يُسابق رجل العقارات، الذي استبدل رجل الدولة بـ"البزنس مان"، الزمن قبل أُفول نجمه، وانتهاء حكمه، وغياب الشمس عن إمبراطوريته التي يبدو أنها ستتقوّض على يده، بنزقه وانعدام خُلقه وجنونه وانفلاته وتنمّره على جيرانه وحلفائه، كما على خصومه وأعدائه.
سرعته وزعيقه وخفّته وفائض ثقته بنفسه تكشف حالةً نفسيةً صعبة، تستدعي إعادة تأهيله، لعلّه يستعيد رشده، ويكفّ عن التحرش بالدول والشعوب، كما تحرّش بضحاياه من النساء.
مثلما انكسرت عصاته في أُولى غزواته "صفقة القرن"، فإنّ غزة ستكسرها في غزوته الثانية، وتُفشل مخططاته بإقامة أوهامه على رمالها وأمواج بحرها، التي أغرقت الميناء العائم، الذي يبدو أنّ سلفه أراد من خلاله وضع الحجر الأساس لـ"ريفييرا الشرق"، قبل أن تُطوّح به الرياح ويغرق في مياه البحر الهائجة.
لن نفقد الأمل بحتمية انتصار الوطن على الاحتلال، والصمود على التهجير، وعلى محاولات وضع اليد، واستبدال الاحتلال بالاستيلاء وتملّك الأرض بعد طرد أصحابها.. نستأنس ونستدفئ في هذه الأجواء العاصفة بكلمات الشاعر الراحل أمل دنقل: "أتُرى حين أفقأ عينيكَ ثم أُثبّت جوهرتين مكانهما.. هل تَرى؟ هي أشياءُ لا تُشترى.. والذي اغتالني ليس ربّاً ليقتلني بمشيئته".
شارك برأيك
هي أشياء لا تُشترى!