Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

السّبت 10 سبتمبر 2022 11:27 صباحًا - بتوقيت القدس

"عنب الخضر".. التوسع الاستيطاني وعراقيل الاحتلال تعيق غزارة الإنتاج والتسويق

بيت لحم – "القدس" دوت كوم - نجيب فراج – تتميز بلدة الخضر إلى الجنوب من بيت لحم بكثرة ثمار العنب بكل أنواعه وباتساع المساحة الزراعية، ولكن في الوقت نفسه تتراكم العقبات التي تقف في وجه المزارع لتسويقه، فما إن يقترب موسم القطاف بعد رحلة طويلة للمزارع من الاعتناء بأرضه في سنة واحدة، تبدأ بحراثة الأرض ومن ثم تقنيب العنب ورشه عدة مرات وكل ذلك بتكاليف كبيرة حتى يحين موسم القطاف، يكون قد فات الأوان، لأن السوق قد غرقت بالعنب الإسرائيلي الذي يغزوها قبل ذلك بشهرين وبسعر مرتفع يصل إلى الثلاثين شيقلاً للكيلو الواحد، وما أن يحين موعد القطاف المحلي ينخفض السعر الإسرائيلي ليصل شيقلين، إضافة إلى مجموعة كبيرة من العراقيل الكثيرة، لا يمكن للمزاعر المحلي استيعابها والسيطرة عليها.


أنواع العنب


وحول العنب وأنواعه وطبيعة التربة والعقبات التي يواجهها المزارعون، يقول المزارع أحمد صلاح لـ "القدس" دوت كوم، إن طبيعة أرض الخضر مناسبة للزراعة كون نسبة الملوحة معتدلة ومعقولة وتشكل تربة لإنتاج جيد، بعكس بعض المواقع الأخرى التي تكون فيها نسبة الملوحة مرتفعة وتؤثر على طبيعة الإنتاج، ولذلك هناك أنواع من العنب لا تجدها إلا في الخضر كالبتوني والحلواني والجندري والبيروتي والحمداني ولربما تجد ذات الأنواع في بعض المواقع الأخرى ولكنها مهجنة.


الأرض تتقلص


وذكر أن مساحة الأرض التي يزرع فيها العنب بالخضر تبلغ نحو سبعة آلاف دونم وهي مساحة كبيرة ولكنها في نفس الوقت قد تقلصت وذلك بفعل العديد من الظروف ومن بينها الزحف البشري في البناء وكذلك الاستيلاء الكبير على الأراضي من قبل المشروع الاستيطاني، وإقدام سلطات الاحتلال على إغلاق الطرق الزراعية المؤدية إلى أراضيهم ومعظمها بمحاذاة المستوطنات وعلى رأسها إفرات ونفي دانيال والعيزر  وبيتار، وهذا ما يفاقم المشكلة.


وأشار إلى أن المزارعون يستخدمون الدواب فقط للوصول إلى أراضيهم، حيث يحرمون من استخدام أي وسيلة نقل أخرى، وهذا يفاقم المشكلة ويعقدها ويستنزف مزيدًا من الوقت، مشيرًا إلى أن ذلك تسبب في منع تسويق العنب في أكثر من اتجاه وخاصة منع وصوله إلى القدس الذي يعتبر سوق متميز بالنسبة للمزارع، إلى جانب خسارة سوق رام الله والذي يمنع وضع بسطات فيه بسبب إجراءات البلدية المحددة، يضاف إلى ذلك منع بلدية بيت لحم من وضع أي بسطات نظرًا لأن طبيعة المدينة سياحية وتشوفه جمالها، فحصرت مكان المزارعين في ساحة منزوية لا تشهد إقبالًا من المواطنين، إلى جانب السوق القديم، حيث يضطر المزارع أن ينقل عنبه سيرًا على الأقدام وهذا منهك له وبالتالي فضل الامتناع عن ذلك ليبحث المزارعين أو بعضهم عن طرق أخرى من بينها عرض ما يسوقه في الطرق الالتفافية كمنطقة رأس بيت جالا والطريق قرب مجمع غوش عتصيون الاستيطاني، ولكن الشرطة الإسرائيلية تكون لهم بالمرصاد وتقوم بمنعهم ليجد المزارع نفسه أمام طريق مغلق.


عراقيل أخرى


وعن العراقيل الأخرى، يوضح صلاح أن المزارع يواجه غلاءً فاحشًا في أدوية المبيدات للعنب وأحيانًا يشتريها ليكتشف أنها غير صالحة، وأن وزارة الزراعة لا تضع حلولاً جدية لهذه المشكلة، كما أن الري لمزارع العنب مشكلة أخرى، خاصة وأن آبار تجميع مياه الأمطار محدودة لأن معظمها مهدد بالهدم من قبل قوات الاحتلال وأيضًا ممنوع على المزارعين من حفر آبار جديدة، وقلة المياه يعني بوضوح تقليص كمية الإنتاج والجفاف المبكر للشجر، إضافة إلى منع الاحتلال من تجديد معرشات العنب التي تحتاج كل عشر سنوات للتجديد وبالتالي يضطر المزارع أن يبقى على معرشاته 50 عامًا وتكون حينها قد هرمت وقد خفض انتاجها.


وكل ذلك أجبر المزارعين عن العزوف عن أرضهم لأنها تحولت إلى مشروع خاسر ويفضل أعداد كبيرة منهم تحول للعمل في الورش الإسرائيلية وفي احسن الأحوال بعضًا منهم يخصص شهرين للاعتناء بأرضه، أما المزارعين الذي فضلوا التمسك بهذه الزراعة وليكون شغلهم فقط في أرضهم فقد تقلص إلى نحو عشرة مزارعين في الوقت الذي كان في العام الماضي نحو مائة.


المشتقات الأخرى


أما عن المشتقات الأخرى التي تصنع من العنب ومنها الزبيب والملبن والدبس فهي لا تشكل حلاً للمشكلة بل أن الفائض من المنتوج نظرًا لعراقبل التسويق يضطر المزارعين من اللجوء إلى انتاج هذه المشتقات والتي تحتاج إلى جهد ووقت وأكثر كلفة  وإلى التسويق أيضًا ليجد المزارع نفسه قد هرب من مشكلة ليقع في أخرى. كما يقول صلاح.


موقف البلدية


من جانبه قال رئيس بلدية الخضر إبراهيم موسى، إن البلدية وبالتعاون مع المؤسسات المحلية والدوائر الحكومية لا تألوا جهدًا إلا وتبذله من أجل التخفيف على المزارعين، مقرًا بوجود مشاكل وعراقيل كبيرة من بينها الزحف الاستيطاني على أراضي الخضر والتهديد المباشر من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال على حد سواء  والذين يغلقون الطرق الزراعية وبلاحقون المزارعين ومنعهم من التسويق.


وأضاف: إن البلدية بذلت جهودًا هذا العام للسماح للمزراعين بتسويق منتوجاتهم في شوارع بيت لحم وقد كان ذلك لثمرة اتفاق بين البلديتين للتسهيل على المزارعين ولا بد أن يتضاعف الاهتمام الحكومي وخاصة من وزارة الزراعة لمزارعي الخضر وتوفير كل الإمكانيات لتمكينهم وتعزيز صمودهم وهذا غير مستحيل.

دلالات

شارك برأيك

"عنب الخضر".. التوسع الاستيطاني وعراقيل الاحتلال تعيق غزارة الإنتاج والتسويق

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 84)