أقلام وأراء

الإثنين 29 أبريل 2024 9:24 صباحًا - بتوقيت القدس

قمع حراك الجامعات الأمريكية.. أهداف ومعان

تلخيص

إذا ما أردنا إطلاق صفة للسياسة الأمريكية المنحازة للكيان الإستعماري الإسرائيلي الإرهابي وحمايته بكل ما تملك من وسائل وادوات، دون بروز أي أفق لتعديل سياستها اتجاه القضية الفلسطينية بشكل خاص والقضايا العربية بشكل عام، فيمكننا القول انها مصابة بالعمى السياسي، الذي سيؤدي حتما إلى إلحاق ضرر بالغ، ليس بمصالحها فحسب بل بإنحدار سريع لنفوذها على الساحة العالمية، دون امل بالشفاء إلا إذا ما أصيبت بصدمة شديدة.

الإنقلاب على حقوق الإنسان:
إنقلبت أمريكا عند أول تحد ومنعطف على مبادئها وقيمها ودورها المعلن بالعمل على إعلاء الديمقراطية وحقوق الإنسان، بدعمها اللامحدود للجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، والتي تصنف وفقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية كاتفاقية جنيف واتفاقية منع الإبادة الجماعية المعاقبة عليها، وميثاق المحكمة الجنائية الدولية، كجرائم إبادة وتطهير عرقي وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية .


لم تكتف الإدارة الأمريكية بذلك، بل تبعتها بالانقلاب على دستورها الذي يكفل بمادته الاولى الحق في التعبير والتجمع والتظاهر من خلال قمع الفعاليات السلمية المنددة بإستمرار الدعم الأمريكي لحرب الإبادة والتطهير العرقي في قطاع غزة وبوتيرة اقل عنفا بالضفة الغربية من نهر الأردن، والمطالبة بوقف تزويد قوات المستعمر الإسرائيلي الإرهابي بالسلاح وبممارسة الضغط لوقف عدوانه الهمجي الوحشي على الشعب الفلسطيني بعموم أراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا في عدد من الجامعات الأمريكية، وما رافقها من كيل تهم ومزاعم زائفة لتبرير إجراءاتها القمعية من فض للاعتصامات والتجمعات السلمية واعتقالات تعسفية وفصل للطلاب على خلفية ممارسة حقهم الأساس بالتعبير والتجمع والتظاهر، المكفول بكل من الدستور الأمريكي وإلإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية .

لماذا قمع الحراك الشباب الجامعي :
يأتي حراك طلبة الجامعات الأمريكية المندد بالعدوان الهمجي وبالجرائم الإسرائيلية، في سياق تحرك واسع من مختلف قطاعات الشعب الأمريكي، وقد كان لانحياز الإدارة الأمريكية بدعم قوات المستعمر الإرهابي الإسرائيلي بحرب الإبادة والتطهير العرقي، التي يشنها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبالضفة الغربية وتمكينه المضي بارتكابها، تحت رعاية وحماية أمريكية مطلقة، إضافة إلى صدور تصريحات كثيرة عن مسؤولين وقادة احزاب ووزراء وأعضاء كنيست إسرائيليين، تصف الفلسطينيين بأنهم حيوانات بشرية، وتدعو لاستخدام القنابل الذرية لإبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، العامل الأساس لتحرك قطاعات واسعة من الشعب الأمريكي، ومن داخل الحزب الديمقراطي، بسلسلة من الإحتجاجات المطالبة بوقف حرب الإبادة ووقف كل اشكال الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي للكيان الاستعماري الإحلالي الإسرائيلي، والتنديد بجرائمه والمطالبة بإيقاع مختلف اشكال العقوبات عليه .


ولكن للحراك الجامعي الذي بدأ بجامعة كولومبيا، وامتد ككرة الثلج إلى عشرات الجامعات الأمريكية تأثيرات وتداعيات آنية ومستقبلية، لا تصب في مصلحة القوى السياسية والأمنية والإقتصادية المهيمنة على صناعة القرار، مما حدا بالإدارة الأمريكية للجوء إلى اتباع سياسة القمع والتنكيل في جامعة كولومبيا وفي جامعات أخرى، تستهدف التجمعات والفعاليات الطلابية بشن حملة ترهيب واعتقالات طالت المئات، وفصل العشرات، بانتهاك صارخ للدستور الأمريكي وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان وللعهود والمواثيق والإتفاقيات الدولية، التي تكفل الحق بحرية التعبير والتجمع والتظاهر السلمي.

تهدف أمريكا بقمعها الحراك الطلابي إلى:
أولا: قمع كل صوت معارض للسياسة الأمريكية المنحازة للمستعمر الإسرائيلي، خلافا لقيمها المزعومة بالحرية والديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان .


ثانيا: وقف مختلف اشكال الفعاليات، باعتبارها بداية جادة تشي بتحول سريع لدى الرأي العام الأمريكي اتجاه إسرائيل بعد سقوط القناع عن وجهها الدموي القبيح، بزعمها انها دولة وديعة ديمقراطية مسالمة، وكشف الحقيقة عن طبيعة هذا الكيان الاستعماري الإحلالي الإسرائيلي العدواني الإجرامي، الذي مارس ابشع صور الجرائم والمجازر بوحشية، مستخدما كافة اشكال وانواع الأسلحة، بما فيها المحرمة دوليا، لم يشهد لها التاريخ مثيلا، مما سينعكس مستقبلا على السياسة الأمريكية اتجاه الشرق الأوسط عموما والقضية الفلسطينية خصوصا بغض النظر عن الحزب الحاكم .


