أقلام وأراء
الأحد 21 يوليو 2024 8:37 صباحًا - بتوقيت القدس
الجانب الإيجابي الوردي
تلخيص
أين نذهب بعقلنا الباطن؟ فهو في داخل كلّ إنسان مَعين من الثروة لا ينضب لو أحسن المرء استخدامه. هناك في عقلنا الباطن تقبع الإيجابيّة وكلّ ما هو غير محدود من محبّة وخير وحكمة وطاقة وفكر مطلق، ومخزون غير محدود، فيه "جدد وعتق" لكلّ ما يلزمنا، ولكلّ ما هو بحاجة إلى تطوير وتعبير، بنعمة من الله عزّ وجلّ.
"جعلتُ الربّ دومًا نُصبَ عيني، لذا باتَ قلبي فرحًا..." (المزمور 15 (16) : 8 و 9) وقد قال السيّد المسيح:"ستفرحون، ولن ينزع أحد فرحكم منكم" (يوحنا ١٦: ٢٠-٣٣) .
يكمن سرّ الفرح في القوّة المحُرّكة التي تصنع بإذن الله كلّ ما هو صعب، والكامنة في "العقل الباطن" للإنسان - وهو آخر مكان يخطر على بالنا أن نبحث في محتوياته - فالطاقة العجيبة الموجودة في عقلنا الباطن أو "اللاوعي" بإمكانها أن تزوّدنا بالصحة ، والقوّة، والنجاح، والهناء، إذا عرفنا كيف نُحرّر تلك القوّة المخزونة في عقولنا. بإمكاننا أن نتعرّف عليها رويدًا رويدًا وبصبر ونكتسبها، ثمّ نطبّقها عمليًّا في كلّ مجريات حياتنا اليومية. حينئذٍ فقط تتولّد فينا قوّة جديدة تجعلنا قادرين على تحقيق آمالنا. لنعقد العزم الآن على أن نجعل حياتنا أعظم وأنبل وأغنى ممّا كانت عليه في السابق.
ينقسم الناس في هذه الدنيا إلى فئتين بناءً على نتائج دراسات علم النفس: الفئة الأولى تحمل أفكارًا إيجابيّة ورديّة اللون يملؤها الإيمان والثقة بالنفس، خُلِقَت هذه الفئة لتنجح في حياتها وتكتشف المعنى الحقيقي للوجود. والفئة الأخرى أفكارها سلبيّة سوداويّة تنضح بالشكوك والمخاوف، وإذا أتتها الفرصة لا تنتهزها خوفًا من الخسارة أو من كلام الناس، لذلك لا تلمس تقدّمًا في حياتها.
وتؤكّد دراسات علم النفس أنّنا سوف نختبر في مجرى الحياة كلّ ما تُمليه علينا "بنات أفكارنا" التي تدور في أذهاننا فقط لا غير. إذا ما أطلق المرء قدراته الإيجابيّة، وفكّر بأعمال الرحمة والأمور الروحانيّة يحصل على الراحة، ويتنعّم أيضًا بالسـلام الذي يتوق إليه بكلّ جوارحه. سلام دائم خال من كلّ ثقل في الروح أو الجسد.
ليتنا نحاول أن نختار الفرح في برنامجنا اليومي وبشكل عملي على النحو التالي: أن نفكّر مليًّا في أنّ "العناية الإلهيّة تتسلّم زمام الأمور في حياتنا، وأنّ كلّ ما نُنجزه بأمانة سيُمطر علينا بركاته تعالى، وسيجلب لنا الخير والنجاح". واذا ابتعدنا عن الصواب وأحسسنا بالتقهقر والانكسار والتشاؤم، لنعُد حالاً إلى ما يُرضي الله. وهكذا يسندنا تعالى ويُكرمنا فنرتقي ونضمن النجاح. ولنعمل بجهد دؤوب باذلين الغالي والنّفيس في سبيل العلم والعمل والأسرة والمجتمع والوطن، ومن أجل تحقيق الذات ومساعدة الآخرين، وهكذا نعيش راضين مطمئنّي البال.
التمسّك بالفرح في جميع الظروف يحوّل الفرح إلى عادة تلازمنا حتّى لو كان مزاجنا متوترًا. وكذلك التظاهر بالرضى ورسم ابتسامة عريضة عذبة على الشفتين. وكذلك التفكير في الأحداث الورديّة التي عشناها في الماضي القريب والبعيد، وتخيّل المناظر الجميلة المريحة ، كلّها سرعان ما تُبدّل حالنا إلى الأفضل.
باختصار لنكُن إيجابيين، فالأفكار التي تُراودنا بانتظام تغوص في أعماق اللاوعي لدينا وتُصبح عادة.
والرغبة في أن نكون فرحين هي التي تحقّق أهدافنا، أمّا الإنسان الذي يشتكي دومًا من آلامه ويتذمّر من أوجاعه فهو إنسان متشائم يرفض الفرح ولا يريده، وهو إنسان مريض قد أدمن على التشكّي، ولا تفارقه الأفكار السلبيّة، لذلك تتّصف حياته كلّها بالشقاء له ولذويه. الحياة من صنع أفكارنا، وصَدَقَ المثل: "قُل لي ما تفكّر أقُل لك مَن أنت" . والأفكار التي تعشّش في أذهاننا تتجسّد فينا، لذلك ينبغي ألاّ ندع الأفكار السلبية المُحبطة أو المليئة بالحقد والحسد تسيطر علينا. ولنبدأ نهارنا وعلى مدار الساعة بأفكار وأقوال وأفعال إيجابيّة، وهكذا يلازمنا الفرح ونتجدّد يوميًا بصفاء البال وراحة الضمير.
خاتمة
ما علينا إلاّ أن نفعّل هذا الجانب الإيجابي من عقلنا الباطن، وننهل من هذا المعين الذي لا ينضب لنستفيد منه في حياتنا ونُفيد القريب.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
حرب غزة تخطف 18 ألف طفل فلسطيني
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 88)
شارك برأيك
الجانب الإيجابي الوردي