كثيرةٌ هي المشاهد التي لا تصلها عين الكاميرا في متوالية الموت اليومي في غزة النازفة منذ أحد عشر شهراً، دون أن تلوح في الأفق أيّ بوادر لخَط النهاية لشلالات الدّم المتدفّقة، التي لو قُدّر لها أن تصُبّ في البحر لَصبغته.
بوجوهٍ مُعفّرة، وشعورٍ مُغبَرّة، يخرج الأطفال من تحت ركام المباني التي استحالت بفعل "الذكاء الاصطناعي" مقابرَ جماعيةً للعائلات، إلا مَن كُتبت لهم الحياة.
في الوصف اليوميّ للمراسل الميداني، ما يهزُّ جُدُر النفوس، ويُدمي سويداء القلوب، فمن بين عشرات العائلات التي تسكن إحدى العمارات التي دمّرتها الطائرات، لم ينجُ سوى ثلاثةٍ خرجوا بوجوه معفّرة، فيما بقي العشرات يواجهون مصيرهم أحياء، وجرحى يكابدون ألمهم مع أطفالهم، محاصرين تحت أكوام الركام، دون أن تتمكن طواقمُ الإنقاذ من الوصول إليهم بعد أن نفد الوقود، وتوقّف عمل تلك المعدات المتواضعة الأداء، أمام حجم المأساة.
ما تكشفه الكاميرات من مشاهد ليس سوى الجزء الظاهر من جبال الألم والوجع المكتوم في الأعماق.
أوقِفوا المقتلة الآن!
شارك برأيك
ما لم تنقله الكاميرات!