حين يغيب الموت إنسانا كانت لك معه صداقة وتجربة عمل تبدأ مع نفسك تسترجع الذكريات عن هذه التجربة وماذا خسرت من هذا الغياب؟!.

كان المرحوم ماهر العلمي الذي سبقنا العمل في هذه الصحيفة الغراء عقد من الزمان مصدر الهام لنا في معرفة انتقاء الكلمات وصياغة عناوينها على نحو من القوة والرزانة حتى تصل الى القارىء هادفة في محتواها ويتلذذ في معانيها ويعرف مقاصدها بلا زيف او غبن وكان رحمه الله لا يعرف المداهنة على حساب حقيقة الواقع ولذلك كان له خصوم ومعارضين كثر في هذا الزمان المليء بالتلوثات

تعلمنا منه الهدوء والصبر وتعلمنا منه قول الحقيقة رغم كل الممنوعات

كان في مقاله الاسبوعي «هموم» يعرض مسببات تقوقعنا وعدم تقدمنا الى الامام مثل باقي الشعوب وكان لا يخاف في الحق لومة لائم.. لذلك واجه عقوبات ممن يريدونه ان يسكت لكنه واصل الطريق حاملا في جعبته موقفا ثابتا لا يتغير طالما ان الوطن ليس على خير ما يرام.

من لا يعرف هذا الرجل عن قرب فإنه يطن انه أمام إنسان متكبر وفوقي وعندما تعرفه تتغير في ظنك وتتقرب منه أكثر لكي تستفيد من تجربته في عالم الصحافة والكلمة المكتوبة وهو الذي يراهن على أن الاشخاص يرحلون مهما بلغوا منصبا ومالا ويبقى العمل للذكرى الطيبة والوطن في الوجدان.

رحم الله ابو أشرف صاحب «الهموم» والكلمة التي لا تعرف العزف على المجاملة ولا الضحك على الذقون.