أقلام وأراء
الأحد 18 أغسطس 2024 10:08 صباحًا - بتوقيت القدس
انتقال العذراء إلى السماء
أرسل الله ملائكته إلى الأرض ليرفعوا أمّنا، سلطانة السماء والأرض نفساً وجسداً إلى السموات. "وهكذا نالت في الختام كتتويج سام لامتيازاتها أن تُحفظ من فساد القبر، وأن تتغلّب على الموت، وهي منتصرة في المجد السماوي" (البابا بنديكتوس السادس عشر).
وعلى سبيل المثال عيد انتقال مريم العذراء من أقدم الأعياد المريميّة في الكنيسة الأرمنيّة. ويُعدّ من بين الأعياد الكبيرة الخمسة وهي: الميلاد والغطاس، والفصح ، وتجلّي الربّ وعيد الصليب.
والطقس الأرمنيّ لا يذكر انتقال العذراء مريم فحسب، بل مجيء المسيح بانتقال أُمّه . ويوم الاثنين الذي يلي الأعياد السيّديَّة الخمسة سالفة الذكر يُكرَّس لتذكار الموتى.
"سيّدة الكروم والثمار والحصائد" إحدى ألقاب مريم العذراء لدى الأرمن، بالاضافة إلى ألقاب أخرى كثيرة، كما أنّ تبريك العنب في هذا العيد تقليد شعبي متوارث، أدخلته الكنيسة الأرمنيّة في صميم الليتورجيا الكنسيّة، وأضْفَت عليه صبغة روحانيّة ومعنًى خلاصيًّا انطلاقًا من نوح الذي زرع الكرمة، وانتهاءً بالسيّد المسيح، الكرمة الحقيقيّة.
تقوم الكنائس الأرمنيّة في كلّ أنحاء العالم، ببركة العنب بعد ذبيحة القداس الالهيّ مباشرة، ويُفتتح التبريك بترنيمة تليها قراءات من العهد الجديد، ثمّ صلاة تبريك العنب من تأليف القدّيس نرسيس شنورهالي، أحد آباء الكنيسة العظام في القرن الثاني عشر للميلاد. وتشمل الصلاة أحداث خلْق الله لجميع النباتات ومنحه تعالى تلك النباتات لأبوَينا الأوّلَين آدم وحواء، وأيضاً عدم طاعتهما لمشيئة الله وحرمانهما من الجنّة. ثمّ تشمل الصلاة مجيء المخلّص وخلاص البشريّة جمعاء من الخطيئة والموت. مع ذكر السيّد المسيح "الكرمة" التي نحن أغصانها (عن يوحنّا 15: 1 وتابع) .
ومن الجدير بالذكر أن عيد انتقال العذراء يتزامن مع موسم نضج العنب وقطف ثماره، ولا علاقة للعيد بصلوات تبريك العنب. كما أنّ الكثير من أبناء الرعيّة الأرمنيّة يمتنعون عن أكل العنب قبل حلول العيد، إلى حين الاحتفال بالعيد ومراسم بركة العنب وتوزيعه على المؤمنين.
تتميّز الروحانيّة الأرمنيّة بإكرام مريم العذراء، لذلك ومع إطلالة المسيحيّة في أرمينيا سنة 301 م، في عهد الملك القدّيس ثريثاديس الثّالث وزوجته القديسة أشخين، كرّمت الكنيسة الأرمنيّة مريم العذراء بشكل مُلفت للنظر، حتى أنّ المذابح تحمل دائماً صورة العذراء مريم والطفل يسوع. وأطلق اسم "الحبل بلا دنس" على رهبنة الأرمن الكاثوليك التي تأسست عام 1847 تيمّناً بالعذراء مريم. وأطلق الأرمن على بناتهم من أسماء سيّدتنا مريم العذراء وألقابها - وهي كثيرة ومنها: ماري، مارو، مارينه، ميرين، مايــرانـوش (أي أمّاً جميلة)، ماريام، تاكـوهي (سلطانة أو ملكة)، ماكروهـي (الطاهرة)، إسكوهــي (الأمينة)، سربوهي (القدّيسة)، يرانوهي (الطوباويّة)، ديروهي (السيّدة)، ماركاريد (الجوهرة)، وهذا الاسم الأخير تقابله باليونانية واللاتينية "مارغاريتا" أي اللؤلؤة، وسواها.
خاتمة
إنّ إكرامنا للعذراء مريم يحوي أيضاً إكراماً لكلّ امرأة وأمّ وطفلة، على أن يكون احترام المرأة لنفسها واجباً أخلاقيّاً متجسّداً في الواقع. ونطلب شفاعة أمّنا العذراء المُمَجَّدَة التي "أُفيضت عليها النِّعَم فيضاً" أن تُثبّـتنا في الايمان والرّجاء والمحبّة. وأن يعمّ السلام والخير بشفاعتها في جميع أنحاء العالم بدل الحروب والمجاعات.
هي الساطعة "كالشمس"، ولا حياة لذي حياة الاّ بنور أمّ "النور" سيّدنا يسوع المسيح منه السلام.
كلّ عام وامّنا مريم العذراء تتربّع على عرش قلوبنا الى الأبد ، وكلّ عام وأنتم بخير!
دلالات
safadi قبل 3 شهر
أنت بالحزن لست إنساناً ولا حتى مسلماً. ربما أنت صهيوني أو تعمل لصالح مؤسسة شريرة. أنت تعيش في الغرب، وإذا كان لديك هذا القدر من الكراهية، فاترك الغرب الذي يطعمك وانضم إلى مجموعة
ابو حمزة المهاجر قبل 3 شهر
قبح الله وجهك كوجه الخنزير سندخل الصليب باذن الله في مؤخرتك الممتلئة بالديدان والجراثيم من كثرة ما تاكلين من لحم الخنزير .
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
ماذا يقول القانون الدولي عن الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان؟
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
أ.د. أبو كشك يشارك في المؤتمر العالمي للغة الصينية في بكين ويوقع اتفاقية تعاون مع جامعة جيان شي
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 85)
شارك برأيك
انتقال العذراء إلى السماء