أقلام وأراء
الخميس 28 يوليو 2022 10:50 صباحًا - بتوقيت القدس
الذكرى الأولى لرحيل القائد حنا عيسى
بقلم: عباس زكي - عضو اللجنة المركزية لحركة فتح
أشعر بعجز الكلمات والمفردات لأتحدث باسم اللجنة المركزية لحركة فتح ومجلسيها الثوري والاستشاري عن أخ عزيز وحبيب ورفيق درب ونائب لي في مفوضية العلاقات العربية والصين الشعبية... في الذكرى السنوية الاولى لرحيله المغفور له الدكتور حنا عيسى عضو المجلس الثوري القائد والكاتب وخبير القانون الدولي ... فقد عرفته عن قرب بدماثة الخلق والنزاهة والطهر ونقاء السريرة والوجدان النظيف.. فبمجرد ذكراه العطرة نقف جميعا أمام قائد استثنائي ثوري وأكاديمي وكاتب وباحث في السياسة والقانون الدولي ممشوق القامة يبحث عن حياة كريمة لشعبه لا يمكن تحقيقها إلا بالاستعداد الدائم لتقديم كل ما امتلك من طاقة وجهد للمساهمة في رفع القيمة الفكرية والثقافية لمن حوله لتقريب المسافات ورصّ الصفوف لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وزواله عن وطننا فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس التي عشقها بكنائسها ومساجدها وتراثها العربي والإسلامي الأصيل.. كيف لا وهو الذي ترأس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات سنين طويلة، هكذا كان حنا عيسى مثالا للضمير الوطني الحر والذي شكل نموذجا راقيا للتآخي الإسلامي المسيحي في فلسطين ... وكان مؤمنا بقانون سنّه ياسر عرفات قانون المحبة والتسامح، وأن المقاومة بكل أشكالها هي اقصر الطرق لتحرير فلسطين.. وعلى الرغم من إيمانه بأن الطريق إلى القدس بالغة التعقيد والصعوبة ومليئة بالألغام والأشواك، إلا أنه كان يؤمن أن لا بديل عن بذل كل التضحيات لتجسيد حلمه وحلم شعبه وحلم كل الأوفياء والأحرار في هذه الأمة لتحرير فلسطين وزوال الاحتلال عنها لما تمثله القدس من مكانة روحية للمسلمين والمسيحيين في جميع أنحاء العالم، فهي مسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقيامة السيد المسيح عليه السلام مهد الديانات ومهبط الرسالات السماوية ... وبوابة الأرض إلى السماء لذلك فهي تحتاج لكل جهد وطني وعربي وإسلامي وحر في العالم للوصول إلى تحقيق العدالة الربانية والقانونية فيها...
كان الراحل الحبيب دكتور حنا عيسى أحد الكبار الذين امتلكوا الفكر والثقافة الوطنية المحصنة بالثورة الفلسطينية ورائدتها حركة فتح بالإضافة إلى تحسسه وشعوره العميق بمأساة ومعاناة شعبه الفلسطيني المظلوم.. فامتلك بذلك قدرات فكرية وتعبوية استثنائية تمكن بها من التأثير على كل من عرفه واقترب منه وبخاصة حضوره المميز في المؤتمرات العربية والدولية والتي حمل خلالها قضيته الفلسطينية والقدس في عمق أعماق قلبه، فكان دبلوماسيا رفيع المستوى ومُحاوراً وجريئا وشجاعا في طرح أفكاره... لذلك كان يؤمن بأن من يحكم القدس يحكم العالم بأسره.... وبهذا الفهم صاغ فكره الاجتماعي والوطني وعمق وعيه السياسي وتعززت الجوانب المرتبطة بسلوكه الشخصي الذي كان فيه فيضا من الإنسانية والمحبة لمن حوله وملازما لي في الكثير من المناسبات الوطنية والاجتماعية، ورافقني في بعض الزيارات للدول العربية، فوجدت فيه الإنسان الحكيم الجاد والحيوي والجدير في تحمل المسؤولية الوطنية والحركية..والراقي المحب للعمل والمتفاني من أجل قضيته ووطنه وشعبه حاضر البديهة ... وكأنه معجم في اللغة والمعرفة تماماً كأخوته الشهيد خضر وعايد كنموذج أرقى في الانتماء للوطن ...
وبرحيل الحبيب دكتور حنا عيسى ذو النظرة الثاقبة وصاحب الأفق السياسي الذي يقرأ المستقبل بشفافية الأكاديمي والباحث في القانون والسياسة الدولية تكون حركة فتح قد خسرت مناضلا وفارسا ومفكرا وقائدا وطنيا جمع بين النضال السياسي والقانوني وتحمل مسؤولياته بكل صدق وأمانة حتى أخر لحظات حياته.... حظي باحترام كبير بين زملائه أعضاء المجلس الثوري واللجنة المركزية للحركة ... فكان ثابتا على مبادئ الحركة ومدافعا عنها مُسلحاً بتضحيات وإرث نضالي كبير من آلاف الشهداء والجرحى والأسرى بفعل السياسة الدامية النابعة من فوهات البنادق وقوات العاصفة إيذاناً بالثورة المعاصرة التي كان لفتح شرف السبق على الآخرين، ما أحوجنا إليك أيها الحبيب في هذه الأوقات الخطيرة التي تعصف بالقضية الفلسطينية...فكثيرون يرحلون وكأنهم نسيا منسيا... أما القادة الكبار الذين ضحوا بحياتهم وزهرة شبابهم ونذروا أنفسهم من أجل وطنهم سيبقون خالدين في الذاكرة والوجدان ...
رحم الله القائد دكتور حنا عيسى واسكنه فسيح جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا... وعهدا علينا أن نظل أوفياء لك ولشهدائنا وجرحانا وأسرانا.. مخلصين لشعبنا ومبادئنا التي ناضلت من أجلها.. وأن نعمل من اجل حركتنا الرائدة لتزداد قوة وصلابة وشموخا وعنفوانا حتى تحقيق أهدافنا في التحرر والاستقلال الوطني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ....
ومن بطن حواء الى بطن الثرى
يمشي ابن آدم ساعة الميلاد
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
الذكرى الأولى لرحيل القائد حنا عيسى