يطرح إصرار "حماس" على شرط وقف الحرب في نهاية المرحلة الثانية من الهدنة المفخخة، سيلاً من الأسئلة المعلقة.
أول هذه الأسئلة: هل في السيرة الذاتية للدولة المارقة طيلة سنوات الصراع ما يدفع للاعتقاد بأنها تلتزم بما توقع عليه من اتفاقات، وأهمها اتفاق أوسلو الذي وُقّع على الملأ في البيت الأبيض؟
ألم تعزز "حماس" ذلك اليقين، وتحثّ عليه في أدبياتها وخطاباتها، وخطب شيوخها على المنابر في جميع المناسبات الدينية، بأن إسرائيل لا تفي بوعود، ولا تلتزم بعهود؟
أليس في تراجع نتنياهو عن ما وقّعه في المرحلة الأولى، واختلاقه ذرائع واهية لتبرير عدم دخوله إلى المرحلة الثانية، ما يكفي لإدراك نهج الخداع والكذب وتخليق الذرائع للانقلاب على ما يتم توقيعه من اتفاقاتٍ قبل أن يجفّ حبرها؟
وهل يعتقد مفاوضو "حماس" أن نتنياهو سيعدم الوسيلة لتخليق الذريعة للعودة إلى الحرب، كما عاد إليها مراتٍ ومراتٍ دون مبررات، وآخرها حربه التي يشنها على المخيمات في الشمال، بذريعة تفجير الحافلات التي تكتّم عليها، بعد أن أوصلت خيوطها إلى يهودٍ متورطين فيها؟
أليس ما يقوم به الكذاب اليوم من تجويعٍ وقصفٍ من بعيدٍ شكلاً من أشكال الحرب؟
كما أن شرط وقف الحرب لم يكن ضمن أهداف "حرب التحرير"، التي شنتها "حماس" في السابع من أكتوبر، والتي ذهبت إليها بخطأ في الحسابات والرهانات السياسية على حلفاء تورطوا وكُشفت حساباتهم، وخسروا أصولهم، وعادوا من حرب الإسناد بأسنانٍ مكسورةٍ وأعضاء مبتورة.
تُملي الضرورات ودقّة الحسابات، وانفراط عقد الحلفاء، وخيبة الآمال من الأشقاء والأصدقاء، عرباً ومسلمين، الذين لم يتمكنوا من إدخال كيس طحينٍ دون موافقة إسرائيل، أن تمضي "حماس" في إنهاء أزمة المحتجزين مقابل تبييض السجون، لأنه لا قيمة لأي التزامٍ أو اتفاقٍ توقع عليه إسرائيل اليوم، وتنقلب عليه غداً في عالمٍ يشتري سرديتها، ويُرخي الحبل لمقارفاتها، ويُحمّل الضحية أسباب موتها!
ما تقوم به إسرائيل من خروقاتٍ يوميةٍ في جنوب لبنان وفي الجولان، بموافقة الأمريكان الذين وضعوا أنفسهم في موضع الخصم والحَكم، فيه ما يكفي من براهين وأدلة على سوء الطويّة.
شارك برأيك
لماذا تُصر "حماس" على شرط وقف الحرب؟