ثالثا: حماية السردية الصهيونية بتوظيف الديانة اليهودية لتبرير الانتقال للمرحلة الثانية من أهداف العدوان الإسرائيلي الإرهابي، الذي يندرج تحت عنوان حرب الإبادة والتطهير العرقي بطرد الشعب الفلسطيني خارج قطاع غزة والضفة الغربية من نهر الأردن، بانقلاب على معاهدة وادي عربة، كما إنقلب على إتفاق اوسلو، مضفيا البعد الديني على الصراع العربي بعنوانه الفلسطيني مع الكيان الاستعماري الإسرائيلي المصطنع، وما توجيه الاتهامات الكاذبة دون أي دليل للحراكات والفعاليات الطلابية، كذريعة لقمعها لمعاداتها للسامية تأتي في هذا السياق، بهدف الترهيب والترويع بهدف وقفها او على أقل تقدير منع إتساعها .


رابعا : حماية قانون معاداة السامية الذي نجحت أمريكا لعقود بتوظيفه لترهيب العالم دولا وشعوبا، مكنها من ترسيخ هيمنتها ونفوذها وخاصة في أوروبا والمانيا تحديدا، لضمان استمرار توظيفه سلاحا يحول دون توجيه اي إنتقاد او شجب او إستنكار او تحرك حقيقي يهدف للتصدي للمشروع الإسروامريكي العدواني التوسعي، ليس في فلسطين فحسب بل بعموم منطقة الشرق الأوسط وبالعالم عامة .


خامسا : تصاعد الفعاليات الطلابية والشعبية الأمريكية والاوربية المناوئة لإسرائيل، يعني فشل بايدن وإدارته بدمج الكيان الإستعماري الإسرائيلي العنصري الإرهابي بقلب الوطن العربي على حساب حق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .


نخلص إلى أن أمريكا هي القائدة الفعلية باداة إسرائيلية لحرب الإبادة والتطهير العرقي، مما يستدعي من جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة المبادرة :


▪︎ لعزل" إسرائيل " وتجميد عضويتها بالامم المتحدة .


▪︎ تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية والإقتصادية والتجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية .


▪︎ تعليق العقود المبرمة مع المصانع والشركات الأمريكية والاوربية الداعمة لسلطات الاحتلال الإستعماري الإسرائيلي


هذآ أضعف الإيمان بعد ثبات عقم و فشل سياسة التنديد والإستنكار والقلق والمناشدة التي لم تثمر إلا عن مزيد من التصعيد والتدمير وإرتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية، وضرب عرض الحائط بالقرارات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية،


فهل من امل بالإنتقال من مرحلة الكلام إلى مربع الفعل والتحرر من الخوف والتبعية، انتصارا لإعلاء سمو الشرعة الدولية ولحقوق الإنسان وكفالة حق الحياة وتقرير المصير للشعب الفلسطيني اسوة بباقي شعوب العالم ؟

دلالات

شارك برأيك

قمع حراك الجامعات الأمريكية.. أهداف ومعان

المزيد في أقلام وأراء

مقارنة بين نكبتين.. من الطنطورة إلى الشابورة

إبراهيم ملحم

لاجئ وحتما عائد

حديث القدس

ذكرى النكبة محطة العودة

حمادة فراعنة

حق العودة بعد السابع من أكتوبر

عصري فياض

في يوم أوروبا.. بين مواقفها والوقائع بعد ٧٦ عاماً من جريمة النكبة

مروان إميل طوباسي

استقلالهم ونكبتنا

بهاء رحال

فلسطين و "إسرائيل".. من الهولوكوست اليهودي إلى الهولوكوست الفلسطيني

إبراهيم أبراش

عن القدس في ظل حرب الإبادة

يونس العموري

جبل غزة الذي لا ينحني….

محمد دراغمة

أقل الكلام

إبراهيم ملحم

فلسطين لم تهزم … كانت وصارت وستبقى فلسطين

حديث القدس

من خرق ميثاق الأمم المتحدة غير المستعمرة؟

حمادة فراعنة

طوفان الأقصى: طبقا لأرقامهم فقط

وليد عبد الحي

الوقت عامل العوامل.. إن لم تقطعه قطعك ووزع لحمك على القبائل

حمدي فراج

هل تريد أميركا وقف الحرب فعلًا؟

فايد ابو شمالة

العدالة الدولية البطيئة أشد أنواع الظلم!!

المحامي إبراهيم شعبان

في ذكرى النكبة الـ76 ... بداية نهاية المشروع الصهيوني‎

هاني المصري

في ذكرى النكبة.. الميناء الأمريكي وخطر التهجير.. عود على بدء

جمال زقوت

باقون هنا ..على درب فلسطين

حديث القدس

الذكرى 76 لنكبة فلسطين.. التاريخ يعيد نفسه والنتائج مختلفة

ماجد الزير

أسعار العملات

الأربعاء 15 مايو 2024 9:44 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.67

شراء 3.65

يورو / شيكل

بيع 3.99

شراء 3.97

يورو / شيكل

بيع 5.18

شراء 5.15

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%2

%98

(مجموع المصوتين 48)

القدس حالة الطقس