القدس- وكالة بال سبورت/ برز أسم المصارع علي محمد ابو صفا في مطلع الستينات من القرن الماضي كأحد أبرز لاعبي المصارعة الحرة الامريكية التي بدأت تنتشر بشكل واسع في مدينة القدس وفلسطين عامة منذ منتصف السبعينيات وحتى نهاية التسعينات حين أخذت المصارعة الرومانية مكانها عالميا وبدأت المصارعة الامريكية تتلاشي شيئا فشيئا وأصبحت للتجارة والترفيه العالمي مقابل المال.   

    المصارع والرياضي المقدسي محمد علي ابو صفا "ابو ناصر" سافر للعاصمة اللبنانية بيروت في مطلع العام 1960 طلبا للرزق والعمل.. وهناك التحق في نادي الحرية على كورنيش المزرعة لثلاث سنوات تدرب خلالها على يدي أبرز مدربي المصارعة الرومانية الاولمبية العرب ، وحين عودته للقدس أفتتح دورة تدريبية في مركز الشباب الاجتماعي في حي الشرف بالقدس القديمة، واستمر لغاية مطلع سقوط المدينة المقدسة في حرب الايام الستة بالعام 1967 وقيام السلطات الاسرائيلية بتدمير حي الشرف وحي المغاربة، وانتقلت التدريبات لعدة شهور في المنزل لعدد محدود، وبعد ذلك أفتتح المركز الاجتماعي في  مخيم شعفاط وبدأت التدريبات والدورات النشيطة في المصارعة الرومانية، وقام "ابو ناصر" بدمج المصارعة الامريكية مع الرومانية وتدرب على يديه العشرات من المدربين والمئات من اللاعبين.   

  يقول "ابو ناصر" المصارعة الحرة الامريكية كانت انتشرت في القدس ويافا عروس ابلبحر الابيض المتوسط، حين كانت يافا مركزا للحضارة والثقافة والرياضة فيما قبل النكبة، ومنها انتشرت في العديد من الدول العربية على يدي مدربين فلسطينيين ابعدتهم النكبة والنكسة عن وطنهم.

  يقول "ابو ناصر" في مطلع السبعينيات وتحديدا في العام 1973 استدعاني الرياضي المقدسي الكبير حسن المغربي لأفتتاح دورة مصارعة في ناديه بالقدس القديمة "نادي الجودو ستار"، وكان المغربي من أبرز الفنانين المقدسيين ممن عملوا في التصميم والزنكوغراف آنذاك، حيث صمم لي بوستر عليه صورة اسدين وانا ، ووضع صورتي في منتصف البوستر، وأطلق علي لقب "مصارع الاسود"، وهذا اللقب رافقني من يومها لغاية الان ، حيث عرفت فيه في كافة البطولات والاندية التي دربت فيها واصبح اللقب يسبق اسمي في كثير من البطولات والدعايات والبوسترات، ثم دربت في دير الارمن، وفي المدرسة العمرية، ومخيم شعفاط وفي الكثير من الاندية والمراكز الرياضية لغاية اليوم، وحصلت على العديد من الشهادات العربية ولدولية بالتدريب والتحكيم خاصة من العراق الشقيق والاردن.   "

  مصارع الاسود" 

علي محمد منذ العام 1961 بدء التدريب وما زال لغاية اليوم هذا يشرف على تدريب مجموعة من "كبار السن" حيث يشرف على تدريبهم "لياقة بدنية" وايروبكس، فيما يواظب هو شخصيا على مواصلة تدريباته الخاصة بمنزله باللياقة البدنية المصارعة وتدريبات بناء الاجسام .

  يقول ابو ناصر ان العصر الذهبي للمصارعة الحرة الامريكية كان منذ نهاية ستينيات القرن الماضي وحتى الانتفاضة المجيدة الاولى نهاية العام 1987حين توقفت الحركة الرياضية الفلسطينية حيث كان لابو ناصر دور كبير في تأسيس الاتحاد الفلسطيني للمصارعة الحرة والرومانية، ودرب في القدس وعمان وبغداد، وشارك ببطولات محلية وعربية ودولية ممثلا لفلسطين، ومن أبرز ابطال المصارعة الذين عاصرهم في "الحلبة" وخارجها وشاركوه اللعب والتدريب والتحكيم يذكر منهم: غازي الدميري، محمود ابو زنيد، الراحل زكريا جابر "طرزان"، عبد وعوني الشرقاوي، عبد الجبار وحافظ ابو نجمة، نظير الحداد، جورج وانطون تبان، هنري الخيو، المختار ادوارد صروف، لافي العجلوني، لافي غيث، عبد العليم الجعبري، حسن شبانة، حازم مرعي، المرحوم الحاج دياب سعد، خالد ابو صبيح، المرحوم بدر الزغير، عصام الزغير، محمد الهندي، عبد الله ابو حرب، والراحل محمد النبوت من مخيم جنين الذي رحل عن دنيانا الفانية الاسبوع الماضي ، وغيرهم الكثير الكثير من ابطال الزمن الجميل والجيل الشاب الذي حافظ على هذه الرياضة من الاندثار والضياع.   

  علي محمد يعتبر ممن آثروا هذا الفن ونشروه ونثروه في الوطن ومثلوا بلادهم خير تمثيل على مدار ستة عقود من الزمن وما زال يآخذ على عاتقه ومن خلال لجنة المصارعة التابعة للتجمع لأعادة أحياء هذه الرياضة من جديد بالتعاون مع كافة المدربين المقدسيين سواء من يعمل منهم لغاية الان وعنده لاعبين أم من أبتعد عن هذه الرياضة، حيث سيعقد أجتماع لأقطاب وأبطال هذه الرياضة لأعادة نشرها من جديد في الاندية المقدسية بالتعاون مع كافة الآطر والاندية والمراكز الموجودة والفاعلة.