أيّة وجيعة تتملّك نفوسنا الحزينة وقلوبنا المكسورة، ونحن نشاهد الشاشات وقد غرقت بالدماء ساعة السحور، والناس نيام بأمعاء خاوية، و قد عظهم الجوع وفتك بهم في الخيام ومراكز الإيواء.
ظلت قلوبنا طيلة الساعات والدقائق بعد فجر أمس معلّقة باستغاثات الأطفال والنساء اللاتي قضين تحت الركام، نشعر بالخجل من قلة حيلتنا، وضعف قوتنا، وهواننا على الناس.
بكاء الأطفال المفجوعين بفقد أمهاتهم اللاتي كن يَقُمن على رعايتهم، ويَعدُدنَ كفاف السحور، لسدّ جوعهم بما يمكنهم من أداء عبادتهم، بانتظار إفطار فقير من تكايا لا تقدم سوى حساء العدس، الذي لا يسمن، ولا يغني من جوع.
"رصدنا تحركاً لحماس لشن حرب جديدة"، تلكم هي الذريعة الجاهزة الكاذبة الخاطئة، التي تذرع بها "داراكولا" الذي لم يرتو بعد من دماء أطفال غزة، من أجل تبرير عودته لحرب الإبادة.
الذريعة الكاذبة الخاطئة تتدحرج، دون أن يحفل المجرمون بمصير المحتجزين في غزة، والذين كان الثعلب يعتبرهم في عداد الموتى، لو تم تفعيل قانون "هانيبعل" لحظة أسرهم.
لقد بحّت أصواتنا، وتجمّد الحبر في أقلامنا، من كثرة استغاثاتنا، وتعويلنا على خير أمة أخرجت للناس، وعلى عالم فقد قيمه، وانساق وراء نوازع الشر والغطرسة، دون أن يحفل بحياة الناس، ولا بالقوانين والأنظمة الحامية لحقوق الإنسان.
لا نملك في هذه اللحظات الموجعة من الفجيعة الوطنية الممتدة، إلا أن نَضرع إلى الله العلي القدير، أن يلطف بأهلنا في غزة، ويجعل النار برداً وسلاماً عليهم.
شارك برأيك
والناس نيام !