عديدةٌ وبعيدةٌ ومستحيلةٌ، تلك الأماني العنصرية والأحلام التوسعية التي يتعلق بها نتنياهو في أيام حكمه الأخيرة، ويتمنى تحقيقها قبل أن يطاح به، ويذهب مخفوراً إلى سجنه، بعد أن انفض عنه رفيق دربه وخازن أسراره.
الرئيس السابق لـ"الشاباك" نداف أرجمان، هدد نتنياهو في مقابلة تلفزيونية بقول كل ما يعرفه عنه، وكشف حسابه، إن هو تمادى في إنكاره، ومضى في غيّه وغروره وانسياقه مع رغبات حلفائه للحفاظ على تماسك ائتلافه، على حساب المصلحة العامة، فهو يحسب حساباً لهم، أكثر مما يحفل بالمحتجزين من "أبنائه".
ما يرشح من أنباء حول تقدم في محادثات الدوحة، يشي بأن نتنياهو بات "خارج التغطية الأمريكية"، بعد أن قامت واشنطن بقفزة أكروباتية من فوق رأسه، لتنجز ما استعصى عليه إنجازه، وإعادة من قام بالتهديد والوعيد للتشغيب على فرص عودتهم.
كان بالإمكان إعادتهم منذ الأشهر الأولى للحرب، لو توفرت حسن النيّة، لا سوء الطويّة، لدى الثعلب الذي ظل يراوغ لإطالة أمد الحرب، لإدامة بقائه على كرسي الحكم، استجابة لابتزاز حلفائه، وتحقيقاً لأجنداتهم، ولا لشيء له علاقة بالأمن، كما جاء في أقوال خازن الأسرار.
"من يريد اصطياد الثعلب لا يقرع الطبل"، فالتهديد بالعودة إلى الحرب، ليس أكثر من ضريبة كلامية يدفعها نتنياهو لحلفائه، الذين فتح لهم طريقاً بديلاً للبطش بالضفة، بعد أن تكبّد خسائر فادحة في الأيام الأخيرة التي سبقت وقف إطلاق النار في غزة، وكانت عاملاً مهماً في اتخاذ القرار، معطوفاً عليها تصاعد احتجاجات عائلات المحتجزين الذين استعانوا بترمب لممارسة الضغط على نتنياهو، بعد أن يئسوا من مراوغاته وأكاذيبه واستخفافه بمصير أبنائهم.
ما سيجنيه نتنياهو ليس سوى سراب وقبض ريح.
شارك برأيك
ليس كل ما يتمنى "الثعلب" يدركه!