OPINIONS

Wed 15 Mar 2023 9:11 pm - Jerusalem Time

How many times did President Abu Mazen die? The perception trap

بقلم: عيسى قراقع ‏


على مدار 96 ساعة من تاريخ 5-6-2022 هوجم الشعب الفلسطيني والرأي العام بإشاعات واخبار ‏ملفقة تدعي أن رئيس دولة فلسطين أبو مازن قد توفي ، وتواصلت هذه الفقاعات على مختلف منصات ‏التواصل الاجتماعي وبكثافة وتكرار متعمد وبأشكال متعددة وبتعليقات ومشاركات وتحسينات بصرية ‏ولغوية ،وهذا كله ليس من فراغ او محض صدفة ، هناك مطابخ ومتاجر وفرق من التافهين المنفلتين ‏من اي قانون يشتغلون على قرصنة ادمغة الشعب الفلسطيني والسيطرة على مداركه ومشاعره وتحويله ‏الى سجين للأخبار والاشاعات على مدى ساعات وأيام طويلة . ‏

ليس جديدا على الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال الصهيوني أن يتعرض لحرب اعلامية ‏مبرمجة على وعيه ومناعته الوطنية وجبهته الداخلية ، هذا جزء من منظومات السيطرة الاستعمارية ‏التي تسعى دائما الى تشكيل العقول وتدجينها وتحوير الاهتمامات والاولويات الوطنية والثقافية ، وليس ‏جديدا معرفتنا ان الحرب على الجبهة الداخلية لأي شعب هي اخطر من الحرب العسكرية ، هناك قوى ‏خفية تعمل في الظلام وترتدي الاقنعة ، قوى تعمل في تل أبيب أو دول عربية أو من مجموعات من ‏المرضى الذين يعتقدون أن ممارسة التفاهة والكذب ونشر ثقافة التفاهة تشفيهم من أمراضهم السياسية ‏والفكرية والنفسية والتطلعات المصلحية . ‏

التفاهة اصبحت نظام سياسي واجتماعي له ادواته ورموزه ولغته واساليبه ودعائمه ، مهمة هذا النظام ‏هي اصطياد الادراك والمعرفة ونشر الفوضى واللا يقين ، واستغلال الفضاء السيبراني ووسائل ‏الاعلام والاتصال لأجل تحقيق اهدافه . ‏

‏96 ساعة والرئيس ابو مازن يموت ، اشاعات غير مقيدة بلا مصادر وبلا ضوابط قانونية او تشريعية ‏، الناس اصبحت رهينة فقاعات الاخبار ، اصطادوا انتباه البشر واستحوذوا عليه لاطول فترة ممكنة ، ‏ماذا يريدون من اختراع اقاويل وروايات غير حقيقة وواقعية ؟ انهم يريدون ان يثيروا فينا غرائز ‏ورغبات معتقدين أن هناك وحشا نائما فينا عليه أن يستيقظ ، يريدون أن يحركوا اتجاهات ومراكز قوى ‏ويبقوننا في حالة ترقب وارتياب ، يريدون ابقائنا في حالة ضغط نفسي وتعبئة دائما وخلق شعور كأننا ‏ننتظر زلزالا او كارثة أو مرحلة مفزعة . ‏

الموت حق وكل الناس ستموت ، استغل التافهون هذا الحق الالهي من خلال شخصية ومكانة الرئيس ‏الفلسطيني ابو مازن لقصف الشعب الفلسطيني بأخبار سريعة ومتناثرة وغير منضبطة كأنهم يطلقون ‏الرصاص ، لقد عملوا على فرط اغراء حواسنا بالمثيرات وسرقة وجودنا الانساني وكينونتنا وانتمائنا ‏وكأن هؤلاء يتعاملون مع الشعب الفلسطيني كشعب غبي وساذج وجاهل ، انهم يحتقرون كل عقل ‏فلسطيني من خلال اختلاق اخبار مزيفة ويدسونها في وسائط اعلامية كأنها مخدرات . ‏

