رام الله- "القدس" دوت كوم- أكد متحدثون خلال ورشة نظمتها وزارة الإعلام بمقرها في مدينة رام الله، اليوم الخميس، حول محاولات الحد من الانتحار في فلسطين بمناسبة اليوم العالمي للحد من حالات الانتحار الذي يصادف في العاشر من الشهر الجاري، على أهمية مسؤولية الإعلام بالحد والوقاية من الانتحار.

وقالت د. سماح جبر، رئيس وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة وعضو اللجنة الوطنية لمحاولات الحد من الانتحار في فلسطين، في حديث لـــــــ"القدس" دوت كوم، على هامش الورشة، "هناك أهمية للإعلام بالحد والوقاية من الانتحار، في ظل الدراسات التي تشير إلى أن الإعلام غير المسؤول قد يزيد من السلوك الانتحاري لدى الجمهور".

وتابعت جبر، "إذا كان من الضروري الإخبار عن الانتحار فلا بد من الالتزام بضوابط هامة للتعامل مع تلك الأخبار، خاصة مع أهمية الدور الإيجابي للإعلاميين بالوقاية من الانتحار بدلًا من التركيز على الخبر فقط".

وشددت جبر على أنه "يجب تجنب اللغة التي تطبع الانتحار أو تقدمه كحل للمشاكل، وتجنب صياغة عناوين بارزة أو تكرار الخبر بطريقة غير مبررة، وتجنب إضفاء الرومانسية أو الإثارة أو المديح لمن ينفذ الانتحار، وتجنب تقديم تفاصيل حول طريقة الانتحار أو أداة الانتحار أو موقع الانتحار".

وأضافت جبر، "يجب تجنب وصف محاولات الانتحار بناجحة وفاشلة بل نقول (أتم الانتحار أو حاول الانتحار)، كما يجب توخي الحذر الشديد في اختيار الصور والفيديوهات المرافقة، ويجب إظهار الاعتبار الواجب للعائلات التي فجعت بانتحار أحد أبنائها وعدم لومهم أو اتهامهم بالتقصير، وعندما يحدث الانتحار دعونا نغتنم الفرصة لتثقيف الجمهور حول الوقاية من الانتحار وتقديم المعلومات اللازمة عن مكان طلب المساعدة، وكلنا أمل أن يكون الاعلام لنا نصيرا في الحفاظ على صحة وحياة شباب فلسطين".

وشددت جبر على أن هنالك حراس مرمى للتصدي للانتحار، منهم الأطباء والممرضون في اقسام الطوارئ، ورجال الدين بخطابهم الذي يعزز معنى الحياة، ورجال الأمن في السجن، والإعلاميون.

وأشارت جبر إلى أن هنالك مسببات للانتحار، حيث يوجد تفاعل بين مسببات شخصية لها علاقة بصفات الفرد وأهمها وجود اضطراب نفسي وإحباط، وهنالك مسببات فردية تتفاعل مع مسببات مجتمعية.

وأكدت جبر على أن الإحصائيات الموجودة حول الانتحار قليلة مقارنة بالواقع، حيث إن من يحاول أو أتم الانتحار أكثر، في ظل حالات كانت المعلومات حولها "ضبابية".

في هذه الأثناء، قالت جبر: "إن وزارة الصحة تميزت في المنطقة والإقليم بهذا الشأن، ووضعت إستراتيجية وطنية للحد والوقاية من الانتحار، كما أن مجلس الوزراء شكل لجنة وزارية لمتابعة الموضوع".

بدوره، قال كميل أبو شامي مدير عام المطبوعات وشؤون وسائل الإعلام في وزارة الإعلام وعضو اللجنة الوطنية لمحاولات الحد من الانتحار، في حديث لـــ"القدس" دوت كوم،: "إن هذه الورشة التي نظمتها الوزارة تأتي في سياق حرص الوزارة الدائم على النسيج الاجتماعي الفلسطيني".

وشدد أبو شامي على أن "تنظيم هذه الورشة يأتي في سبيل توعية الإعلام حول التعامل مع قضايا الانتحار، وارتأت الوزارة أن تكون شريكة لتسليط الضوء على قضية الحد من الانتحار وحماية الشباب الفلسطيني".