في ظل الجهود المتواصلة لإنجاز صفقة تبادل سريعة في مسعى لانهاء الحرب على غزة ، وصل وفد المخابرات المصرية إلى إسرائيل امس واجرى مفاوضات مكثفة مع الجانب الإسرائيلي وسط اجواء تبعث على التفاؤل حيث اشارت قناة البث الرسمية الاسرائيلية إلى ان معظم المسؤولين في إسرائيل وخصوصا وزير الجيش غالانت وزعيم المعسكر الوطني غانتس وعضو مجلس الحرب أيزنكوت يدعمون جهود التوصل إلى اتفاق وصفقة مع حماس حيث ترى المؤسسة العسكرية الاسرائيلية في المقترحات المصرية الجديدة فرصة اخيرة لاعادة الرهائن من قطاع غزة ، إلا نتانياهو الذي اعتاد على استخدام الفيتو وبالتالي معارضة اي خطوة من شأنها انهاء العدوان والحرب على غزة لتحقيق اهدافه السياسية والشخصية ..
رغم ذلك يأمل الجانب الإسرائيلي ان تنجح مصر بالضغط على حماس للتوصل إلى اتفاق ، وتقول مصادر اسرائيلية ان ما طرح في الاجتماعات مع الجانب المصري امس يلبي مطالب حماس وان الكرة اصبحت في ملعبهم ..
وفي الوقت الذي قالت فيه اسرائيل انها ستمنح مصر فرصة اخيرة قبل اجتياح رفح ، فان اسرائيل نقلت للمصريين تأكيدا بأنها جادة بالاستعدادات لشن عملية برية على رفح ولكن هذه العملية قد تتاخر لا سيما في ضوء الضغوطات التي تمارسها الولايات المتحدة حيث يتوقع ان يتم تقديم زيارة لوزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن لتل ابيب هذا الأسبوع ، في الوقت الذي ترى فيه الولايات المتحدة ان هناك زخما جديدا في المحادثات الرامية إلى انهاء الحرب على غزة والإفراج عن باقي الرهائن ، حيث اشار إلى ذلك مستشار الامن القومي جاك سوليفان الذي كان متفائلا .
المحادثات المصرية الاسرائيلية التي جرت وسط اجواء طيبة وكانت بناءة من حيث رغبة الطرفين في التوصل إلى اتفاق ، والتصريحات الاسرائيلية بانه تم اعطاء الضوء الاخضر للفريق المفاوض على جميع الشروط المقترحة والإصرار على اطلاق سراح ٣٣ رهينة في المرحلة الاولى تؤشر إلى ان هناك ضغوطات بالفعل داخل المستوى السياسي والعسكري داخل اسرائيل على نتانياهو للوصول إلى الصفقة ، لكن الأخير اعتاد على رفض كل محاولات التوصل إلى اتفاق ، ومن هنا قد يتلاعب بمصير هذه الصفقة ويضرب اي اتفاق بعرض الحائط ..
نشير في الختام وتعقيبا على ما يجري وراء الكواليس ان حماس لم تدخل المفاوضات بعد ، وبالتالي لا يمكن تقييم فرص التوصل إلى اتفاق في الوقت الحالي ، لكن الواضح ان المحادثات ستستغرق عدة ايام إضافية وستكون مهمة ومصيرية ، فهل تنجح هذه الجهود بعد ان فشلت مرارا وتكرارا على مدى خمسة اشهر ، ام ان فيتو نتانياهو وقراراته الشخصية التي ألمحت اليها حماس الليلة الماضية ستجر المنطقة إلى مزيد من التصعيد واستمرار العدوان ؟