هناك قوى تقف وراء كل ذلك وعلى رأسها المحتل الصهيوني وأعوانه لا سيما بعدما فقدت اسرائيل ‏كدولة محتلة قوتها المعنوية وذلك الانطباع بأنها دولة انتصرت على الشعب الفلسطيني ، لقد تآكلت ‏صورة هذه الانتصارات لهذه الدولة الاستعمارية أمام انتفاضات القدس وهباتها وصمودها في مواجهة ‏المستوطنين ومسيراتهم واعتداءاتهم على الأماكن المقدسة ، تآكلت صورة الاحتلال امام ابطال مخيم ‏جنين الذين فرضوا منع التجوال على تل أبيب والمدن الإسرائيلية وأمام ابطال نفق الحرية ، الأعلام ‏الفلسطينية رفعت في القدس رغم الحشد العسكري ورفعت في اللد والرملة ، نعش الشهيدة شيرين ابو ‏عاقلة لم تستطع الهمجية الإسرائيلية من إسقاطه بعد ان ظل مرفوعا على أكتاف وروح القدس العالية ، ‏وعلى مدار 55 عاما من الاحتلال و74 عاما من النكبة لم يتنازل الشعب الفلسطيني وقياداته عن حقوقه ‏السياسية وحق تقرير مصيره . ‏

إن الاستخدام المنظم للمعلومة والدعاية بغرض التأثير على الوضع الداخلي الفلسطيني واحتلال الوعي ‏والإدراك بهذا الحشد والاخبار المفبركة والمخترعة على منصات التواصل الاجتماعي بهدف اثارة ‏التوقعات والخوف من المجهول ومحاولة جعل الاخيولة المخترعة تتحول الى حقيقة بما يضيع الحقيقة ‏الفعلية ، كل ذلك لإخراج قوى كامنة اخرى تعمل بصمت على تدمير الشعب الفلسطيني ومشروعه ‏الوطني وتحويل اهتمامات الشعب من القضايا الوطنية المصيرية إلى القضايا الداخلية ووضعه في عالم ‏من الصور المتنافرة .‏

كم مرة مات الرئيس ابو مازن ؟ لا زالوا يشتغلون على هذا الخبر بحرارة ، تكثر الاسئلة والتحليلات ‏والأفكار المضطربة ، لا أحد يكتب بهذه الغزارة عن الاستيطان المتصاعد وعن عمليات القتل ‏والاعدامات الميدانية والاعتداءات على المسجد الاقصى في القدس وعن حملات الاعتقال اليومية ، كأن ‏المطلوب جعل انشغال الناس بنظام التفاهة غطاء لجرائم الاحتلال المستمرة ولاطفاء جذوة الصمود ‏والمقاومة ،ولاسقاط المثال والرمز ومنظومة القيم والمبادئ الانسانية والاخلاقية للشعب الفلسطيني . ‏

Share your opinion

How many times did President Abu Mazen die? The perception trap

MORE FROM OPINIONS

The View Within Israel Turns Bleak

The New York Times

Israel's difficult choices after Rafah

Ahmed Rafiq Awad

Brief Talk

Ibrahim Melhem

US focused on hunting down Hamas chief Yahya Sinwar, in bid to end Gaza war

Middle East Eye

Video: Why Israel Is in Deep Trouble

JOHN J. MEARSHEIMERMAY

Palestine and Israel... from the Jewish Holocaust to the Palestinian Holocaust

Ibrahim Abrash

The least that can be said

Ibrahim Melhem

The Limits of Moralism in Israel and Gaza

Ross Douthat

The Limits of the Biden-Netanyahu ‘Dispute’... Above the Rubble of Rafah

Eyad Abu Shakra

French academic: Biden has declared himself a Zionist since 1973

Translation for "Al-Quds" dot com

Under the Pretext of “Antisemitism”, the Suppression of the Palestinian People is Accompanied by an Attempt to Suppress the Defense of their Cause

YAANI.fr

Podcast: 7 Months on, How Would a Breakthrough look? Ehud Olmert, Dr Nasser Alkidwa & Thomas Friedman

Ramallah - "Al-Quds" dot com

What Hamas Wants in Postwar Gaza

Foreign Affairs

Hebrew Media: What is behind Biden's threat to stop supplying weapons to Israel?

Institute for National Security Studies

Biden’s war on Gaza is now a war on truth and the right to protest

Jonathan Cook

Gaza is the greatest test liberalism has faced since 1945. And it is failing

Middle East Eye

Student protests upend hegemony on Israel and Palestine forever

Middle East Eye

What will follow from the start of the attack on Rafah, and where is the movement heading in the Middle East?

Translation for "Al-Quds" dot com

They Used to Say Arabs Can’t Have Democracy Because It’d Be Bad for Israel. Now the U.S. Can’t Have It Either.

The Intercept

Netanyahu and Hamas are playing politics over a Gaza truce

Prospects