انتهج الاحتلال منذ بداية العدوان المستمر على مدينة جنين ومخيمها، سياسة احتلال المنازل والسيطرة عليها وتحويلها لثكنات عسكرية ونقاط رصد ومراقبة بعد طرد سكانها الذين تحولت حياتهم لجحيم ومعاناة، كما حصل مع سكان عمارة "الريان" الواقعة في حي المحطة بمدينة جنين على الشارع الرئيسي المؤدي لدوار الحصان في المدخل الغربي للمخيم.
ورغم بعد العمارة والمنطقة عن المخيم حوالي ١٠٠ متر، تعتبر من المناطق التي يستهدفها الاحتلال كما يوضح المواطن أحمد ذياب، في كل اجتياح وعدوان على جنين والمخيم، وأضاف "مع بداية كل عملية عسكرية، يستولي الاحتلال على العمارة، ويحتجز كل السكان وسط ظروف قاهرة ومأساوية".
خلال العدوان الأخير، أغلق الاحتلال حي الصوحة، ونشر السواتر الترابية على كافة مداخلها، وبعد عزلها دمرت الجرافات الشوارع المحيطة بالحي والعمارات حتى مدخل المخيم، ويقول ذياب "الحي تحول لثكنة عسكرية، سيطر عليها الجيش بشكل كامل، دمر وخرب الشوارع، ثم اقتحم منازلنا وأرغمنا على النزوح القسري منها حتى اشعار آخر"، وأضاف "الاحتلال أقام قاعدة دائمة ومركز لتجمع الدبابات والجرافات، ونشر تعزيزات عسكرية وفرض إجراءات مشددة فاقمت معاناة المواطنين الذين أصبحوا بلا مأوى".
يعتبر المواطن أحمد ذياب، أحد ضحايا هذه السياسة الاحتلالية، ويقول "منزلي في الطابق الأخير من عمارة الريان، ورغم أني مالك لهذا المنزل، فما زلت ممنوعاً من العودة لمنزلي والدخول إليه"، وأضاف "قوات الاحتلال طردتنا من منازلنا بملابسنا وبدون أي أغراض، وحياتنا صعبة وقاسية في ظل هذا الواقع المرير".
يومياً، يحضر المواطن ذياب للمنطقة وينتظر في كل لحظة انسحاب الاحتلال والخلاص من رحلة الشتات القسري، ويقول "هذه المرة السابعة التي يصادر فيها الاحتلال العمارة خلال الفترة الماضية، فقد اقتحموا منازلنا وطردونا واستولوا على العمارة منذ بداية الاجتياح الحالي، وأضاف "حاولت عدة مرات العودة لمنزلي وإحضار ملابسنا وبعض أغراضنا، لكن الاحتلال ما زال يمنعنا، ونواجه معاناة كبيرة في توفير سكن، بسبب عدد النازحين الكبير من المخيم ومحيطه والمنطقة"،
وأكمل "العدوان دمر حياتنا، فحتى المدارس مغلقة والاحتلال حرم أبنائنا من التعليم والتنقل من مكان إلى آخر بسبب الحواجز والإجراءات التعسفية".
يعيش المواطن ذياب وأسرته المكونة من ٧ أنفار، في عمارة الريان منذ تملكه شقة قبل ١٣ عاما، لكن الاحتلال ينغص معيشتهم بسبب تكرار الاجتياحات، ويقول "فقدنا طعم الأمن والحياة والاستقرار، ونعيش معاناة كبيرة حتى في الأيام العادية، لأن الاحتلال في كل عملية اقتحام، يصادر العمارة ويحولها لثكنة عسكرية ويرغمنا على مغادرة منازلنا دون مراعاة ظروفنا"، ويضيف "حياتنا حاليا صعبة جدا، فلا يوجد مأوى آخر وحتى بيوت للإيجار بسبب العدد الهائل من النازحين"،
ويضيف "شعرت بألم ومرارة عندما استقبلنا شهر رمضان المبارك نازحين ومشردين، ونعيش في ضيافة أحد أقاربنا، وهذا أثر علينا كثيرا كباقي أبناء شعبنا الذي يعاني من مخططات وسياسات الاحتلال بالتهجير والنزوح”. وأكمل "هذه السياسة عودة لمخطط الاحتلال الجوهري في نكبة عام ١٩٤٨، وتتجدد اليوم مرة أخرى، لكننا صامدون ولن نرحل، وعودتي لرؤية منزلي رغم احتلاله تأكيد على تثبيت هويتي في بيتي وفي أرضي وبلدي، هم يضغطوا علينا ويريدون النزوح الأبدي، لكن سنبقى ثابتين صامدين على أرضنا وبلادنا وجذورنا وأجدادنا فيها"، ويعبر المواطن ذياب، عن موقف راسخ بالصمود والذي يجسده المواطنون الذين تضرروا من سياسات الاحتلال، لكنهم متمسكون بالعودة ومواصلة حياتهم لافشال المخططات الإسرائيلية التي ترمي للاقتلاع والتشريد والنزوح القسري.
شارك برأيك
المواطن أحمد ذياب لـ"القدس": الاحتلال يتعمد تهجيرنا من جنين لكنه سيفشل