في الوقت الذي تتواصل فيه التحركات الدبلوماسية الدولية التي تقودها الولايات المتحدة من اجل الوصول إلى صفقة تبادل ، تأتي في ظل الانحياز الاميركي الكامل للاحتلال وشراكة الاميركيين مع الاسرائيليين في العدوان على الشعب الفلسطيني ، واستمرار حرب الابادة والمجازر ، فان ما جرى من مباحثات قام بها وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن في إسرائيل ومصر وقطر ، تعتبر ترسيخا لهذا الانحياز الاميركي التام للحرب الأجرامية على قطاع غزة ، ويتوجب على الولايات المتحدة رفع الغطاء العسكري والسياسي ، عن حرب الابادة التي يشنها جيش الاحتلال على شعبنا الأعزل ، والعمل على وقفها بدلا من استمرارها ، وهذا ما اصر عليه نتانياهو بتصريحاته يوم امس وخلال الايام القليلة الماضية ، برفضه للانسحاب من محور فيلادلفيا ، ومنع عودة النازحين ، ووضع فيتو على الاسرى الفلسطينيين ، وهذا ما يثبت انه يسعى لافشال صفقة التبادل ، لانه يبحث مع حكومته اليمينية المتطرفة عن سفك مزيد من الدماء الفلسطينية فقط ..
حرب الابادة واستهداف القضية الفلسطينية برمتها متواصلة في كل مكان ، ومجازر الاحتلال الجديدة القديمة ، من خلال سياسة هدم المنازل في مدينة القدس ، وصلت امس ذروتها مع استهداف خطير لحي واد الجوز ، المعروف بمحلاته التجارية التي تشكل منطقة صناعية تاريخية ، يسعى الاحتلال لهدمها ، فبعد إخطارات متتالية على مدار سنوات عديدة مضت لهدم حوالي ٢٠٠ محل تجاري ، لاقامة وادي السيلكون مكانها ، يبدو ان بلدية الاحتلال اتخذت يوم امس قرار البدء في تنفيذ هذا المشروع الاستيطاني البغيض وبشكل مفاجئ ، فأقدمت على هدم اربعة محلات تجارية ومنزل ، في مجزرة كبيرة ، تضاف إلى سلسلة عمليات الهدم الأخيرة في محافظة القدس والتي بلغت حوالي ٩٠ منشأة خلال شهري تموز وآب فقط ..
ان استهداف منطقة واد الجوز ، وتهديد اصحاب المحلات التجارية الذين يقدمون اروع نماذج الصمود والتحدي، في وجه هذه المشاريع التآمرية على أرزاقهم وأعمالهم ، تعتبر تجاوزا خطيرا لكافة الخطوط ، وتنذر بكارثة اجتماعية واقتصادية هائلة في مدينة القدس ، التي تبقى نيرانها مشتعلة ، وهي تحيي اليوم( ٢١ اب ) الذكرى السنوية الخامسة والخمسين لإحراق المسجد الأقصى ، حيث قام بالعملية النكراء المتطرف الاسترالي مايكل دنيس روهن ، عندما التهمت النيران انذاك كامل محتويات الجناح الشرقي للجامع القبلي ،في الجهة الجنوبية من المسجد ، بما في ذلك منبر صلاح الدين التاريخي عام ١٩٦٩..
رغم مرور ٥٥ عاما على هذه الجريمة ، فانها لا تمحى من تاريخ الامة الإسلامية ومن ذاكرة الشعب الفلسطيني ، في ظل تواطؤ الاحتلال وجرائمه المتتالية في المسجد الأقصى ، الذي لازالت النيران فيه مشتعلة ليومنا هذا ، من خلال اقتحامات المستوطنين اليومية بتوجيه من حكومتهم المتطرفة وبحماية من شرطتهم ، لساحات وأروقة المسجد الأقصى ومحاولة وضع اليد عليه ، وتنفيذ مؤامرات التقسيم الزماني والمكاني ..
سيظل المسجد الأقصى وقفا اسلاميا وعربيا خالصا ، وسيواصل المسلمون التمسك به لانه يشكل الجزء الأكثر رسوخا في عقيدتهم وإيمانهم، وسيستمرون في إعماره والدفاع عنه ، دون التنازل عن ذرة تراب منه ، وسيواصل المقدسيون رحلة الانتماء والوفاء والكبرياء في مواجهة مجازر الهدم ، متحدين تماما مع ابناء الشعب الفلسطيني في غزة الذين يواجهون كل أنواع المجازر والإبادة ..
شعب واحد في خندق واحد سيبقى صامدا ومرابطا في كل الميادين رغم عذابات والام السنين التي يفرضها الاحتلال البغيض..
شارك برأيك
الشعب في خندق واحد ..ابادة غزة وهدم القدس وذكرى احراق الأقصى