حديث القدس

تقوم المستشفيات بالقدس الشرقية بدور اساسي لتقديم الخدمات الطبية اللازمة للفلسطينيين القادمين من الضفة الغربية او غزة ، ومؤخرا قدم الاتحاد الاوروبي وفنلندا وايطاليا دعما ماليا ايجابيا لهذه المستشفيات وذلك لتعزيز دورها في تقديم ما يلزم وما يجب من خدمات اولا ، ولتثبيت وجودها وبقائها اساسا من ناحية ثانية.

ان تكاليف العلاج في اسرائيل مرتفعة للغاية خاصة لغير المشتركين في التأمين الصحي، والفلسطينيون بالضفة وغزة ، غير مؤمنين بالشكل الاسرائيلي ولهذا فإن تقديم الخدمات لهم من خلال المستشفيات العربية بالقدس الشرقية يشكل خدمة كبيرة . وتبقى ملاحظة في هذا المجال وهي ان على مستشفيات القدس الشرقية ان تأخذ بالاعتبار وبشكل جدي وعميق ، الاوضاع المادية للقادمين اليها من الضفة وغزة ، وان تكون تكاليف الخدمة فيها مناسبة حتى مع اشكال التأمين الصحي بالضفة وغزة كيفما وجد ، لأن خدمة المواطن تظل بالدرجة الاولى هي النقطة الاهم والاكثر مسؤولية.

حتى العلم الفلسطيني يخيفهم

من المعروف والواضح للجميع تماما ، ان مجرد الوجود الفلسطيني يخيف اليهود الاسرائيليين ، وهم يحاولون بكل الطرق والوسائل تقليص هذا الوجود وتحجيم دوره سواء في داخل حدود ١٩٤٨ او حتى بالضفة والقدس الشرقية ، لأنهم يرون في هذا الوجود ضربا لكل احلامهم وتطلعاتهم التوسعية ، وكما نلاحظ فإنهم يضمون اليهم المناطق قليلة السكان، كما يحدث في الاغوار ، ويسعون الى تهجير الفلسطينيين او الضغط عليهم اينما وجدوا.

وفي استطلاع للرأي قامت به منظمة العفو الدولية «أمنستي » في اسرائيل يبدو ان اغلبية من اليهود ترى حتى مجرد رفع العلم الفلسطيني في داخل اسرائيل يمكن ان يشكل تهديدا لهم، لأنه يعبر ، في رأيهم ، عن موقف متطرف ، ولذلك فهم يخافون من رفع العلم ويعارضون ذلك بقوة.

ان اي شعب او جزء من شعب ، من حقه ان يكون له علم يفتخر به وينتمي اليه رمزيا ومعنويا، وكيف نحن الشعب الفلسطيني العريق والممتد الجذور في هذه الارض التي هي ارضنا وتاريخنا منذ ان كانت الارض وكان التاريخ.

سيظل علمنا خفاقا حتى تقوم دولتنا ويرتفع هذا العلم ويعانق السماء فوق عاصمتنا التاريخية الموعودة وهي القدس مهما طال الزمان ومهما اشتدت مساعيهم للتهويد والتهجير.