Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 06 أغسطس 2022 10:48 صباحًا - بتوقيت القدس

انتهى التوجيهي و"السباك" الذي كان طبيبا

بقلم : حمدي فراج
انتهى"التوجيهي"بخيره وشره، وما صاحبه من احتفالات ومفرقعات، لتبدأ "معركة" الجامعات والتخصصات والتكاليف. وما يلفت النظر ان ظاهرة إقحام الاباء انفسهم في مادة تخصص ابنائهم، ما زالت شائعة، أما بناتهم، "فمصيرهن للبيت والزواج" حتى حين يحصلن على علامات بارزة. وما زالت مادة "الطب" هي المحبذة لدى معظم الاباء، أغنياء وفقراء على حد سواء، الاب الغني يريد ان يقال عنه "أبو الدكتور"، والفقير يريد ان يخلصه الطب من فقره وعوزه ، ويصبح لديه ما لدى باقي الاطباء من منزل وربما عمارة وسيارة وباقي الاحتياجات والامتيازات، في غمرة برهة قصيرة ، والكل يعرف ان ليست هذه هي رسالة الطب.
ما لا يعرفه هؤلاء الآباء، الذين يحشرون انفسهم في خيارات تخصص ابنائهم، هو ان أمور الطب لم تعد عليه الحال كما قبل خمسين سنة ، وأن عياداتهم اصبحت أكثر من المطاعم ، وأن الاقبال عليها اصبح امرا مدروسا بشيء من الدقة، له علاقة بالتخصص ومكان التخصص وسنة التخرج وسعر الكشفية، ولهذا يؤثر الكثيرون على عدم الاكتفاء بالشهادة الاولى التي تمتد الى سبع سنوات، يتبعها اربع او خمس سنوات أخرى ، ناهيك عن المزاولة في احدى المستشفيات .
وما لا يعرفه هؤلاء الاباء، ان عددا لا بأس به من مفكري العالم، قد بدأوا يتنبأون و يتوقعون بنهاية الطب خلال عقد واحد من الزمن ، ولن يتبقى منه سوى تقنياته التي تتطلب التدخلات الجراحية المباشرة ، وإذا امعنا النظر للتدقيق بين طب اليوم وطب قبل خمسين سنة، فإننا نجد أنفسنا امام طب جديد بالمطلق ، سواء في التشخيص اوفي العلاج ؛ لا أحد اليوم من الاطباء يحمل السماعة في أذنيه ، ولا أحد يدق على صدر المريض او ظهره بيده ويطلب منه ان يقول "آه" .
لقد وصل "التنبؤ" بالفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي -رحل عام 2006- بإختفاء الكتاب والدفتر والقلم والحقيبة المدرسية، بل بالمدرسة نفسها، وقد بدأنا نلحظ ذلك ، خاصة في وقت الكورونا، حيث التعلم عن بعد، وجامعاتنا عندما شهدت الخلافات الاخيرة بين مكوناتها المختلفة ، او ما سمي بالتعلم الافتراضي ، ولو كان هناك وزير تعليم او فيلسوف فرنسي او روسي او عربي، لسارع في إعلان وفاة المدرسة، لطالما انه بالامكان الاستغناء عنها ببديل مريح للطالب وللمدرس ويوفر هذا البديل نفقات مهولة تبدأ بالمواصلات ولا تنتهي بمرتبات المعلمين ورسوم المدرسة .
تقول الطرفة ان طبيبا انجليزيا تعطلت عنده حنفية الماء، فاتصل بالسباك الذي اصلح الخلل خلال عشر دقائق وطلب أجرته مئة جنيه ، فاحتد الطبيب قائلا له انه دكتور ولا يتقاضى هذا المبلغ في عشر دقائق ، فرد عليه السباك باسما : أنا كنت طبيبا و توقفت عن ذلك .

دلالات

شارك برأيك

انتهى التوجيهي و"السباك" الذي كان طبيبا

المزيد في أقلام وأراء

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)