أقلام وأراء

الأربعاء 24 أبريل 2024 9:03 صباحًا - بتوقيت القدس

كأن هذه الامة استمرأت الهزائم و لم تعد تحب الانتصار

تلخيص

تُقرأ الظواهر عادة في ثباتها، ولكنها تكون قراءة منقوصة مقارنة بقراءتها في حركتها والمجال الذي تتحرك فيه والمدى الذي يمكن ان تصله.


جميع الذين قرأوا ان النظام العربي سيغير موقفه من العدوان الابادي على غزة، كانوا مخطئين، فقد مرت قرابة سبعة أشهر بما حملته يوميا من صنوف القتل والدمار والتجويع مما لم يشهده التاريخ الحديث . لم تكن القراءة لموقف النظام العربي من انه سيغير موقفه، كأن يوقف التطبيع مع هذا الكيان الماثل امام محكمة العدل الدولية بالإبادة الجماعية . لم تكن تلك القراءة خاطئة فحسب، بل كانت قاصرة وساذجة أيضا، للدرجة التي تجعل مراقبا من خارج المشهد يتساءل إن كانت هذه الامة ، امة العروبة والإسلام ، لا تحب الانتصار الذي لم يتبق بيننا وبينه سوى خيط رفيع. انظر ماذا فعلوا لقطع هذا الخيط: لجموا شعوبهم كي لا تخرج في مظاهرات تندد بجرائم الاحتلال، افتعلوا معارك ثانوية وجانبية مع المقاومة بزعامة حركة حماس، مرة بدعوى انها ذات أصول اخوانية، ومرة بدعوى انها تنحاز للشيعة على حساب سنيتهم ، ومرة تتوعدها بالمحاسبة والمعاقبة، ونادى كثير من المحللين بتحميلّها مسؤولية مجازر إسرائيل في غزة، أحدهم وصل به الامر مطالبتها بتسليم أسراها الإسرائيليين فورا بدون مقابل و بدون تردد، وتسفيه و تسخيف محاور الاسناد القتالية في جنوب لبنان و البحر الأحمر، وحكومة التكنوقراط بدون التوافق الوطني حتى لو كان توافقا شكليا ومعنويا، وما يشاع مؤخرا من ان قطر ستطلب الى قيادتها مغادرتها . حتى الضربة النوعية التي وجهتها ايران لإسرائيل 14 نيسان الجاري ، تم تسخيفها واعتبارها مسرحية سيئة الاداء و الإخراج.


كان يجب استنباط موقف النظام السلبي من المقاومة من انه بالمجمل لا يريد انتصار حماس ، وهو الموقف الإسرائيلي الذي تتبناه أمريكا فينسحب اوتوماتيكا على هذا النظام الذي وصل - بمن تيسر- ان يشارك في اسقاط مسيرات ايران المتجهة صوب إسرائيل، وأخيرا وربما ليس آخرا - فنحن لا نعرف ما يدور في الاجتماعات المغلقة - جاء الفيتو الأمريكي الأخير ، هذه المرة ليس من أجل غزة ووقف العدوان الابادي على اطفالها و نسائها، بل من اجل ان تصبح فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة ، دون ان يحدث هذا الفيتو أي استفاقة من هذا التذيّل المذل، او أي حرج لمكونات هذا النظام. رغم ان قراءة ساعة واحدة لواقع الكيان المتردي والمتشظي ، تجعل أي نظام عربي يدرك شديد الادراك ان انتصار المقاومة على هذا الكيان قاب قوس أو أدنى.


مخطيء من يظن ان الامر متعلق بحماس، بل بالانتصار على إسرائيل . لقد قال لهم نزار قباني: ما دخل اليهود من حدودنا، وإنما.. تسربوا كالنمل.. من عيوبنا / خمسة آلاف سنه.. ونحن في السرداب / ذقوننا طويلةٌ / نقودنا مجهولةٌ/ جربوا أن تكسروا الأبواب / لا تلعنوا السماء إذا تخلت عنكم..او تلعنوا الظروف / فالله يؤتي النصر من يشاء / وليس حداداً لديكم.. يصنع السيوف.

دلالات

شارك برأيك

كأن هذه الامة استمرأت الهزائم و لم تعد تحب الانتصار

المزيد في أقلام وأراء

أقل الكلام

إبراهيم ملحم

فلسطين لم تهزم … كانت وصارت وستبقى فلسطين

حديث القدس

من خرق ميثاق الأمم المتحدة غير المستعمرة؟

حمادة فراعنة

طوفان الأقصى: طبقا لأرقامهم فقط

وليد عبد الحي

الوقت عامل العوامل.. إن لم تقطعه قطعك ووزع لحمك على القبائل

حمدي فراج

هل تريد أميركا وقف الحرب فعلًا؟

فايد ابو شمالة

العدالة الدولية البطيئة أشد أنواع الظلم!!

المحامي إبراهيم شعبان

في ذكرى النكبة الـ76 ... بداية نهاية المشروع الصهيوني‎

هاني المصري

في ذكرى النكبة.. الميناء الأمريكي وخطر التهجير.. عود على بدء

جمال زقوت

باقون هنا ..على درب فلسطين

حديث القدس

الذكرى 76 لنكبة فلسطين.. التاريخ يعيد نفسه والنتائج مختلفة

ماجد الزير

أميركا وإسرائيل.. وتأجيل صفقة القذائف الدقيقة

راسم عبيدات

التربية التحويلية

د.فواز عقل

جامعة كولومبيا الأميركية تنقل الرواية الفلسطينية الى العالم

تيسير خالد

حرب غزه والخيار الشمشوني

د. ناجى صادق شراب

ما المطلوب بعد التصويت الاممي ؟

عصام بكر

لماذا عجز اشقاؤنا العرب عن انقاذنا حتى الان

د.أحمد رفيق عوض... رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية / جامعة القدس

جامعاتهم وجامعاتنا

حمادة فراعنة

تراتيل انتظار الانتظار

يونس العموري

حرب الابادة في غزة عندما يتحول الجلاد إلى الضحية !!

حديث القدس

أسعار العملات

الإثنين 13 مايو 2024 9:47 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.26

شراء 5.2

يورو / شيكل

بيع 4.01

شراء 3.98

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%0

%100

(مجموع المصوتين 32)

القدس حالة الطقس