرأوا عن ذلك شيئاً.
إذن عن ماذا نكتب اليوم؟ هل نكتب عن حكام غزة الجدد الذين للأسف يتنافسون مع "أخوتهم الأعداء" من حكام الضفة، أيهما الأكثر "عقلانية"وأحقية بعطاء القدرة على الوكالة الأمنية وحدود امتيازها، ودقة الإيفاء بمتطلبات المناقصة؟ أم عن وهم كي الوعي الذي تتوهمه إسرائيل بعد نجاحها في إخراج المهيمنين على "الحكم" وطبقتهما السياسية من "دائرة الصراع"، واستبداله بثمن امتياز الوكالة الأمنية لإدارة "سجن غزة" المحاصر، ونوعية التسهيلات الممنوحة من طعام وشراب و سولار وعدد الزيارات، أو تلك التي تقدمها لحكام الكانتونات قيد الإنشاء.
هذا كله لم يعد يجذب القراء، فقد باتت بالنسبة لهم بضاعة فاسدة وراكدة لا يتداولها أحد . فما الذي يستحق الكتابة والاهتمام ؟! الثابت الوحيد هو الصمود، وكيف أن هذا الشعب كلما أُغرق في دمه كلما أُجبر على جعله زيتاً يعينه على استكشاف الطريق، كي ينهض مجدداً كطائر العنقاء من تحت رماد الموت، ويحمل بإصبعيه المتبقيين في يده الجريحة علامة النصر رمزية أن قضيته حيّة ومستمرة في صعودها ولن تموت، وبهذا فإن إسرائيل العنصرية الهاربة من تاريخها الدموي في كفر قاسم ومخيم رفح والسموع وبحر البقر، تهزم نفسها بسلاح موتنا.
عقلانية حكام غزة "المفاجئة"، والتي تذكرنا بصمتهم أربعين عاماً بعد النكبة، وصمت حكام رام الله الغارقين في سباتهم، لن تكسر إرادة ذلك الشاب في غرفة التحقيق ، وهو يتقن صمتاً مختلفاً، متسلحاً بإغلاق فمه وإشهار عناده حتى لو سقط شهيداً تحت التعذيب أو القصف الهمجي سيَّان. فكلاهما يستهدف إرادته وكي وعيه؛ إلا أن قرار الأجيال الجديدة التي تستولد تجربتها الخاصة "لن يمروا !". فالحرب لم تستهدف فصيلاً بعينه، بقدر ما هي حرب على شعب فلسطين وقضيته ومستقبل وجوده، و لذا فالهزيمة والاستسلام فيها ليس خياراً.
هذا هو المشهد الحقيقي الذي يستحق الكتابة ولا شئ غيره، فهو مخزون ذاكرة الألم والصمود، وحصن القلاع التي لن تنهار . أما السؤال الحقيقي لهذا المشهد، فهو كيف نعيد بناء عناصر القوة التي تُخرجنا من جحيم الحروب والاحتلال والانقسام، وتخرج إسرائيل أيضاً من عنصريتها وهستيريا الفاشية التي تنمو في جنبات احتلالها، وكيف نُمكِّنُ شاباً ناجياً من دمار غزة أو شابة حالمة بالحياة في القدس والناصرة أن يأخذونا إلى بر الحرية والكرامة والأمان .
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع
حديث القدس
اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟
سماح خليفة
حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة
سري القدوة
لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة
راسم عبيدات
حماس بعد السنوار.. هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟
علاء كنعان
ماذا -حقا- يريد نتنياهو..؟
د. أسعد عبد الرحمن
التحول الخليجي والعلاقات مع الأردن
جواد العناني
متى يرضخ نتنياهو؟
حديث القدس
سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة
بهاء رحال
السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024
كريستين حنا نصر
الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين
سري القدوة
المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات
وسام رفيدي
مبادرة مروان المعشر
حمادة فراعنة
سجل الإبادة الجماعية
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة
حديث القدس
المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة
المتوكل طه
عواقب خيارات نوفمبر
جيمس زغبي
النكبة الثانية والتوطين المقبل
سامى مشعشع
They will massacre you
ابراهيم ملحم
شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين
حمادة فراعنة
الأكثر تعليقاً
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
الشيخ: قرارات الكنيسيت لن تغير من حقيقة أن القدس عاصمة أبدية للفلسطينيين
نتنياهو: نريد أن تدفع إيران الثمن وأن نمنعها من التحول لقوة نووية
مازن غنيم يؤدي اليمين القانونية أمام الرئيس سفيرا لدولة فلسطين لدى السعودية
حزب الله يعلن انتخاب نعيم قاسم أمينا عاما خلفا لنصر الله
حظر الكنيست لـ"الأونروا" ... إسرائيل حاكمة الكون انتدبت نفسها لشطب قرارات الأمم المتحدة ومؤسساتها
نتنياهو يخشى كشف مكانه ويسعى لتأجيل محاكمته
الأكثر قراءة
"مجلس الأمن" يطالب بتمكين الأونروا من تنفيذ مهامها ويحذر من المساس بها
"المعابر والحدود": السماح بإدخال زيت الزيتون إلى الأردن بواقع 16 لترا لكل عائلة
نتنياهو: نريد أن تدفع إيران الثمن وأن نمنعها من التحول لقوة نووية
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
عملية دعس وإطلاق نار في القدس المحتلة
السعودية تستضيف أول اجتماع رفيع المستوى لـ"تحالف حل الدولتين" الأربعاء المقبل
إسرائيل تتحدى الكون.. اغتيال حاملة الأختام
أسعار العملات
الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.72
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 4.06
شراء 4.04
هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟
%20
%80
(مجموع المصوتين 523)
شارك برأيك
عدوان جديد وفشل آخر لوهم كي الوعي